;
خالد سلمان
خالد سلمان

السعودية بين خيار الحرب والتسوية: حوار خفي مع الحوثي وحسابات المستقبل في اليمن 368

2024-12-19 16:27:34

تعمل السعودية جاهدة على تغطية نفسها من ردود فعل قرار الحرب مع الحوثي حال اتخاذه، عبر سياسة النأي بالنفس ولو ظاهرياً، وتفعيل دبلوماسية الحوارات وفتح أراضيها للقاءات متواصلة لأطراف الصراع، ولم يتكشف بعد ما إذا كان الحوثي ممثلاً بتلك الحوارات الدائرة في الرياض، أم هو في صورة مجرياتها عبر طرف ثان أو هو مقصي كلياً عنها.

الحديث المتزامن المتداخل بين خياري الحرب ضد الماكينة العسكرية الحوثية، وآخر قلاع إيران في اليمن بل وفي المنطقة، وبين خارطة طريق يتم الإكثار من تداولها، يربك المتابع ويضعه في منطقة وسط بين يقين الحرب وإحتمالات تمرير التسوية.

أركان الحوثي القيادية يدركون جيداً ما تعنيه بعث الرسائل الحربية للسعودية المتخمة بالوعيد، والحديث علناً إن معركتها إن بدأت في الداخل فستنقلها إلى المملكة، مستهدفة الموانئ والمطارات ومناطق إنتاج الثروة، وهو تلويح صارخ غير مبطن، هدفه الضغط على تلك المخاوف وعلى القوى القريبة من الرياض، وحتى الأصدقاء الغربيين لترحيل أو إسقاط كلياً خيار طي صفحة الحوثي بالقوة.

لا يبدو إن للسعودية خيارات معلنة، وإن كانت من واقع إرث سياستها الخارجية، هي عادةً مع تقديم إشارات علنية للسلام، في ما هي داعمة للتوجه الدولي الخاص باليمن، بتحرير الممرات المائية وحماية التجارة الدولية، وفك أسر الدولة بإسقاط الحوثي كلياً من معادلتي الحرب والتسوية.

سنفترض إن توقيت الحديث عن خارطة طريق الآن هو عملية تمويه وشراء الوقت، في حين منح الحوثي فرصة للنجاة وبناء نفسه مجدداً إن تم ذلك، لا يعني نيل السعودية لسلام دائم، بل ربما إستراحة محارب لا يلبث وأن يعود مهدداً لأمن وداخل المملكة، وبالتالي لا حل دون الإستثمار في المناخ الإقليمي الدولي، وحالة الضعف العام لمحور إيران، لنزع آخر فتيل يتهدد اليمن والجوار وعموم المنطقة.

حسابات السياسة والإستراتيجيات لا تذهب نحو منح الخاسر جائزة حكم اليمن، وإن كررت العواصم الكبرى صفقة ستوكهولم ثانية، تحت مسمى خارطة الطريق بذات موازين قوى الأمس، فإنها تكون قد أنقذت الحوثي مرتين، وعززت لدى البعض القراءة وفق نظرية المؤامرة، بالقول إن الجماعة حاجة أمريكية لابتزاز دول المنطقة، وهي فكرة لا تتسق مع الحقيقة.

نعم الناس تعبت من الحرب، ومع ذلك أية خارطة طريق لا تنزع سلاح الحوثي، وتدستر حق الدولة وحدها في إحتكار القوة، فإنها لا ترمي حبل نجاة للحوثي وحسب، بل وتعيد إنتاج ذات الحرب مرة أخرى وربما لعشر سنوات قادمة.

shape3

لا أحد يعرف على وجه اليقين طبيعة ما يجري في الرياض، حيث تتوزع التوقعات في ظل غياب المعلومة، بين بحث خارطة الطريق، بعد رفع تهديدات البحر الأحمر جراء إتفاق وقف حرب غزة، أو الإعداد للحرب، أو إصلاح وضع المجلس القيادي بالإصلاح أو بالتغييرات، ومع ذلك فإن المزاج الشعبي العام يؤشر إلى إن لحظة تاريخية إن لم يتم إلتقاطها فلن تعود ثانيةً، فحرب واحدة بكل آلآمها خير من حروب متناسلة وخطر مستدام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد