;

اليهود يحثون الخطى لبناء الهيكل المزعوم..بناء كنيس يهودي قبالة قبة الصخرة 1493

2007-01-27 17:45:11

د.فواز البشتاوي*

ما ان سقطت القدس في ايدي اليهود، حتى تهاوت في قبضة الاحتلال، فأعمل الهدم والفساد في المدينة، وكانت البداية على يد ابرهام شتيرن الذي اصدر اوامره لموشي ديان بضرورة توسيع المكان عند حائط البراق، الذي سيستقبل خلال ايام قليلة قادمة آلاف اليهود في عيد نزول التوراة.

فاصبحت حارة المغاربة اثرا بعد عين وهدم جامع البراق وجامع المغاربة وكذلك المدرسة الافضلية، معلنة بذلك شطب ثمانية قرون من تاريخ القدس وتعلق المغاربة في حارتهم.

ولم يكن القرار العاجل الذي اتخذته حكومة باراك يوم العاشر من اغسطس -آب 1999م باغلاق النافذة التي فتحتها الاوقاف في جدار المسجد الاقصى المبارك من الجهة الجنوبية بهدف تهوية وانارة الاقصى القديم تعجلا أو اعتباطيا، بل كان له بعد وصلة بسياسات الحفريات «الاسرائيلية» تحت المسجد الاقصى.

فاليهود وباجهزتهم وتنظيماتهم واطيافهم السياسية المتشددة والعنصرية على وجه التحديد يسابقون الزمن لهدم الاقصى، إذ يعتقدون ان دورة جديدة من التاريخ اليهودي على وشك ان تبدأ، انها دورة «ملك السلام» الذي سيتخلص من كل اعداء «اسرائيل» وهذا المنتظر من عالم الغيب يستلزم قدومه تهيئة عالم الشهادة مثل اقامة دولة وقد تم لهم ذلك، وتوحيد العاصمة وقد حصل، وتجهيز منبر الدعوة وموضع القبلة، وهم ما يجهدون انفسهم في سبيل تحقيقه باعتباره يوضح مهمة الوقت وضرورة العصر ويقصد بذلك «الهيكل».

واهم المراحل التي مرت بها عملية التهويد وتقويض بناء المسجد الاقصى هي:

المرحلة الاولى: تمتد من اواخر العام 1967م ختى نهاية عام 1968م وتميزت بحفر «70 متراً »اسفل الحائط الجنوبي للمسجد الاقصى خلف المئذنة:

المرحلة الثانية: من عام 1969م وحتى 1970م وتميزت بحفر «80 مترا» من سور المسجد الاقصى.

المرحلة الثالثة: من عام 1970م وحتى 1973م وقد وصلت الحفريات «الاسرائيلية» خلالها اسفل المحكمة الشرعية وخمسة ابواب هي: السلسلة، والمطهرة، والقطانين، والحديد، وعلاء الدين البصري، اضافة إلى اربعة مساجد ومئذنة قايتباي وسوق القطانين، وادت الحفريات واعمال التهويد إلى تحويل قسم من المحكمة الاسلامية إلى كنيس، وتصدع المعالم التاريخية لرباط الكرد والمدرسة الجوهرية.

المرحلتان الرابعة والخامسة: امتدتا من 1973م وحتى اواخر 1975م وشملتا المنطقة الواقعة خلف الحائط الجنوبي الممتد اسفل القسم الشرقي للمسجد وسور المسجد الاقصى الشرق بطول «80 مترا» كما شملتا الاروقة السفلية للمسجد الاقصى.

المرحلة السادسة: بدأت عام 1975م وهدفت إلى ازالة قبور الصحابة واقامة جزء من المنتزه الوطني «الإسرائيلي».

المرحلة السابعة: جاءت تطبيقا لمشروع اللجنة الوزارية «الاسرائيلية» لعام 1975م والقاضي بضم الممتلكات الاسلامية نهائيا إلى حائط البراق، واستمرار الحفريات تحت المحكمة الشرعية والمكتبة الخالية وقد انهارت كلها اضافة إلى «35» بيتا.

المرحلة الثامنة: تعتبر هذه المرحلة التي انطلقت من بدايات الثمانينيات تحت شعار «كشف مدافن ملوك بني اسرائيل» من اخطر الحفريات التي طالت المسجد الاقصى، إذ حفر عدد كبير من الانفاق التي لا تزال طي الكتمان وقد تم افتتاح قسم من هذه الحفريات على يد الشيخ رائد صلاح، وفي هذه المرة وقعت مواجهات دامية بين المصلين والمستوطنين وخلالها بدأ الحفر تحت المسجد الاقصى مباشرة.

المرحلة التاسعة: بدأ تنفيذها عام 1981م وفيها اعيد فتح النفق الذي اكتشفه الكولونيل الانجليزي تشارك زوران واغلق فيما بعد، فيما بدأت الآثار «الاسرائىلية» الحفر باتجاه المسجد الاقصى في الجانب الاسفل في منطقة المطهرة بين بابي «السلسلة والقطانين» مخترقا باب المغاربة ويمتد إلى المنطقة السفلى تحت المسجد الاقصى، وزعمت «اسرائيل» ان الجدران المكتشفة في النفق تعود لهيكل سليمان واطلقت عليه نفق الحشمونائيم.

المرحلة العاشرة: توجت هذه المرحلة بافتتاح جزء من نفق الحشمونائيم عشية عيد الغفران اليهودي مساء يوم الاثنين 24 سبتمبر 1996م طوله «250مترا» واسفر الاعلان عن افتتاحه بحضور كبار المسؤولين إلى اندلاع مواجهات هي الاعنف بسبب الاقصى، مما اضطر الحكومة إلى التراجع واغلاقه، وكانت حفريات الحكومة «الاسرائيلية» ساهمت في بلوغ طول النفق «400 مترا» حتى يمتد من الحي الغربي العربي الاسلامي على طول اساسات حائط البراق اسفل المسجد الاقصى حتى يصل إلى شمال الحي الاسلامي.

وقد صدر كتاب في اسرائيل بعنوان «أحلام الميقظة» تبنى واضعوه اربع نظريات لإزالة المسجد الاقصى وبناء الهيكل الثالث مكانه:

اولى النظريات: تدعو إلى بناء عشرة اعمدة بعدد الوصايا العشر قرب الحائط الغربي من المسجد الاقصى بحيث تكون الاعمدة على ارتفاع ساحة المسجد حاليا، ومن ثم يقام عليها «الهيكل الثالث» ويربط هذا المبنى بما يعتقدونه بعمود مقدس يوجد حاليا كما يتوهمون في ساحة قبة الصخرة.

ثاني النظريات- وهي شبيهة بسابقتها-: تطالب باقامة الهيكل الثالث قرب الحائط الغربي من المسجد الاقصى بشكل عمودي، بحيث يصبح الهيكل اعلى من المسجد الاقصى، ويربط تلقائيا مع ساحة المسجد من الداخل.

ثالث النظريات: تتبنى فكرة «الترانسفير العمراني» ومفادها حفر مقطع التفافي حول مسجد قبة الصخرة بعمق كبير جدا ونقل المسجد كما هو خارج القدس واقامة الهيكل.

رابع النظريات: تدعو إلى انشاء الهيكل على انقاض المسجد برمته.

بعد ذلك لا نستغرب ان يقوم المستوطنون ببناء كنيس يهودي في الحي الاسلامي قبالة الصخرة المشرفة بالقدس هو الاول منذ احتلال اليهود للمدينة عام 1967م وبدؤوا ببناء الكنيس قرب باب القطانين احد مداخل المسجد الاقصى، ورفعت لافتات كتب عليها باللغة العبرية: «موقع بناء.. الاقتراب خطر» وقيل ان هناك ترخيصاً لبناء معهد ديني لمؤسسة خاصة، وبالطبع سيحتوي على كنيس، بينما اعلن الناطق الرسمي باسم بلدية القدس راني شامير ان «كل ما يخص بناء الكنيس صحيح وقد حصل المستوطنون على كل الاوراق والتراخيص» وقال شاهد عيان ان بناء كنيس من اربعة طوابق يهدف إلى تغطية قبة الصخرة التي لا تبعد عن المكان اكثر من «50مترا».

وبناء هذا الكنيس يجدد المخاوف من الحفريات الاسرائيلية المستمرة اسفل المسجد الاقصى بدعوى الكشف عن الهيكل المزعوم، حيث افتتحت سلطات الاحتلال نفقا اسفل الجدار القريب من المسجد الاقصى عام 1996م.

وقد لوحظ في الاونة الاخيرة ان الحفريات عميقة جدا يتجاوز عمقها «25مترا» تحت الارض، وبعرض «30مترا» باتجاه جنوب شمال، وبطول لا يقل عن «40 مترا» باتجاه باب المطهرة احد ابواب المسجد الاقصى المبارك، كما اكد اهل المنطقة انهم يسمعون اصوات حفريات خلال اليوم والليلة وان هذه الحفريات ادت إلى شقوق في مباني بيوتهم.

ان القدس تتعرض لعملية تفريغ واستيطان وتهويد جارف لا يتوقف ولا يكل ولا يمل، وان المدينة بالتالي تتعرض للضياع التاريخي والسياسي والسيادي اذا بقيت الاوضاع الفلسطينية العربية والدولية على ماهي عليه، ان احتمالية اقدام دولة الاحتلال الصهيوني على تدمير الاماكن المقدسة ليست مستبعدة بل هي متزايدة متفاقمة بالرغم من كل اجواء ما يسمى بالسلام والتسويات السياسية وعمليات التطبيع الجارية.

والخلاصة: لابد ان تعود قضية القدس إلى واقعها الطبيعي وهو العربي الاسلامي، وان الامة مجتمعة على عاتقها تحرير هذه المدينة والوقوف في وجه التحديات اليهودية.

*مدير عام مؤسسة

«القدس الدولية- اليمن

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد