;

خطر سيطرة المعارضة على السلطة في لبنان ! 1115

2006-12-15 22:08:13

المتتبع لتسارع الأحداث السياسية في لبنان، يلمح مسألتين هامتين في الصراع بين حكومة السنيورة والمعارضة، المسألة الأولى تشبت الحكومة بمواقفها الداعية إلى العودة إلى الحوار، والمسألة الثانية تشبث المعارضة بمطالبها بإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، فكلاهما متشبث بمواقفه السياسية متأكد من أنه على حق، الرئيس السنيورة يدعو الشعب اللبناني إلى العودة إلى منازلهم والتوقف عن الاعتصام، ويعتبر ذلك إضراراً بمصلحة لبنان، كما يؤكد على أن الاستمرار في الاحتجاج والتظاهر لن يعطي نتيجة وأن تفجير الأوضاع والنزول إلى الشارع لا يصب في مصلحة لبنان، وبين الفينة والأخرى يتهم حزب الله والمعارضة بالسعي لتعطيل المحكمة الدولية، بل والأكثر من ذلك فإنه يتهم المعارضة بالدفاع عن المصالح السورية والإيرانية كون المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري موجهة لبعض القيادات العسكرية السورية المتهمة ضمنياً بالضلوع في عملية الاغتيال، وفي الجانب الآخر نلمح الإصرار الكبير من قبل حزب الله وأنصاره من المعارضة باستخدام سلاح الشارع والذي استخدم فعلاً رغم أنه يضر بمصلحة لبنان كونه يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد اللبناني، كما أن المعارضة تطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية تمتلك فيها الثلث المعطل الذي يمكنها من التأثير في القرارات المصيرية للبلاد، لكن إذا أردنا أن نكون منصفين في تحليلنا لهذا الوضع في لبنان يجب أن نعلم جيداً أن هناك أسباباً بعيدة المدى وأجندات استراتيجية ومخططات إقليمية مستترة وغير ظاهرة للعيان ولن يدركها المواطن العادي الذي خرج إلى الشارع متأثراً بالخطاب الثوري والمتعطش إلى التغيير واليائس مما أنجز حتى الآن من قبل الحكومة، فالمجتمع الدولي وبعض الدول العربية تدعم حكومة السنيورة لأنها تدرك خطر سيطرة حزب الله على السلطة في لبنان، وهو ما يقوي إيران ويزيد من هيمنتها على المنطقة بعدما استطاعت السيطرة على الوضع السياسي في العراق واستطاعت أن تجعل الولايات المتحدة تطلب منها المساعدة للخروج بحل للأزمة العراقية، فسيطرة حزب الله الشيعي الموالي لإيران على المشهد السياسي في لبنان سيزيد بلا شك من قوة إيران ويزيد من هيمنتها على الشرق الأوسط، وهذا هو ما يخيف الولايات المتحدة وبعض الدول العربية التي تسعى هي الأخرى إلى الدفاع عن مصالحها وأهدافها الاستراتيجية وهذا من حقها، وهذا هو السبب الذي جعل الرئيس المصري حسني مبارك يحذر من تدهور الأوضاع في لبنان ومن خطر اللجوء إلى الشارع، وهو نفس السبب الذي دفع العاهل الأردني الملك عبد الله إلى التحذير من حرب أهلية في لبنان، وهو نفس السبب أيضاً الذي يجعل الرئيس السنيورة يقول أن الأمور لا تحل في الشارع ولا بالتهديد ولا بالضغوط ولا بالتخوين، وهو أيضاً نفس السبب الذي جعل المملكة العربية السعودية تدعم حكومة السنيورة دعماً منقطع النظير، لأن هذه الدول تدرك تماماً خطر سيطرة حزب الله على السلطة في لبنان، لأن ذلك سيعني تكراراً للسيناريو الفلسطيني في لبنان، فعندما نجحت حماس في الوصول إلى السلطة بانتخابات ديمقراطية نزيهة انهال عليها العالم بالمقاطعة الاقتصادية وكان الخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني الذي تدهورت أوضاعه الاقتصادية بفعل الحصار الاقتصادي الدولي وتوقف المساعدات الأوروبية والاميركية.






إن حزب الله مصنف ضمن لائحة الإرهاب الاميركية وهذا يعني أنه مستهدف أميركياً، وفي حالة وصوله إلى السلطة فإن هذا يعني حصاراً اقتصادياً دولياً على الشعب اللبناني، فالقانون الأميركي والأوروبي بل والدولي يمنع تقديم المساعدات إلى المنظمات الإرهابية، ورغم أن الخروج إلى الشارع هو حق ديمقراطي مشروع لكن الأسباب الخفية التي تكمن وراء هذا الخروج خطيرة وخطيرة للغاية ويجب إدراكها قبل فوات الأوان، تصوروا معي ما الذي سيصيب لبنان إذا ما نجح الأمين العام حسن نصر الله في الوصول إلى رئاسة الحكومة أو رئاسة الدولة، وفي اعتقادي لو أن السلطة سلمت لحسن نصر الله لن يقبلها لأنه يدرك خطرها على لبنان والمنطقة، ورأينا كيف أن حسن نصر الله أجاب بالنفي عن سؤال ذكي حول ما إذا كان سيقوم بعملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين لو علم بأن إسرائيل ستدمر لبنان ، نعم الشعوب العربية متعاطفة مع المقاومة اللبنانية وتكن لها كل احترام، ولكن ينبغي أن نكون واقعيين، فمصلحة الأمة العربية والإسلامية فوق كل اعتبار، خاصة وان لبنان لا يملك البنية الداخلية التي تجعله قادراً على مواجهة أي حصار اقتصادي دولي، والعودة إلى الحوار الوطني هو الأساس لأن إسقاط الحكومة باستخدام الشارع قد يؤثر بشكل سلبي على المستقبل السياسي اللبناني، وعلى المعارضة أن تسقط الحكومة من خلال البرلمان، أما تشكيل حكومة وحدة وطنية فسبيله الوحيد هو الحوار الوطني وتحقيق التوافق السياسي، فالعالم كله بما فيه العالم العربي يدرك أهمية العودة إلى طاولة الحوار التي تبقى هدفاً منشوداً على الأقل في الوقت الراهن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد