لماذا الاطفال؟ وما هو واجبنا نحوهم؟ هل فعلاً لدينا ظاهرة اطفال شوارع؟ وما هي الاسباب المؤدية لهذه الظاهرة؟ وهل توجد فعلاً آلية لمواجهة هذه الظاهرة؟.
الاطفال هم أبناؤنا وزينة الحياة الدنيا، زرع الله فيهم طهارة القلب وبراءة الروح، هم احباب الله وعصافير جنته، هم نعمة من نعم الله التي وهبها للانسانية، وهم شباب الغد الذي تنعقد عليهم آمال المستقبل.
الاطفال عند تركهم يسيرون في عالم مجهول ليس لديهم معرفة كاملة عنه، فيتعرضون للمخاطر والاستغلال بشتى صوره ويجرون إلى الانحراف.
ضمن الواجب حسن تربيتهم والعناية بهم وتعليمهم وتقويمهم، فاذا احسنا تربيتهم وتنشئتهم تنشئة سوية فقد احسنا بناء جيل الغد، وحققنا مهمة الاستخلاف الذي عهد الله بها الينا عندما قال: «اني جاعل في الارض خليفة» سورة البقرة آية رقم «301 ».
ولكي نحقق هذه الغاية الشريفة النبيلة لابد ان نرعى الاطفال ونوفر لهم حقوقهم التي قررها الشرع والقانون ونصونها ونحميها.
ومن الملاحظ اليوم ظاهرة اطفال الشوارع -وان كنت أتقزز من الاسم- والذين ينطبق عليهم الاطفال عديمو المأوى والمشردون والمهملون من اسرهم، والذين يتخذون من الاماكن العامة أو الازقة مأوى لهم ويزدادون يوما بعد يوم بسبب الفقر والتفكك الاسري والبطالة التي تولد احباط لدى بعض الآباء مما يضطرهم إلى ترك ابنائهم حيثما يريدون دون حماية ودون رعاية.
فالدولة بكل اجهزتها منوط بها التدخل الرسمي لحماية هذه الفئة التي تشكل اعلى نسبة ما قبل سن الرشد «51%» والتصدي لهذه الظاهرة ليس بالجهد السهل فالمطلوب من الكافة بدءاً من الاسرة والمجتمع إلى جانب الجهد الرسمي ليشكل منظومة متكاملة للحد من هذه الظاهرة عبر معالجات واقعية تحد من الفقر وتقوم الاعوجاجات في تنشئة الاطفال، ومحاولة زرع القيم التي طغت عليها النزعات المادية في استغلال الاطفال لكسب المال دون مراعاة ابسط الحقوق الممنوحة لهم وبالذات الاطفال المنتمون إلى اسر فقيرة ومفككة وعفيفة، فالاسرة هي المعنية بالدرجة الاولى بالحفاظ على ابنائها وحسن تربيتهم والانفاق عليهم كما جاء في الحديث النبوي الشريف «كفى بالمرء اثماً ان يضيع من يعول» ويعني بأن الاب والاسرة معنية بدرجة اساسية في إعالة ابنائها وحمايتهم وكذلك المجتمع والدولة عبر اجهزتها الرسمية وخدماتها العامة للاسر الفقيرة.
ان ظاهرة اطفال الشوارع وان كانت ظاهرة عالمية فمجتمعنا اليمني مما يمتلكه من تراث حضاري وتمسكه بعقيدته الاسلامية السمحة سيقف في وجه مشكلة اطفال الشوارع وسيعمل لوضع المعالجات بكل صدق وامانة، لان المسؤولية مشتركة بين جميع الجهات، الاسرة الراعي العام بكل تكويناتها الرسمية والاهلية للعمل بشكل متكامل للحد من هذه الظاهرة ونكون جميعاً امام المسؤولية المشتركة نحو بناء مستقبل الامة بكل ثقة وامل، لان الاطفال امانة في اعناقنا وهم امل الامة الواعد ومستقبلها المشرق.
ونكون بذلك قد حققنا جزءًا من الطموحات السامية وخففنا من آلام الطفولة وغرسنا بهم الامل نحو المستقبل.