عام ٢٠١٨ كانت جبهة الساحل الغربي، في المعركة مع الحوثي ومشروع التوسع الإيراني، هي العنصر الحاسم الذي كانت مقاليده بيد الشرعية وتحالف دعمها، وكانت بقية الجبهات وخاصة جبهة نهم تنتظر نتائج المعركة هناك لتواصل زحفها نحو صنعاء.
كان يمكن أن تغير مجرى الأحداث بصورة يتحقق معها السلام لو أن الأمور سارت إلى النهاية.
شكّل التخلي عنها، وخسارتها، فقدان أهم عناصر القوة في المعركة، ومعها كل فرص للسلام، وأدخلت البلاد في حرب بلا نهاية انتقلت معها المبادرة للمليشيات الحوثية.
نستطيع أن نقول إن حسابات خاطئة أضاعت هذه الفرصة، وسلمت مقاليد المعركة للمجهول الذي انتهى بالوضع إلى ما انتهى إليه.
اليوم، وفي نفس المكان، تًقُدم متغيرات الأحداث فرصة جديدة لاستعادة المبادرة التي بواسطتها فقط يمكن تحقيق السلام، وذلك باستعادة هذا الموقع من البلاد بالقوة بعد أن ظلت جماعة الحوثي تناور وترفض تنفيذ اتفاق ستوكهولم ٢٠١٨ الذي أوقف معركة استرداد الحديدة وموانئها.
لا سبيل إلى السلام إلا بأن يُكسر جموح الحرب وبلطجة القوة عند هذه الجماعة هنا وفي المكان الذي تم الاعتقاد ذات يوم أن السلام سيصنع فيه باتفاق لا تسنده القوة وامتلاك المبادرة.
ضياع هذه الفرصة، مرة أخرى، سيباعد المسافة نحو السلام، وسيطيل أمد الحرب، ويعمق الكارثة، فنحن أمام جماعة لا تستطيع العيش إلا بالحرب، ولذلك لا غرابة أن تعطل كل جهود السلام بالإصرار على إغراق البلاد في كارثة التدمير ولا تبالي.