كتب - المحرر السياسي :
في الوقت الذي يختتم المؤتمر القومي-الإسلامي السادس في قطراعماله متزامناً مع صعوبة الاوضاع التي تعيشها الامة العربية والاسلامية فكرياً وثقافياً بشكل عام جراء اختلالات في التوازن الفكري لمفاهيم القومية والانتماء الاسلامي، نتج عنه تسلل اعداء الامة لتوسيع فجوات بين الوعي القومي والانتماء الوطني والمسؤولية الإسلامية بين شعوبنا ونخبنا السياسية واوطاننا، لنجد في واقع الامر وحقيقته اننا شعوب ونخب سياسية واحزاب نمضي قدماً لتوطين اللاهوية تجاه أوطاننا وتجذير الكفر بالقومية عملاً وسلوكاً، واعتناق النرجسية السياسية مذهباً بديلاً.
هذا الحال هو صورة عامة لواقعنا العربي ينعكس بصورة اصغر على مستوى اوطاننا العربية، وتتكرر الصورة في الحياة السياسية النرجسية مذهباً لتغدو هي السائد، ليست اليمن بعيدة أو حالة استثنائية عنها، فحياتنا السياسية اليمنية تملأ شوارع
مدنها لوحات تحمل عنوان القومية واخرى اسلامية، لا نستطيع في واقع الحال التفريق بينها وبين لوحات هي في الشكل افضل وفي المنتج افيد تحمل عنوان لمأكولات «الهمبرجر والبيتزاهت ولفائف المالبورو»، وبالعودة لتصفح صفحات الصحف القومية -خاصة تلك الصادرة عن التنظيم العريق الوحدوي الناصري -نجد انها تعكس حالة الاحباط الفظيع، والانكسار في الوعي والفكر والمنهج القومي، كحالة طبيعية لانكسار اصاب لأمة، لكن المشهد الاكثر اثارة وحيرة تجاوز حالة الانكسار في الخطاب اللاواعي واللامنهجي واللاانتمائي لقوميتنا العربية واضح في لسان حال التنظيم الوحودي الناصري، ويبدو ان القائمين على تلك الوسيلة الناطقة باسم هذا التنظيم العريق قد استقرأت حالة الانهزام للامة بصورة وضعت امامها خيار الكفر بالقومية العربية وسيلة للهروب واعتناق القومية الفارسية، وان كان على استحياء، واستبدال قيم وثوابت من سالت دماء شهداء هذا الحزب على ايديهم اثناء قيام الثورة وترسيخ ثوابتها واهدافها بقيم وابجديات وثوابت مؤسسية هذا الحزب العظيم. ولاشك ان ثمة حالة تخبط تصيب الحزب الناصري في راهن الحال ليست فقط على مستوى وضعه السياسي وهيكليته التنظيمية، وانما تجاوز ذلك ليصاب بهزة في ايمانه وقناعاته الفكرية والايديولوجية يخشى عدم تداركها قبل ان تصل به الحال إلى مرحلة اللاهوية، فيصبح يافطة بلا عنوان.
وعليه فإن معطيات الواقع ونواقيس الخطر تستدعي من التنظيم الوحدوي الناصري اعادة النظر في اوضاعه الداخلية والعمل على اصلاحها بغية العودة إلى المسار الصحيح.
