;
سيف محمد الحاضري
سيف محمد الحاضري

بين البرهان والشرع والعليمي: مواقف تصنع التاريخ وأخرى تضيع الفرص 50

2025-01-18 00:19:17

في محاولتي إجراء مقارنة بين ثلاث شخصيات سياسية بارزة في المشهد العربي اليوم—الجنرال عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي السوداني، والجنرال أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، والدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني—أجد نفسي أمام مفارقة صارخة.

بينما يمكن بسهولة تتبع مواقف البرهان والشرع ومقارنتهما، نظرًا لوجود قواسم مشتركة في الأوضاع التي تواجه بلديهما والقرارات التي اتخذاها، فإن إدراج العليمي في هذا السياق يبدو غير متكافئ تمامًا.

shape3

فالأحداث في السودان وسوريا واليمن تتشابه إلى حد بعيد من حيث التدخلات الخارجية، لكن مواقف القيادات الثلاث تجاه هذه التحديات تكشف عن فجوات هائلة في الأداء والقدرة على اتخاذ القرار.

البرهان والشرع: مواجهات حاسمة ضد الهيمنة الخارجية

اتخذ الجنرال عبد الفتاح البرهان قرارات جريئة وحاسمة في مواجهة التدخلات الأجنبية، وعلى رأسها النفوذ الإماراتي في السودان. رفض أي محاولات للتفاوض التي تسعى إلى شرعنة تمرد قوات الدعم السريع، وانتقل إلى ميدان المواجهة عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، محددًا بوضوح بوصلة أهدافه وأعدائه. لم يكتفِ بالمواجهة العسكرية، بل خاض حربًا على جميع الأصعدة، مما جعله عقبة رئيسية أمام مشروع الإمارات التوسعي في المنطقة.

أما في سوريا، فقد تمكن الجنرال أحمد الشرع من قلب المعادلة الإقليمية، إذ لم يقتصر إنجازه على إفشال مشروع الهيمنة الإيرانية في بلاده، بل امتد تأثيره إلى المنطقة بأسرها. لم يواجه النفوذ الإيراني فقط، بل أحدث هزة عميقة في معنويات الميليشيات التابعة لإيران، ورفع الروح المعنوية للشعوب العربية والإسلامية في معركتها ضد المشروع الإيراني.

اليمن بين الفرص الضائعة والتبعية السياسية

اليمن لا يختلف كثيرًا عن السودان وسوريا من حيث حجم التدخلات الخارجية، فالاحتلال الإيراني للعاصمة صنعاء وهيمنة الإمارات على عدن والموانئ اليمنية في البحر العربي تشكلان تحديًا وجوديًا للدولة اليمنية. غير أن الفرق يكمن في كيفية تعامل القيادة السياسية مع هذه التدخلات.

رشاد العليمي، بدلاً من استثمار الزخم الإقليمي والدولي ضد إيران، وإعادة توجيه المواجهة نحو استعادة الدولة، بدا عاجزًا عن التقاط الفرص التاريخية التي أهدتها له التحولات الجيوسياسية في المنطقة. كان بإمكانه، في ظل الإنجازات التي حققها الشرع في سوريا، أن يبني على هذا الانتصار الإقليمي لإضعاف الميليشيات الحوثية، كما كان بإمكانه الاستفادة من معركة البرهان ضد النفوذ الإماراتي لتعزيز موقفه السيادي في اليمن، لكنه لم يفعل.

العليمي: قائد يتقن إضاعة الفرص

يمكن وصف رشاد العليمي بأنه رجل يتقن إضاعة الفرص التي قد تهبها الأقدار لأي قائد، مهما كان حجمه، ليصنع منها نصرًا.

القيادة ليست مجرد منصب، بل اختبار مستمر لقدرة القائد على اتخاذ القرارات المصيرية. حين يضعنا الواقع أمام مقارنات بين القيادات المختلفة، لا مجال للمجاملة أو العاطفة، بل يجب تقييم الأمور بميزان الإنجازات والنتائج. فالسؤال الجوهري الذي يفرض نفسه هنا: ماذا حقق رشاد العليمي للقضية اليمنية؟ هل استعاد الدولة؟ هل هزم المشروع الإيراني؟ هل حرر صنعاء؟

حين تتوالى الإجابات بالنفي، يدرك اليمنيون أن الأمل في قيادة كهذه لا يمكن أن يكون إلا سرابًا، وأن البلاد بحاجة إلى قيادة جديدة قادرة على استثمار التحولات الإقليمية والدولية لتحقيق الهدف المنشود: تحرير اليمن من الاستعمار الإيراني واستعادة الدولة ولن يكون ذلك بقيادة تتخذ من الخارج مقراً لأقامتها ، بل يجب أن يكون مقر إقامتها مقرات القيادة لإدارة المعركة على جميع الأصعدة، مع الاشارة أن ذات الفرص التي أضاع اقتناصها رشاد العليمي يمكنه اليوم الاستفادة من استمرار المتغير في المزاح الاقليمي والدولي باتجاه المشروع الإيراني بالدرجة الاساسية!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد