;

المخطط الأميركي في الشرق الأوسط 1074

2007-01-06 04:30:06


كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن نظرية المؤامرة، وعن مخططات تسعى إلى تغيير الشرق الأوسط والعالم، وعن الشرق الأوسط الجديد، ويتحدث البعض عن أن الأمة العربية مستهدفة، والبعض الآخر يتحدث عن مخططات تستهدف الأمة الإسلامية، وأن ما يجري من تغييرات سياسية في العالم إنما هو مخطط يهدف إلى التصدي للمد الإسلامي الراديكالي الأصولي. التحول في العالم بدأ في الواقع بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي قسمت العالم وأدت إلى غزو أفغانستان والعراق من قبل الجيش الأميركي المدعم بقوات متعددة الجنسيات كلها ساهمت في مشروع محاربة الإرهاب، ثم جاءت حرب لبنان التي كشفت المستور وفضحت الضعف والوهن في صفوف الجيش الإسرائيلي رابع قوة عسكرية في العالم، القوة العسكرية المدعومة من قبل البنتاغون الأميركي الذي زودها بأذكى الأسلحة، على حد تعبيرهم. البنتاغون الذي يزود إسرائيل سنوياً بمخزون احتياطي من الأسلحة تحسباً لاندلاع أي حرب في المنطقة.

الغرب ارتكب أخطاءً فادحة في الشرق الأوسط، فالولايات المتحدة سلحت إسرائيل وزودتها بأحدث التكنولوجيا العسكرية، لكنها فشلت في تسليحها فكرياً وعقائدياً وفشلت في تقويتها بالإيمان بقضيتها، وبغض النظر عن صحة سلوك حزب الله في لبنان من عدمه فإن هؤلاء الثلة من المقاتلين استطاعوا أن يصمدوا في وجه الطائرات والبوارج والدبابات الأميركية الصنع. بأبسط الوسائل وأقل الخسائر. وقد قالها حسن نصر الله عندما أشار في أحد خطاباته الثورية أن هؤلاء الناس يملكون إيماناً لا يملكه أحد، إذا كان يقصد الإيمان بالقضية اللبنانية والأمة العربية فهو صائب، وإذا كان يقصد الإيمان بالأمة الإسلامية وقدرتها على مواجهة العدوان الغربي فهو أكثر صواباً.

الأطماع الأجنبية في الشرق الأوسط واضحة وضوح الشمس فعندما قرر جورج بوش ضرب العراق، كان قراره بناءً على مصالح الولايات المتحدة وحماية أمنها القومي الذي أصبح اليوم مهدداً أكثر من السابق بشهادة كبار المحللين السياسيين في الولايات المتحدة. لقد ارتكبت الولايات المتحدة أخطاءً كبيرة في الشرق الأوسط ولم تحسن التعامل أو التصدي للإرهاب ، وفشلت في إنجاح مشروع الفوضى الخلاقة الذي انقلب عليها كما ينقلب السحر على الساحر، لقد فشلت في تحقيق أهدافها المرسومة، وهو ما يجعلها تتخبط وتتأرجح وتغير استراتيجياتها السياسية والعسكرية في العراق، قد تكون نجحت نسبياً في أفغانستان في القضاء على نظام طالبان الذي لم يكن بالحجم الذي صورته الإدارة الأميركية، فنظام طالبان كان يفتقر إلى أدنى مقومات الجيش النظامي أو المليشيات المسلحة القادرة على مواجهة الآلة العسكرية الأميركية.

لقد ضخمت الولايات المتحدة خطورة العراق وهو بلد صغير أنهكه الحصار الاقتصادي، وادعت بأنه يمتلك أسلحة دمار شامل وأنه يشكل تهديداً على الأمن والسلم العالميين وحاولت استصدار قرار أممي يجيز ضرب العراق وفشلت، وفشلت أيضاً بعد احتلال العراق من وضع حد للاقتتال الطائفي والمذهبي الذي سيقسم العراق ويفتتها لتصبح دويلات صغيرة ولتصبح إسرائيل الدولة الكبرى في المنطقة.

لقد تحدثت قبل حوالي سنة في أحد البرامج التلفزيونية عن مخطط أمريكي يستهدف العالمين العربي والإسلامي، وعارضتني المذيعة وسألتني كيف عرفت بوجود مثل هذا المخطط، فأجبتها بأنها مسألة بديهية ، إنه بالفعل مخطط أمريكي إن لم نقل غربي يستهدف تدمير عالمنا العربي والإسلامي، لأن الغرب يهاب من الإسلام لأن هذا الدين أثبت أنه يتوغل في النفوس، فما الذي يجعل مسيحياً يعتنق الإسلام؟ وما الذي يجعل ملايين من المسلمين يقصدون بيت الله الحرام كل سنة لأداء فريضة الحج؟ إن هذا الدين يؤلف بين قلوب المسلمين، ويمتلك من المنطق والحجة مالا يوجد في دين آخر، ولذلك فالغرب يخشى من الإسلام ويستهدفه، أما الحديث عن الخوف من المد أو المارد الصيني فقد يكون صحيحاً لكن القلق الغربي الحقيقي هو في الواقع من الإسلام.وعندما أقول الإسلام فإنني أقصد الإسلام بكافة مذاهبه، سواءً الراديكالي الأصولي أو المعتدل، فالغرب لا يفرق بين راديكالي وأصولي ومعتدل، إنهم يربطون في إعلامهم بين الإسلام والإرهاب، ويدسون مصطلحات منافية للحقيقة بعضهم يربط بين الفاشية والإسلام، وبعضهم يتحدث عن خطر الإرهاب الإسلامي. إن أمتنا بحاجة إلى التكاتف وكشف هذه المخططات التي تستهدف تقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة تتناحر وتتقاتل فيما بينها.






 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد