كتب/عبد الفتاح البتول
عاشوراء وهو العاشر من شهر محرم من الايام التي يستحب صيامها، وقد ذكر الامام الشوكاني في نيل الاوطار ان الاجماع منعقد على استحباب صيامه وذلك يؤخذ من مجموع الاحاديث التي وردت في هذه المسألة.
وصيام عاشوراء على ثلاث مراتب كما يذكر العلماء :المرتبة الاولى: صيام ثلاثة ايام وهي التاسع والعاشر والحادي عشر، والمرتبة الثانية: صوم التاسع والعاشر، والمرتبة الثالثة: صوم العاشر وحده، والدليل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في عام وفاته عندما قال: «ولئن بقيت لقابل لاصومن التاسع والعاشر»، وكما اخبر صلى الله عليه وسلم ان صيام عاشوراء يكفر سنة ماضية، وفي هذا تأكيد على استحبابية صومه والترغيب فيه، وهذا هو العمل الشرعي والفعل السني في عاشوراء، اما الروايات التي ذكرت استحباب التوسعة في هذا اليوم أو ارتداء ملابس جديدة أو غير ذلك من مظاهر الفرحة والبهجة، فهذه روايات باطلة واخبار موضوعة لا يصح منها شيء، انما هي من البدع، وفي مقابل هذه البدعة التي تلاشت ولم يعد لها وجود إلا في النادر، في المقابل هناك بدع افضع وافعال انكر يقوم بها الشيعة الامامية في عاشوراء، بل وفي ايام محرم، متمثلة بالعزاء الحسيني ومراسم البكاء والنياحة واللطم والضرب بالسلاسل والحديد، والفعاليات التي تربط بهذه الذكرى من منكرات واساءات واثارة للفتنة الطائفية والنزعات الاهلية، حيث تنقسم فعاليات عاشوراء عند الشيعة الاثني عشرية إلى ثلاثة اشكال: مجلس القراءة وتلاوة قصة الاستشهاد، والفاعلية الثانية مواكب اللطم والضرب، والثالثة القيام بتمثيل معركة كربلاء بصورة اقرب إلى الحقيقة، وكل هذا منكر ينبغي انكاره، شرعاً وعقلاً وواقعاً، فبالله عليكم! كيف يستقيم عقلاً القيام بالعزاء والبكاء لمقتل واستشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما الذي قتل سنة 61ه اي قبل «1367» سنة، اليس في هذا الفعل نوع من السذاجة؟ انه لمن الغريب والعجيب ان يصبح عاشوراء وذكرى كربلاء في الوجدان الجماعي للشيعة موسماً للبدع والبكاء والنحيب وتقديس الحسين واصحابه، وموعداً لسب ولعن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، صحيح ان مقتل السحين مصيبة كبيرة وجريمة عظيمة، إلا ان ذلك ليس مبرراً للقيام بهذه البدع الشنيعة والمخالفات الكبيرة بعد هذه القرون والعصور.
ثم ألم يقتل ويستشهد من هو افضل من الحسين؟ ألم تكن عملية قتل حمزة -رضي الله عنه- بشعة ومنكرة وهو سيد الشهداء كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم؟ ألم يُقتل علي بن ابي طالب بيد -الخارجي- عبدالرحمن بن ملجم؟ ويقتل عمر بن الخطاب على يد ابى لؤلؤة المجوسي؟ أليس هؤلاء افضل من الحسين؟! وقبل ذلك وبعده فقد مات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو افضل البشر على الاطلاق، فلماذا الحسين بالذات؟ ولماذا هذه الاثارة والفتنة السنوية، وحسبما ذكره بعض الباحثين في الفكر الشيعي فان هناك تشابهاً بين الشيعة الامامية والروم الكاثوليك ومن ضمن هذه المشابهة التي رصدها هؤلاء الباحثون في كتاب- صدر قبل عدة سنوات- المسرحيات العاطفية التي يقيمها الشيعة احياء لذكرى استشهاد الحسين في كربلاء، وتلك التي يقيمها الكاثوليك لذكرى صلب المسيح. . وكما يزعم الشيعة ان الحسين قال: «ان دين محمد لن يستقيم إلا بقتلي»، كذلك يزعم الكاثوليك ان المسيحية لن تستقيم إلا بصلب المسيح !! والخطير في هذا التوجه والقول بان استشهاد الحسين انتصار حقيقي للرسالة الاسلامية، فإن ذلك طعن في الرسالة والرسول والمرسل، فالرسالة قد انتصرت وترسخت على يد الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم الذي لم يمت حتى ادى الامانة، وبلغ الرسالة، ونصح لهذه الامة، واكمل الله به الدين، واتم النعمة ورضي لنا الاسلام دينًا «ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه» وقد ورد في الحديث الصحيح قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: «كل امتي يدخلون الجنة إلا من أبى ! قالوا: ومن يأب يا رسول الله؟ قال: من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى».