عبدالفتاح البتول
اكدت ردود الفعل المتشنجة والغير لائقة التي صدرت من السفير الليبي بصنعاء على صحة وصوابية ما نشرته صيحفة «أخباراليوم» حول الدعم الليبي للتمرد الحوثي وزيارة السفير لمحافظة صعدة، هذه الزيارة التي تمثل خطوة غير مسبوقة ولا قانونية وتجعل السفير الليبي في موضع اتهام مباشر بقيامه باعمال منافية للاعراف والتقاليد الدبلوماسية، بالاضافة إلى انها اساءة للحكومة اليمنية حيث يتم تقديم دعم مالي ومعنوي لميليشيات مسلحة خارجة عن النظام والقانون ومصدقاً لحديث :«اذا لم تستح فاصنع ما شئت» فقد تمادى السفير الليبي مدير مكتب الاخوة بصنعاء عندما قام بتهديد- الزميل ابراهيم مجاهد رئيس تحرير صحيفة «أخباراليوم»- بالتصفية الجسدية عبر مكالمة هاتفية اكد خلالها السفير على انه لن ينتظر القضاء أو رئاسة الدولة كي تأخذ حقه وانما سيأخذ -ما زعمه انه حقه الشخصي- بيده !! يا سلام يا سعادة السفير! عندما تعالج الخطأ بخطأ اكبر وترد على خبر صحفي بالقوة وبيدك وبتصفية صحفي يؤدي عمله المهني ويقدم تقريراً اخبارياً تستطيع تكذيبه والرد عليه اذا كان غير صحيح، ولكنه للأسف خبر صادق وتقرير مؤكد، والامر يدعو للاستغراب والتعجب من الموقف الليبي تجاه التمرد الحوثي.. ففي الوقت الذي اسعدنا موقف الجماهيرية من اعدام صدام حسين هذا الموقف القومي والاسلامي المشرف الذي ازعج الشيعة في ايران والعراق واليمن، وجعلهم يكيلون التهم للجماهيرية الليبية ومنهم الحوثيون الذين ابتهجوا لاعدام صدام وهاجموا وسبوا كل من تضامن معه واستنكرت طريقة إعدامه، فياليت شعري كيف تقوم ليبيا بالتناقض وتخلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، وتدعم من حيث تشعر أو لا تشعر- المحور الايراني- والتحالف الرافضي الموجهة ضد الامة العربية والاسلامية ومن بينها -ليبيا-؟! ثم الا يعرف مدير مكتب الاخوة الليبي في صنعاء حقوق الاخوة الاسلامية والرابطة القومية حتى يتحول من سفير دولة عظمى إلى نصير لميليشيات تخريبية وعناصر ارهابية خارجة عن النظام والقانون والشريعة الاسلامية والقومية العربية؟!.
انني إذ اعلن تضامني مع الزميل ابراهيم مجاهد رئىس تحرير صحيفة «أخباراليوم»، ادعو جميع الزملاء ونقابة الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية بالتضامن العلني والواضح والصريح معه ومع مؤسسة «الشموع» وردع مثل هذه التصرفات السيئة والنزقة، وخاصة انها جاءت من شخصية دبلوماسية وممثل دولة عربية واسلامية، والوقوف مع الزميل ابراهيم مجاهد وصحيفة «أخباراليوم» واجب على الجميع حتى تثبت المصداقية في التعامل مع الحريات الصحفية بغير انتقائية وحسابات سياسية أو شللية أو مصلحية، وخاصة في مثل هذه الحالة، سفير - الجماهيرية العربية الليبية الشيعية الاشتراكية العظمى- يهدد ويتوعد صحفاً قام بعمله المهني، ويتطاول عليه ويتجاوز كل الاعراف والتقاليد الدبلوماسية والسياسية، ولا يعترف بالقضاء والدولة اليمنية، ويؤكد انه سوف يأخذ حقه بيده !! حتى اذا افترضنا جدلاً ان سعادة السفير على حق وان الصحيفة اخطأت في حقه -مثلاً- فانه في هذه الحالة مطالب بأن يأخذ حقه بالطرق الشرعية والقانونية والقضائية مع مراعاة القنوات الدبلوماسية والطرق الدستورية، وفي كل الاحوال نتمنى على السفير الاعتذار للصحيفة ورئىس تحريرها والكف عن التدخل في الشأن الداخلي والالتفات إلى العمل الدبلوماسي، وترسيخ «الاخاء» العربي والإسلامي !.