بمجرد ما أعلن البيت الأبيض تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، هلل إعلام الشرعية وإعلامييها فرحين مستبشرين، والتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية أصدر بيانا رحب بالأمر التنفيذي الصادر عن البيت الأبيض، القاضي بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل عادكم اكتشفتم اليوم أن جماعة الحوثي جماعة إرهابية؟!
فماذا عن المجازر التي ارتكبتها هذه الجماعة خلال العشر السنوات الماضية، وماذا عن تفجير البيوت والمساجد وتعذيب عشرات الآلاف من أبناء الشعب اليمني والملايين الذين تفرق شملهم داخل البلاد وخارجها بسبب اختطاف الدولة ومؤسساتها؟!
اسمحوا لي أقول لكم إن هذا القرار لن يغير من الأمر شيئا، طالما وأنه لا يوجد رجال فيما يسمى بالشرعية التي تعاني اليوم من روح معنوية هشة استنزفها الفساد والانقسامات، نحن أمام أشباه رجال تعفنوا في أروقة السلطة وفي تبعيتهم للخارج، أعرف أن وصفهم بأشباه الرجال سيزعجهم، لكن فقدانهم للرجولة في اتخاذ قرار الموجهة وانتظار أمريكا تحل لهم المشكلة لا يزعجهم.
لست بحاجة إلى التأكيد بأن أمريكا لن تحارب نيابة عنكم وتصنيفها للحوثيين بأنهم جماعة إرهابية ما هو إلا سوى بهارات تحتاجها الطبخة القادمة، حتى لو لم تكن طازجة مع العلم أن هذه الطبخة سبق لليمنيين أن ذاقوها وكذلك ذاقتها شعوب أخرى وفي محطات مختلفة من التاريخ، لكنه النسيان أو التناسي وما طالبان عنا ببعيد .
فماذا سيفيد التصنيف والشرعية شكلها وروحها سعودية إماراتية، ليس لديها الإرادة للقتال من أجل مستقبل اليمن، بنت مليشيات وقضت على مؤسسة الجيش، كل همها مراكمة السلطة والمال، ومن يدعي أنه يحرس الجمهورية ليس لدى أفراده عقيدة يقاتلون لأجلها، جمعهم الراتب، وليس العيب في الأفراد، بل بالقادة الذين ينتظرون قرار تحرير إرادتهم من الخارج، قرار التصنيف بدون إخضاع الحوثيين والانتقالي للسلام، فإنه يعزز من شعبية الحوثيين ويتحولون إلى مدافعين في مواجهة من ينتهك الهوية اليمنية ولا عزاء للشعب اليمني، فقد ماتت نخبه الاقتصادية والسياسية والثقافية .