لم يعد خافياً ولا سراً وجود استراتيجية ايرانية- شيعية- تستهدف المملكة العربية السعودية وامنها واستقرارها، ووجودها ودينها وعقيدتها، ورمزية ودلالة وجود الحرمين الشريفين في هذه الدولة، مما يعطى للعداء والاستعداء بعداً مذهبياً وطائفياً، حيث والشيعة الاثني عشرية لا تعترف بشرعية الحكام من الدول العربية والاسلامية وخاصة حكام السعودية، لاجل ذلك رأينا الاستراتيجية الايرانية والخطط الشيعية تتجهة اولاً لنزع الشرعية عن الانظمة العربية ثم اسقاطها كما حدث في العراق ويحدث بلبنان، ودول الخليج والسعودية واقعة في دائرة الاستهداف الفارسي- والخطر الرافضي لعدة اسباب ومبررات، منها: ان السعودية من اكبر الدول العربية واهمها واكثرها حضوراً وتأثيراً ونفطاً ومساحة، بالاضافة إلى كونها دولة سنية المذهب واسلامية المشرب، والسعودية تشكل مع اليمن- الجزيرة العربية، فلا وجود للخليج والجزيرة بدون اليمن والسعودية، ولا غرابة عندما نجد استهداف السعودية من اليمن، ولا غرابة من تصريحات يحيى الحوثي ضد المملكة والاساءة اليها، فهذا يأتي وفق الاستراتيجية الشيعية والمحور الايراني في المنطقة، نزع الشرعية عن الانظمة والحكام وزعزعة الامن والاستقرار، وهذا ما تقوم به الحركة الحوثية في المرحلة الحالية، التشكيك بنتائج الانتخابات الرئاسية والطعن بشرعية السلطة اليمنية، ونفس الامر مع المملكة حيث التركيز من قبل اجهزة الاعلام الشيعية في ايران والعراق والصحف والمواقع التابعة لها في اليمن والخليج ، تسعى كلها لنشر الشائعات حول شرعية السلطة في السعودية والازمات التي تمر بها، بصورة توحي بقرب انهيارها وتفككها، وهذا يخالف الواقع. . فالسعودية وخاصة بعد تشكيل هيئة البيعة وصدور القانون المنظم في رمضان، تعزز تلاحم وتوحد الاسرة الحاكمة وخاصة في القضايا الكلية والامور الاستراتيجية، ايران وشيعة العراق وعبر المرجعية في قم والنجف يطالبون باقامة أضرحة وقباب لاهل البيت المقبورين بالبقيع، وبالتالي الاشراف على هذه القباب والاضرحة والتدخل بالشأن السعودي، كذلك فإن الاستراتيجية الفارسية والشيعية تسعى للمطالبة بوضع الحرمين الشريفين في مكة والمدينة تحت اشراف ووصاية اسلامية مشتركة، بالاضافة لاثارة قضية الشيعة في المنطقة الشرقية، والمطالبة بحقوقهم، والدعوة لحمايتهم، كل هذا وغيره يدخل في نطاق التمدد الفارسي والنفوذ الشيعي الرافضي، والذي ادى نجاحه في العراق لفتح شهيته في السعودية واليمن، واقول بصراحة ووضوح سواء تقدم الوقت أو تأخر فإن المواجهة حاصلة وواقعة بين دول المنطقة -السنية- والدولة الفارسية- الشيعية- ونحن اليوم نشهد ارهاصات هذه الحرب وبداياتها عبر الحرب الاعلامية والحملات المسعورة، والاساءات المستمرة ضد الانظمة الحاكمة والجماعات الاسلامية، والتيارات السياسية والنخب الثقافية التي تقف ضد الاستراتيجية الفارسية الصفوية- والخطط الشيعية الاثني عشرية التي تنتشر مثل السرطان وتمد اظافرها في كل مكان. . وفق مخططات غاية في الدقة والاتقان، وتحالفات مع الصهاينة والاميركان، اسقاط الانظمة السنية، واقامة انظمة عملية وشيعية كما في افغانستان والعراق.
واذا كانت ايران اليوم مشغولة بالوضع في العراق ولبنان فإن الاتجاه نحو الجزيرة العربية يسير بخطى وئيدة وتحركات هادئة، ايران اليوم تحتل العراق وتسيطر على اجزاء من لبنان وتحتل ثلاث جزر في الامارات، وتحرك الحوثيين في اليمن، ولها حلفاء وعملاء في البحرين وشرق السعودية والكويت ينتظرون اشارة من طهران مدعومة بفتوى من قم والنجف.
الا يحق لاهل السنة في الخليج واليمن الوقوف ضد الامبراطورية الفارسية وهم يجدون- اخوانهم- في العراق يذبحون مثل الدجاج ويطردون مثل الكلاب؟! الا يحق لهم مقاومة هذا الخطر والتحالف ضده، لماذا يصبح دفاعي عن السعودية ووقوفي معها تطرفاً وهابياً بينما دفاع الآخرين ووقوفهم مع -ايران- اعتدالاً واسلامياً؟! لماذا كل هذا التطبيل والتصفيق لحزب الله والمقاومة الظاهرية وفي الوقت ذاته تشويه صورة المقاومة العراقية الحقيقية ووصف المقاومين بالتكفيريين والصداميين والنواصب والوهابيين؟ انها معادلة صعبة وحقائق مقلوبة. . هناك العديد من الكتاب والصحفيين والمثقفين يعمدون لتشويه صورة- المملكة العربية السعودية- لصالح الجمهورية الايرانية، وخير مثال على ذلك موقف السعودية من لبنان مباشرة أو عن طريق- رفيق الحريري- تجاهلوا دور المملكة بوقف الحرب الاهلية عبر اتفاقية الطائف واعادة اعمار لبنان، كل هذا يهمل ولا يذكر. . المهم الاساءة للسعودية في إطار مشروع اسقاطها وتقسيمها وفق المخطط الفارسي-الاميركي- والقادم اقطع والمستور ابشع. . والحقيقة في كثير من الاحيان مؤلمة ولكنها ضرورية وواجبة.
