كتب/عبدالفتاح البتول
الذي حدث في لبنان يوم امس الثلاثاء ليس له تعريف سوى انه تخريب، نعم تخريب وتدمير ورغبة عارمة بالفتنة واشاعة الفوضى والافساد في الارض!! كما ان ما قام به- حزب الله واذنابه- يوم امس يعتبر احياء وايقاظاً للفتنة الطائفية، واستدعاء للحرب الاهلية، وإلا فما معنى احراق الاطارات والدواليب وقطع الطرقات، وارهاب الآخرين لاغلاق محلاتهم، لمصلحة من توقيف الحياة في بيروت وعموم لبنان، لمصلحة من تصعيد الاوضاع وتدمير المنجزات، لماذا يريدون السير في طريق المغامرة والاتجاه نحو المواجهة؟ لقد اثبت حزب الله انه مجموعة من الميليشيات التخريبية التي يمكنها قلب الطاولة على الجميع وتكريس ثقافة العنف والتغيير بالقوة، لماذا يريدون التأكيد على انهم لا يختلفون عن جيش المهدي العراقي والتيار الصدري الارهابي، وان معركتهم ليست مع - اسرائىل أو اميركا- وانما المعركة مع طرف آخر وعدو اكبر؟ ثم ماذا يريدون: اسقاط حكومة السنيورة، ام تشكيل حكومة وحدة وطنية، ام انتخابات مبكرة، ام تعطيل المحكمة؟؟ وما علاقة حرب تموز/يوليو وحرب بيروت الثانية؟.
اما العماد ميشال عون فانه واضح وساذج وكل ما يهدف إليه هو الوصول إلى «قصر بعبدا» وتولي رئاسة الجمهورية، وفي سبيل ذلك فانه يتحالف حتى مع الشيطان، واما سليمان فرنجية وارسلان فان لهم حسابات سياسية وطائفية وثأرية، ويبقى الغريب موقف الدكتور فتحي يكن الذي اندفع بقوة في تأييده ووقوفه مع «حزب الله»، درجة انه احدث من الفتنة في الصف السني والمرجعية السنية التي حذرت وتحذر من عواقب المشروع الذي يقوده حزب الله وفق اسس طائفية ومنطلقات مذهبية، وهذا يفسر ويوضح المواقف الحاسمة التي اتخذها فضيلة مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني والذي اعتبر ان اسقاط حكومة السنيورة خط احمر لا يمكن السكوت عليه، وهذا الموقف هو ما عبر عنه واتخذه مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو والذي اكد في اكثر من تصريح وخطاب على الابعاد الطائفية لحزب الله وخاصة في تحركاته الاخيرة، وان هذه التحركات والتصعيدات موجهة ضد اهل السنة في لبنان، حيث يسعى حزب الله من خلال هذه الاعمال لأثبات ان -الشيعة- اغلبية، وان تمثيلهم في السلطات الثلاثة لا يعكس وجودهم، وهذا المعنى كان قد تحدث عنه حسن نصر الله في خطابه الذي القاه قبيل الخروج للاعتصامات والمظاهرات، حيث اكد ان -اتفاق الطائف- اعطى -السنة- اكثر مما يستحقون واكبر من نسبتهم، ومن هنا ندرك ان الانقلاب على -اتفاق الطائف- من ابرز اهداف حزب الله في هذه المعركة، مع ان هذا الاتفاق شكل الاساس لانهاء الحرب الاهلية، وادى إلى دخول لبنان مرحلة من الامن والامان والنظام والاستقرار والبناء والتنمية، ولما كان كل هذا قد تحقق -بفضل الله- ثم بجهود الشهيد رفيق الحريري فهذا لا يروق لحزب الله وشيعة لبنان، ولا يقبلون ان يتم كل هذا برعاية- المملكة العربية السعودية- السنية- !! وبجهد رجل مثل -الحريري- السني، انهم يريدون هدم كل هذا حتى يقوموا ببناء لبنان باموال ايرانية وبصمات شيعية.. نعم. هكذا يفكر القوم!! ومن كان في شك مما اقول فعليه بمتابعة احتفالات حزب الله بذكرى عاشوراء، ومتابعة المواقع الالكترونية -للمقاومة- ومن لا يصدق ما اطرحه فليعلم ان بيان تاسيس حزب الله اكد على ان الحزب ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة!!.
نعم الخميني ومن بعده الخامنئي ومعهما بقية حكماء طهران وقم يفجرون ثورة الشيعة ويبعثون نهضتهم الجديدة، وما يجري في العراق شهادة اكيدة ودلالة عظيمة، وما حدث ويحدث في العراق سوف يحدث في لبنان في حال تمكن حزب الله وحركة امل من السيطرة على لبنان، انظروا إلى مشاهد الحريق وعدد الحرائق التي اشعلها حزب الله يوم امس وتعمدت قناة «المنار» نشرها والتركيز عليها في نشراتها الاخبارية وبرامجها المختلفة.
انها رسالة يجب ان يفهمها الجميع: الحريق والنار لكل من يقف امام الزحف الشيعي.. فكل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء، وكل دمار في بيروت في ذكرى انتصار الدم على السيف !!.