كتب - المحرر السياسي :
ونحن على مشارف متغير سياسي هام تفرضه نتائج ومعطات الانتخابات الرئاسية والمحلية القادمة لها اثرها وتأثيرها على شكل الخارطة السياسية وصورتها المستقبلية ولأن كياناتها متعددة الرؤى والايدولوجيات ولها امتداد تاريخي ابرز ملامحه تظهر بعد اندلاع ثورة 26 سبتمبر المجيدة التي اطاحت بنظام مثَّل رمزاً للايدلوجية العنصرية والسلالية في صورة تجلَّت في تكسُّر صورة سعت لتكون ظاهرة اسلامية لهكذا نظام، إلا ان المتغير السياسي في مطلع الستينيات والذي قادته ثقافة التحرر من الاستعمار بجميع اشكاله الاجنبية أو تلك المنحطة فكرياً والرجعية، فكان بديلاً لها في الساحة ظهور حركات متعددة الرؤى والايدولوجيات كان ابرزها حركة الاخوان المسلمين بمصر وظهور ثقافة القوميين العرب واخذت اليمن نصيبها من ذلك الظهور ولأن ما يعيننا الآن هو الفكر والتفكير بأن كلي الحركتين سواء اكانت الناصرية أو الاخوان المسلمين تمكنتا من اظهار نفسيهما بثقل له اثره وتأثيره في تركيبة النظام السياسي الحاكم لليمن منذ مطلع الستينيات بشكل رئىس، وباعتبار ان تنامي حركة الاخوان المسلمين ظلت في تنام مستمر بامتدادها الفكري والجغرافي على الخارطة اليمنية تمكنت من خلال قدرتها على طرح نفسها بقوالب مقبولة للنظام الحاكم سواء كان في عهد الرئىس السلال أو الارياني والحمدي ومن بعده الغشمي لتكون ابرز ما حققته قدرتها على دحر ثقافة الرجعية والطائفية السلالية التي اتسم نجاحها بتناغم واضح من بين توجهاتها الايدولوجية ورغبات الانظمة. وهنا ولكون الحركات الاسلامية ارتبط توسع خارطتها الفكرية والثقافية في الوطن العربي عموماً بقبول واستيعاب الانظمة العربية لتوجهاتها السياسية والتي كانت في معظم الاقطار العربية تأخذ طابع الضدية نتج عنها مواجهات عنيفة كان ابرزها ما تعرض له الاخوان في مصر وسوريا والاردن وليبيا والسعودية، لكن الواقع يذهب إلى الاشارة إلى ان الحركات الاسلامية في اليمن كانت اكثر هضماً من مثيلاتها ويبدو وهو الواقع فعلاً لا يرجع بصورة رئىسية إلى قدرة تلك الحركات الاسلامية في اليمن على التعاطي السياسي بما يضمن عدم جعل مصيرها بأمثالها في دول الجوار لتكون المفارقة هنا ظهور قدرة الحاكم في التعاطي معها سياسياً واستيعابها على مدى ثلاثين عاماً كان حظ الرئىس علي عبدالله صالح 28 عاماً لم يُشهد في عهده اي مواجهات حدثت مع تلك الحركات الاسلامية وهو الحدث والمعطى الذي يدفعنا إلى طرح تساؤلات عدة تقتضيها المرحلة الراهنة كون ان ما نحن قادمون عليه قد تؤثر نتائجه بالرغم من قلة افتراضية وافرازات هامة من شأنها إما التأثير على هكذا علاقة وقدرة على تخطي الزمن وتناغم هو الاستثنائي في المنطقة حتى ان احداث الحادي عشر من سبتمبر لم يكن لها الاثر والتأثير إلى مستوى متدن لهكذا استثنائية مشرقة في تاريخ الرئىس علي عبدالله صالح والحركات الاسلامية في اليمن الذي يذهب بنا إلى طرح تساؤلات نستقرئ دلالاتها لاحقاً مع شخصيات لها شأن في الثقافة والفكر وبعدها السياسي والايدلوجي في المنطقة العربية، لكن قبل اولئك يجب ان ندعو قادة الحركات الاسلامية في اليمن سواء كانوا في اطار الاخوان المسلمين أو المتجاوزين لها كحركة السلفيين والدعوة وجماعة التبليغ إلى تقييم واقعها الراهن ومستقبلها القادم في اطار ما قد تفرضه معطيات الواقع التي هي تلعب دوراً اساسياً في تشكيله، فكيف تقيِّم ثمانية وعشرين عاماً في علاقتها بنظام على رأسه علي عبدالله صالح الذي التسم بندرة استضافته لقياداتها وارتكز في اطلالته المستقبلية على تنامي وعيها وتوعيتها للمجتمع، وكيف تقرأ ايضاً مستقبلها القادم وفق متغير قد يفرض وان كانت احتمالاتها بعيدة لكن مناقشته مفروضة علينا بالتعامل مع نظام غير نظام علي عبدالله صالح ونحن هنا ندعوها وبمسؤولية عالية الاهمية ان تطرحنا امام رؤيتها المستقبلية لهكذا تساؤلات وبدائلها وكيفية تحالفاتها..؟.مع ان تأخذ في اعتبارها تساؤل بسيط ماذا كان سيكون مصيرها لو كان النظام في صنعاء نظاماً منسوخاً لسوريا ومصر وليبيا والاردن وغيرها من الدول العربية. ونظراً لضرورة الاجابة على هكذا تساؤلات ملحة فإننا في «أخباراليوم» نعد القرأ الكرام بأننا خلال اليومين القادمين سنقوم بعمل استطلاعات شاملة للتعرف على طبيعة علاقة الحركات الاسلامية بمختلف مشاربها واتجاهاتها مع نظام فيما لو كان غير نظام علي عبدالله صالح.