جميل سعد سحلول
ما زال دعاة التقريب يعيشون احلام اليقظة وهم يمنون انفسهم ويحدثون عقولهم بذلك اليوم الذي يتقارب فيها المسلم مع ما يسمونه الآخر، ويقصدون بالآخر كل مخالف لمنهاج الاسلام القويم حتى الالفاظ نحن مطالبون ان نحسن الادب فيها مع كل مخالف لديننا، بل نحن مطالبون بالرفق واللين وكل معنى من معاني الحياة الجميلة، اما هم فليسوا مطالبين بهذا، فهم لرجالنا يقتلون ولأعراضنا ينتهكون ولاقدس مقدساتنا يدنسون ولبلداننا يحتلون، يرتكبون معنا ابشع الجرائم وافضعها ونحن لا نزيد على ان تشجب وتندد وبادب! ثم يطلع علينا فئام من الناس في محاولة يائسة بليدة من الفهم والفقه تخالف نصوصاً صريحه من كتاب وسنة واجماع وقياس على انه يستحيل التقارب مع اي مخالف يحمل عقائد خربه لا تمت إلى الاسلام بأي صلة، ثم يأتي مثل هؤلاء الرعاع في ندوات ومحاضرات واجتماعات وغير ذلك من الابواق الاعلامية يدعون من خلالها إلى التقارب وان ليس ثمة اختلاف وانما هو خلاف فقهي مذهبي يسوغ الاختلاف فيه وهو من مظاهر رحمة الله على هذه الامة، ضاربين بثوابت واصول الدين عرض الحائط التي ينكرها القوم جملة وتفصيلا، ثم يحكم على بعضهم بالاسلام والجميع يدرك ان التاريخ اعظم شاهد على ضلالات هؤلاء بل كتبهم وادبياتهم تحكي ذلك كله، وآخذ مثالاً على ذلك وهم «الرافضة» الجعفرية والصفوية الاثنا عشرية وغيرها من المسميات التي تصب في قالب واحد من الكفر والحقد والطعن في مسلمات واساسيات اهل الاسلام، ثم تقام الندوات وتلقى الكلمات في محاولة هي اوهى من بيت العنكبوت لو كانوا يعلمون في الدعوة إلى التقارب، ولا ادري إلى متى سيظل اللعب بعقول المسلمين والضحك على ذقونهم؟ وإلى متى سيظل هذا التجهيل والتضليل لامتنا؟ وإلى متى سنظل خانعين راكعين لا نسطتيع ان نجهر بالحق واظهار عقيدة الولاء والبراء؟ فوالله ما مر على امة الاسلام زمان مثل هذا الزمان العصيب الذي نعيشه، ذل وهوان ونفاق وخوف من كل مخالف، والقوم يسرحون يمرحون ويفعلون ما يشاؤون وبعقائدهم الباطلة يجهرون ومن أجل ذلك يخسرون المال والنفس والوقت، ونحن خانعون نائمون وفي غينا سادرون، ولا يسمح لنا في اي حال من الاحوال ان نبدي اي حركة فيها عز واقدام و...الخ، وانما يسمح لنا التحرك من اجل الاكل والشرب وغير ذلك من متع الحياة الفانية.