;

حتى فلسطين لم تسلم منها..من ينقذ الأمة من مؤامرة تستهدفها ومجهول ينتظرها ؟! 1059

2007-01-29 20:33:03

عبدالوارث النجري

لماذا اصبحت انظمة الدول العربية والاسلامية شبه مشلولة، فلا العربية تمسكت بقوميتها، ولا الإسلامية حافظت على هويتها ؟! هل تلك الانظمة صارت اليوم بحاجة إلى ثورات ضد نفسها، ام ان عامة ابنائها شركاء فيما يحاك من مؤامرات ضد اوطانهم ؟ اليس الاسلام ديناً واحداً وعقيدة واحدة ورسولاً واحداً وقرآناً واحداً؟، فلماذا تعددت المذاهب والجماعات والطوائف؟ واذا كانت موجودة منذ ما بعد عصر الخلفاءالراشدين، فلماذا تم اثارتها اليوم لتتصارع فيما بينها حول اختلاف بعض المجتهدين من علمائها، وفي عصر العلم والمعرفة لا عصر الجهل والتخلف؟ واذا كان الاختلاف في الدين رحمة، فلماذا تحول ذلك الخلاف اليوم إلى صراعات تهتك فيه الأعراض وتزهق الارواح وتسال دماء مسلمة بريئة؟ هذا هو واقع حالنا اليوم، وذلك هو المستقبل المخيف والمجهول الذي ينتظر أبناءنا، في منتصف القرن الماضي قامت في مختلف الدول العربية والاسلامية ثورات ضد الاستعمار الاجنبي وبالذات الغربي، رحلت بعدها قوات الدول الاستعمارية من الاراضي العربية والاسلامية، وجاءت بعد تلك الثورات الشركات الاقتصادية للدول الاستعمارية نفسها، وظلت منذ ذلك الحين وحتى اليوم تمتص خيرات وثروات الامة العربية والاسلامية ولا يحصل ابناء الاوطان من تلك الثروات سوى الفتات، بل ان معظم الدول العربية والاسلامية لا تزال تتكبد الديون الدولية وتورث ابناءها تلك الديون جيلاً بعد جيل، فالمؤامرات التي تحاك ضد هذه الامتين لم تكن وليدة اللحظة، بل انها تتطور وتتماشى مع التطورات التي يشهدها العالم، فمثلاً الحرية التي روجت لها الدول الاجنبية في دولنا باسم حماية حقوق الانسان وردع الظلم والاستبداد، كانت تلك الدول هي اول من انتهكت الحريات والحقوق، في الوقت الذي كانت تسعى ولاتزال باسم الحرية وحقوق الانسان القضاء على مبادئنا وقيمنا واخلاقنا العربية والاسلامية، جاءتنا دول الغرب بالديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة والاحزاب والتنظيمات تحت مبرر اصلاح الاوضاع السياسية والاقتصادية في بلداننا، في الوقت الذي كانت هي اول من رفض نتاج العملية الديمقراطية في فلسطين، وارادت من ذلك ان ندخل في صراعات وحروب فيما بيننا واستطاعت التفريق بين ابناء الشعب الواحد وتقسيمهم إلى جماعات واحزاب ضعيفة ومتناحرة باسم الديمقراطية، في الوقت الذي كان ديننا الاسلامي ومنذ «1427»سنة قد دعا إلى حماية الحقوق والحريات وشورى بنموذجية ومدنية.

قبل اكثر من «60» عاماً غادرت قوات الاستعمار بلداننا وهاهي اليوم تأتي قوات تلك الدول لتحتلنا مرة اخرى وبدعوة منا؛ دعوات من الانظمة واخرى من احزاب وتنظيمات وشخصيات معارضة لتلك الانظمة، ومع تطور العالم في مختلف المجالات، يزداد تطور المؤامرات التي تحاك ضد بلداننا، ويتسع نطاقها، فمؤامرة القرن ال«21» والتي بدأت في بلاد الرافدين تزداد توسعاً بهدف ان تشمل معظم دول المنطقة وليس العراق فحسب، وبدأت افرازاتها تكون في سماء بيروت وشمال اليمن وشرق السعودية، وحتى داخل مجلس النواب البحريني، ولم يسلم منها ابناء فلسطين المحتل الذين كانوا ومنذ اربعينيات القرن الماضي كالبنيان المرصوص، صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال الصهيوني، ولعل ما هو دائر حالياً في غزة والضفة الغربية من صراع بين حركتي «حماس» و«فتح» بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء الفلسطينية خير شاهد على الحال المأساوي الذي تمر به هذه الامة، كانت حركة حماس كغيرها من الحركات المقاومة للاحتلال الفلسطيني، وبعد العمليات الفدائية التي نفذتها تلك الحركة في اوساط قوات الاحتلال الاسرائيلي، الصقت بها تهمة الارهاب، أما القتل والتنكيل وابشع الجرائم التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني تجاه الابرياء العزل من ابناء فلسطين فانه مجرد دفاع عن النفس ليس إلا، ورغم هذا وذاك دعا المخطط الصهيوأميركي -بريطاني إلى ضرورة اصلاح النظام الفلسطيني من خلال انتخابات نيابية ورئاسية تتنافس فيها كافة الحركات الفلسطينية المقاومة للاحتلال، واوهموا حركة حماس بديكور الديمقراطية الغربية، بل وجاء للاشراف على الانتخابات النيابية الفلسطينية رئىس اميركي سابق، وبعد فوز حماس باغلبية البرلمان انكشفت المؤامرة وظهرت حقيقة الديمقراطية الغربية، ولم يتم الاعتراف بحركة حماس وحكومتها، ويتطور الامر إلى محاصرتها ومحاصرة كل ابناء فلسطين بغرض تنفيذ ما خطط له مسبقاً وهو اراقة المزيد من الدماء العربية الفلسطينية، ولكن هذه المرة ليس على ايادي جنود الدولة العبرية، بل على ايادي فلسطينية ايضاً، وبذلك يكون الهدف قد تحقق، فمسلسل القتل ونزيف الدماء الفلسطينية مستمر، والقوات الاسرائيلية والمستوطنين الصهاينة في مأمن، فما هو المستقبل الذي يتطلع إليه ابناء هذه الامة اليوم؟ وماهي الاحلام التي يمكن ان يرسموها لانفسهم في هذا الحال؟ اذا قلنا انها طائفية في العراق أو لبنان أو في بعض المناطق والدول المجاورة، فكيف نفسر ما يحدث اليوم في فلسطين بين الاخوة ورفقاء النضال الطويل؟ هل ما وصل إليه حال الامة اليوم بسبب الانظمة ام بسبب الشعوب؟ ام ان الطرفين شركاء في الجريمة؟ وكيف الخلاص اذا لم يأت صلاح الدين أو المعتصم وخالد لانقاذ أبناء هذه الامة الذي قد يقتلونه وهو لا يزال مولوداً. <

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد