سيف محمد أحمد
ثمثل تداعيات احداث تمرد صعدة منعطفاً خطيراً ومهماً يجب التعاطي معه بمسؤولية وطنية لا تتحمل التعامل معها بما ينساب عليه المسار السياسي لجميع القوى الوطنية.. وفي مقدمتهم احزاب اللقاء المشترك والذي يجب ان تتعاطى تجاه هذه القضية التي اصبحت مؤشرات اطالة مسيرتها ستنعكس سلباً على الوطن برمته، إلا انها بمجرد حداثها تمثل حدثاً اجرامياً خارجاً عن القانون والدستور وتمرداً على سيادة الدولة لا يمكن الاختلاف عليه.. وهو ما يذهب كل اعضاء احزاب اللقاء المشترك إلى ادانته باعتباره يمثل خروجاً على اهم مطالبهم، وهو تجسيد سيادة القانون وسلطة الدستور.. وبذلك اصبح امراً يجب ادانته وبقوة.. لكن اذا كان الامر يمثل ايضاً في خطورته تجاوز ان ما يحدث مجرد حالة تمرد وخروج عن القانون ليشكل ثورة أيديولوجية لارادة اقليمية ذات منهجية تتقمص عباءة من شأنها ان تهدد مستقبل الوطن ووحدته واستقراره.
واذا كانت الحالة اصبحت تهدد ليس اجيال الراهن لهذا الوطن بل مستقبله.. فإن التعاطي معها بمسؤولية يجب ان يستوي الادراك والبعد الوطني تجاهها.. على جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وانطلاقاً من ذلك فان رص الصفوف في مواجهة هذا التحدي وخطورته واهمية استئصاله وعدم السماح ببقائه مسؤولية اوجبت المواجهة العسكرية لقواتنا المسلحة باعتبار ان تلك الشرذمة المتمردة قد اقفلت جميع السبل لتسليح نفسها لسيادة القانون وهيئة السلطة الدستورية.. فانها تتحمل -اي المؤسسة العسكرية -على عاتقها مسؤولية وطنية وواجباً مفروضاً عليها ان تؤديه.. قيادات وافراداً.. يجب على كل القوى السياسية الاصطفاف وراءها وعدم التعاطي مع واجبها الوطني تجاه تلك الشرذمة المتمردة بنوع ولو بلمح البصر من شأنه ان يشكك بما تقوم به من دور وضع منتسبيها ارواحهم على أكف ايديهم من اجل ان يثبتوا الامن والاستقرار في ربوع اليمن والحفاظ على وحدته وسيادة نظامه الديمقراطي وحريته في التعبير، وان يتم النظر إلى الدور الذي تقوم به القيادات العسكرية والتي ينتسب إليها قادة هم بحجم الوطن في تحمل مسؤولياتهم وادراكهم باهمية ما يجب ان يقدموه من تضحيات لهذا الوطن ارضاً وانساناً.
ومن هنا وباعتبار ان المؤسسة العسكرية ومنتسبيها المعنية بعموم الوطن.. فانها ايضاً تمثل خطاً احمر يجب ألا يتجاوزه احد، وألا يسمح لزجها في اتون صراعات سياسية من قبل اي من القوى السياسية على الساحة .. وان التمادي في المساس بها أو باحد من قادتها فان ذلك امر يجب ان يعرفه الجميع، امر لن يكون بمنأى عن المحاسبة، وانه بذلك وفي هذا الظرف لا يمكن إلا ان يمثل امتداداً لمؤامرة تتسع دائرتها في استهداف الوطن ومؤسسته العسكرية والتي اثبتت وتثبت دوماً بأنها اسد يزأر في وجه اعداء الوطن.. وان دورها هذا يجب ان يتبعه دور آخر تقوم به القوى السياسية احزاباً ومنظمات جماهيرية ومؤسسات تربوية.. تعلن من جهتها استشعاراً فكرياً وثقافياً وتربوياً ودعوياً لرؤية منهجية وطنية تحمى الوطن من تكرار أو ترحيل هذا التمرد ومشروعه الممنهج برؤية مسؤولة بحجم الوطن.. كما ان اي مساعٍ أو إيعاز أو تمتمرس يهدف إلى عرقلة التوجه العام للدولة ومؤسساتها المعنية لاجتثاث جذور التمرد بصورة نهائية.. فانه ان حدث ستكون منعطفاً تنعكس عنه تداعيات قادمة لهذا التمرد، ولن يكون محور انطلاقها محافظة صعدة بل محافظات ومناطق اخرى على خارطة الجمهورية اليمنية، كما ان ذلك ايضاً سيكون من شأنه التأثر والتأثير بالمحيط الاقليمي وفق أجنداته التي اصبحت تهدد المنطقة العربية في هويتها وارضها واوطانها وليكن لنا العراق عبرة والبحرين مثالاً نحتاط أن نكون مثيلاً له في المستقبل الذي نخاف ان يكون قريباً.