;
أحمد موفق زيدان
أحمد موفق زيدان

زلزال فتح دمشق .. خفايا ومشاهدات وانطباعات ... وأحد عشر يوماً حاسمة "الحلقة السادسة عشر" 96

2025-01-13 23:22:25

كان العهد الجديد الذي بات يسيطر على معظم الجغرافيات السورية، قد بدأ يوطد أركانه، ولجأ لسيد أحمد الشرع الذي كان يلقب بالجولاني حتى عهد قريب، بتثبيت وتمكين قوى الثورة، التي تهددها تفسخ انحلال الجيش الأسدي، إذ إن فرقتان من الجيش الأسدي قد ذابتا مع دخول قوات الثورة إلى دمشق، وهو ما ترك ثغرة قانونية في اتفاق الهدنة عام 1974 بين سوريا والكيان الصهيوني، استغله الأخير بالتقدم على أراض سورية بحجة غياب الجيش السوري القادر على حماية جانبه السوري.

وواصل معه الكيان الصهيوني قصف الأسلحة الاستراتيجية التي كانت بحوزة العصابات الأسدية، لمنع وقوعها بالعهد الجديد، الذي لم يكن لديه القدرة ولا الوقت للرد على هذه الاستفزازات والتعدّيات، حيث كان العهد الجديد ملتفتاً إلى تعزيز أحزمته الأمنية عربياً ودولياً، لتوفر له هذه الأحزمة حماية في وجه البلطجة الصهيونية، والتي لا تزال تقوم بهذه التعدّيات حتى أول أمس بهجومها الوحشي على معامل الدفاع في السفيرة شرقي حلب.

كانت عودة الدول العربية إلى دمشق لافتة ومشجعة، باستثناء التصريحات المصرية المستفزة التي منعت السوريين من زيارة مصر، أما الخليجية الممثلة بالبحرين وقطر والسعودية والكويت والإمارات، فكانت جيدة، لاسيما مع دعوة المملكة العربية السعودية لوزيري الخارجية والدفاع، بالإضافة إلى رئيس الاستخبارات السورية لزيارة المملكة، وفتح جسور جوية من الرياض والكويت والدوحة باتجاه دمشق، كل هذا منح الأمل العريض للشعب السوري، خصوصاً مع التصريحات المشجعة من هذه العواصم باتجاه العهد الجديدة.

كما فتحت عمان حدودها ومعابرها، وتعهدت بتزويد المدن السورية المجاورة بالكهرباء، وهو ما عزز ثقة السوريين بالعودة إلى بلدهم، والعيش فيها، بعد أن حرمتهم منها العصابات الأسدية، وبالمقابل فإن التحرك التركي الأولي الذي قاده وزير الخارجية حاقان فيدان، ومعه مدير المخابرات إبراهيم كالن منذ اليوم الأول باتجاه دمشق عزز الحضور الإقليمي التركي، ليكون مواجهاً وموازياً للاستفزازات الإيرانية، التي لم كررها المرشد الإيراني علي خامنئي ووزير خارجيته عباس عراقجي، وكلها ترفض العهد الجديد، وتتعهد بما وصفها خامنئي بالمقاومة.

الواضح أن طهران اليوم لم تستطع أن تتجرع السُم الذي تجرعته عام 1988 يوم هزمت أمام الجيش العراقي، فسُم اليوم قاتل على كل الصعد الدولية والإقليمية وحتى الداخلية، بعد أن شعرت إيران بانتقال المعركة إلى الداخل الإيراني، ولذلك تسعى جاهدة من أجل إبقاء المعركة بعيداً عن أرضها، كي لا تصل النار إلى داخلها، وذلك بتحريك الفتنة في سوريا ودعم المليشيات المنهارة من عصابات أسد.

سعى إدارة العمليات العسكرية إلى توسيع عملها، ونشرت قواتها في كامل التراب السوري الخاضع لسيطرتها، لاسيما في دمشق وحمص وحماة وأريافهم، بالإضافة إلى الساحل السوري، وذلك من أجل ملاحقة القتلة والمجرمين، كما طالت حملة المتابعة والملاحقة الحدود مع لبنان، وذلك من أجل منع هروب المطلوبين للعدالة الانتقالية، وحتى أن لبنان قام بتسليم بعض الضباط المطلوبين، وإن كان رموز القتلة الكبار قد فروا من مطار بيروت باتجاه دبي وعلى رأسهم المجرم العتيد رفعت أسد.

كانت قوات ردع العدوان لا تزال تكتشف سجوناً جديدة، وتكتشف معه معامل الكبتاغون التي أرهقت المجتمع السوري، وأرهقت دول الجوار والعالم كله، فقد تبين أن مقرات الفرقة الرابعة التابعة لرفعت الأسد، ما هي إلاّ مصانع كبتاغون لتهريبها لدول الجوار، ومنها إلى أوربا والعالم العربي، وقد عثر على أنفاق من داخل الأراضي السورية إلى الأراضي العراقية لنقل هذه السموم للعام كله.

ويوماً بعد يوم تتكشف أيضاً حجم حياة الفساد والبذخ والتعالي التي كانت تعيشها الطغمة العسكرية الأسدية، وحاشيتها ولا زلت أتذكر خلال زيارتي إلى الساحل الجبال المحيطة بضريح المقبور حافظ أسد، وقد تم حجز الجبل كله لآل أسد والمقربين منهم، بالإضافة إلى ما كشفته قوات ردع العدوان عن 1330 سيارة فارهة وغالية الثمن لماهر الأسد، هذا فضلاً عن امتلاك غيره ربما سيارات وعقارات ومزارع كثيرة، مما يفسر حالة الفقر والعوز التي كان يعيشها السوريون منذ حكم المقبور حافظ أسد.

ومع هذا ظلت التسويات التي عرضتها قوات ردع العدوان مستمرة، ومع انتهاء المهلة التي حددتها القوات، لجأت إلى ملاحقة كل المتخلفين وإلقاء القبض عليهم، وقد شنت بذلك حملات مداهمة وملاحقة لكل المتخلفين في المدن السورية، وألقت بذلك القبض على الكثير منهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

جمال أنعم

2025-01-13 23:23:02

انتظار العالقين

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد