في أحد الشوارع اليمنية وتحت أشعة شمس ملتهبة تضرب الأرض بلا رحمة، يقف طفل في السابعة من عمره يبيع البيض، متسلحًا بالأمل والإصرار، في محاولة يائسة لتوفير لقمة العيش لأسرته، طفل تحمل على عاتقه مسؤوليات تفوق سنه بكثير، يمثل قصة مأساوية ولكنها شائعة بين أطفال اليمن في ظل الحرب المستمرة، وانقطاع المرتبات، وانهيار العملة، والأزمة الاقتصادية المدمرة التي تجتاح البلاد.
الصورة التي يرسمها هذا المشهد لا تختلف كثيرًا عن الواقع الذي يعيشه ملايين اليمنيين كل يوم، والحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي منذ سنوات قد خلفت وراءها بلدًا ممزقا، مع عائلات فقدت مصادر دخلها، وأطفال أُجبروا على التخلي عن البراءة واللعب ليواجهوا قسوة الحياة ويتحملوا عبء توفير الأساسيات.
الطفل البائع في الشارع، بملامحه التي تخفي قصص الوجع والألم، يعكس الوضع الإنساني المتدهور في اليمن، وتتجلى في عينيه قصة شعب يعاني منذ عشر سنوات، يكافح للبقاء في وطن مزقته الحروب والفقر والمرض.
هذه المعاناة ليست مجرد أرقام في التقارير الإخبارية أو مواد للنقاش السياسي، بل هي قصص حياة حقيقية تحدث كل يوم، قصص لأطفال أُجبروا على نسيان طفولتهم ودخلوا سوق العمل في سن مبكر جدًا، من أجل البقاء.
تتجسد في هذا الطفل البطولة والقوة، وكذلك اليأس الذي يعتصر قلوب كثير من الأسر اليمنية التي تجد نفسها عاجزة عن توفير الحاجات الأساسية لأطفالها، فهذه الأسر تواجه كل يوم تحديات جديدة، تحاول عبر أطفالها جاهدة البقاء والصمود في وجه الصعاب.
القصة التي يحملها هذا الطفل الصغير تعكس واقع الحياة في اليمن تحت وطأة الحرب الحوثية والأزمات الاقتصادية، إنها تذكرة قاسية بأن وراء كل رقم في إحصائيات الفقر والجوع والنزوح، هناك قصص إنسانية، وأحلام معلقة، وأطفال مجبرون على التنازل عن طفولتهم ليواجهوا قسوة الحياة.
يعد هذا الواقع دعوة صارخة للعالم للتحرك، ليس فقط من أجل إيقاف الحرب وإنهاء الانقلاب وإعادة الأمل إلى شعب اليمن، ولكن أيضًا لتوفير الدعم الإنساني العاجل للأسر الأكثر تضررًا ولأطفال مثل هذا الطفل، الذين يستحقون العودة إلى المدرسة والعيش بأمان بعيدًا عن ضغوط البقاء في واحدة من أخطر بقاع العالم.
في نهاية المطاف، يظل السؤال: إلى متى سيستمر هؤلاء الأطفال في تحمل أعباء لم تكن يومًا من المفترض أن تكون جزءًا من طفولتهم؟
وما الذي يمكن أن يفعله العالم لإعادة البريق إلى أعينهم ولضمان حصولهم على فرصة لمستقبل أفضل؟