;

الاحتفـــــــــال بالغديــــــر:بدعةفي الدين وتفريق للمسلمين !! 1056

2007-01-09 18:28:11

مما لاشك فيه ولا ريب ان الاسلام ليس عنصرياً، والرسول صلى الله عليه وسلم ليس سلالياً ولا محابياً أو مجاملاً لقراباته، كما انه جاء لترسيخ مبادئ المساواة والشورى والحرية، والقول بوجود نص بإمامة علي بن ابي طالب - رضي الله عنه- أو احد غيره، بل ان القول بالنص والوصية، يهدم الاسلام من اساسه وقواعده، بل ويصطدم هذا القول بالكتاب والسنة واجماع الصحابة وجمهور الامة وتاريخ المسلمين، والاكثر غرابة ان الامام علي بن ابي طالب لم يقل بوجود نص عليه ولا وصية له، وكذلك انصاره والمقربون منه لم يقل احد منهم بهذا، وفرق كبير بين ان يعتقد الامام علي والذين كانوا معه انه اولى بخلافة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وبين ان يعتقد ان الخلافة حقه الإلهي ولكنها اغتصبت منه «1» فلنستمع إلى الامام علي وهو يحدثنا عن هذا بكل وضوح وصراحة، ويؤكد عدم وجود نص سماوي في امر الخلافة حيث يقول انه بايعني القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد ان يختار ولا للغائب ان يرد، اذن فلا نص ولا وصية، واما حديث الغدير «من كنت مولاه فعلي مولاة» فانها موالاة دينية تعني المحبة والمودة، والقائلون بأن الموالاة سياسية وان الحديث يحمل دلالة على احقية الامام بالخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم يقعون في خطأ عقائدي وانحراف منهجي بالاضافة إلى انهم بهذا القول يتهمون الصحابة في دينهم وامانتهم، وانهم ينقلبون على وصية الرسول واغتصبوا الحكم وانتزعوا السلطة من اصحابها، وهذا تصور تآمري للاسلام نابع من تصور فارسي وحقد مجوسي استطاع ان ينقل قصة الحديث من مفهومها الواضح ومعناها الساطع إلى دهاليز من الغموض والمؤامرة والصراع على السلطة، ثم انهم عمدوا إلى تخليد هذا اليوم بصورة احتفالية فكان ان قام الصفويون واتخذوا من الثمان عشر من ذي الحجة يوم عيد بمناسبة تعيين علي والنص عليه بالولاية، وبهذه البدعة استطاعوا تجديد الخلاف بين المسلمين كل عام واستمرار التحريض ضد الصحابة الكرام، واحداث فجوة كبيرة بين السنة والشيعة يستحيل معها اي التقاء أو تقارب.

ومن ايران الصفوية انتقل يوم الغدير إلى اليمن وكان اول من احتفل بالغدير هو الامام المتوكل اسماعيل بن القاسم وذلك سنة 1083ه باشارة ونصيحة من الامير الرافضي احمد بن الحسن بن القاسم وتأتي هذه الخطوة في اطار الغزو الرافضي الاثني عشري للفكر الزيدي الهادوي، فالزيدية الحقة لا تعرف الاحتفال بيوم الغدير وانما تعتبره بدعة، والامام زيد -رضي الله عنه- لم يقل بالنص ولا الوصية، ولم يقل بحق- الامام علي- بالخلافة بعد رسول الله، وانما قال الامام زيد بأفضيلة الامام علي وعلى هذا فإن الاحتفال بيوم الغدير بدعة رافضية ومن شعائر واعمال الاثني عشرية، وكما انها مخالفة للواقع والتاريخ فكيف يتم الاحتفال بولاية لم تقع وخلافة لم تتحقق فالذي تولى الامر بعد رسول الله هو ابو بكر الصديق ومن بعده عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان وبعده علي بن ابي طالب، ان الامر يتطلب شيئاً من الرؤية الموضوعية والنظرة الواقعية من الزيدية المعتدلة، هل يعقل أن يترك الامام علي حقه الشرعي في الخلافة والولاية ويسكت طوال خلافة أبي بكر ثم يتولاها عمر عشر سنوات وابو الحسن ساكت ثم يدخل ضمن الستة في الشورى والاختيار وهو ساكت وصامت و. . . . ؟! ثم يسمي أبناءه ابا بكر وعمر، ويصاهر عمر ويزوجه بابنته ام كلثوم، وبعد كل هذا يأتي من يقول: إن ابا بكر وعمر اغتصبا حقه في الخلافة، وهذا اخطر ما في الموضوع، فالذين يحتفلون بيوم الغدير لا يقتصر الامر عندهم على الغلو في الامام علي، وانما يتجاوز ذلك إلى الطعن بالشيخين ابي بكر وعمر وبالتالي الطعن بعموم الصحابة الذين سكتوا ولم ينكروا عليها، وينتقل الامر إلى الامة كلها وخلال التاريخ الاسلامي فانها متواطئة مع الذين اغتصبوا الحق المزعوم.

ان احتفال الشيعة بيوم الغدير اساءة لاهل السنة الذين يشكلون «95%» من هذه الامة الاسلامية، فلماذا يصر هؤلاء على احداث الفتنة بين المسلمين مرة باسم «الغدير» واخرى باسم «عاشوراء» و«كربلاء» ومرة بمناسبة «اغتيال واستشهاد الامام علي» واخرى «بمولد الامام زيد»؟!.

وهكذا نعيش طوال العام بهذه الذكريات بين الولادات والوفيات والحزن والعزاء، واشاعة ثقافة المؤامرة والصراع، والقتل والاغتيال، وتشويه صورة الاسلام والاساءة للمسلمين، ونرى هذه الفتن والمشاكل هذا العام حيث تذكر المصادر وقوع اصابات عديد اثناء الاحتفال بهذه البدعة في بعض مديريات صعدة، ويستغرب الكثيرون عن السر وراء اقامة الاحتفالات هذا العام رغم وجود قرار منع من الجهات الرسمية، ولاشك ان لمحافظ صعدة الحالي دوراً في اقامة هذه الاحتفالات التي تعتبر مخالفة للشريعة والدستور والقانون، ويغالط من يقول ان هذه الفعاليات تدخل في اطار الحريات الدينية والثقافية أو السياسية كما ذكر محمد مفتاح لموقع «نيوز يمن» والذي يؤكد رفضه لاي اساءات أو إثارة نعرات طائفية ومذهبية، وهذا هو الكذب بعينه!! وهذه هي الطائفية بذاتها والمذهبية باسوأ صورها!!.


 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد