;

دعوة العلامة «إبراهيم بن علي الوزير» 1177

2007-02-24 21:17:26

صالح المقبلي

أي تعايش واي سلم؟! رسالة العلامة «ابراهيم بن محمد الوزير» إلى رئيس الجمهورية التي نشرتها صحيفة «البلاغ» تحت عنوان عريض «نؤكد دعوتنا للتعايش السلمي بين جميع ابناء اليمن» تأتي هذه الرسالة بعد فترة قصيرة من الرسالة السابقة التي وجهها علماء الزيدية إلى الرئيس وكان «ابراهيم الوزير» احد الموقعين عليها.

وعلى الرغم من اعتقاد الكثير بأن ما صاحب رسالة العلماء إلى الرئيس من رفض وتحفظ على ما تضمنته من تجاوزات على الدولة وسلطاتها وسيادتها الشرعية على كل الاراضي اليمنية وعلى كل المجتمع اليمني. الملفت في الرسالة الاخيرة انها تأتي كامتداد لذلك المنهج الاعلامي القائم على تصوير اليمن وكأنها ارض لمجتمع متعدد القوميات ومتعدد الطوائف المتعايشة في ظل نوع من التقاسم العادل للمصالح والامتيازات وللحقوق المحددة احجامها ونسبها بدقة، لا يمكن معها لاي طرف الإخلال بها دون الوقوع في عواقب غير محمودة.

وهو تصوير حملته الرسالة الاخيرة لابراهيم الوزير وحملته سابقاً وحالياً كتاباته وكتابات جميع القائمين على الصحيفة، وهو التصوير الذي سيستمر في ظل هذا السكوت المريب للقائمين على امر هذا الشعب وفي ظل هذا السيف المسلط على كل من يخترق قانون «العداء للسامية» الذي لا يمكن مناقشة المقصودين في طرح «العلامة» إلا من خلاله.

ان نظرة عامة «على دعوة العلامة الوزير للتعايش السلمي بين جميع ابناء اليمن» في وجود هذا القانون تبقى عصية على الفهم «لاننا ندرك ان العلامة» لم يقصد بطرحه التعايش «المجتمع الذماري -مع المجتمع البيضاني، أو الإبي أو تعايش مجتمع الضالع مع مجتمع يافع، أو تعز» لان كل ذلك من التعايش كان ولايزال وسيبقى من البديهيات الراسخة التي لا معنى لحديث العلامة حولها.

اما اذا اعتقدنا بأن المقصود من كلام العلامة هو التعايش الطائفي المذهبي فاننا هنا سنكون عاجزين عن فهم هذا المقصود في ظل دفاعهم عن مذهب دخيل هو الاثنا عشرية مع استمرارهم في ادعاء الزيدية، ومع استمرارهم في ربط دفاعهم عن الاثنى عشرية على انه دفاع عن الزيدية، في الوقت الذي يعرف الجميع ان السلطة الزيدية هي التي استشعرت خطورة المذهب الدخيل عليها وعلى جميع اليمنيين، وهي التي رأت ان من مسؤولياتها وضع حد لهذا الخطر الداهم بعد مباركة جميع علماء الزيدية الحقيقيين ومباركة جميع ابناء الشعب اليمني، ثم ان الاهم من ذلك اننا نسمع العلامة منذ فتنة الحوثي الاولى «وهو يتحدث عن استهداف الزيدية دون ان يفصح لنا ولو لمرة واحدة عن هذا العدو الذي يستهدف الزيدية.

كما اننا لن نفهم ما يقصده العلامة من دعوته الجميلة التي كان الاولى به ان يوجهها إلى الحوثيين الذين يرفضون التعايش مع «يهود آل سالم» اليمنيين إلى درجة انهم اعطوا انفسهم الحق والسلطة في اخراجهم من ديارهم وتهجيرهم على نحو لم يخل بمبدأ التعايش فحسب، بل تجاوزه إلى حد الوقاحة الغير مسبوقة بحق حامي التعايش الذي لولاه لما وجدنا يهوداً يمنيين على ارض اليمن، والذي لولاه لما كان هناك «حوثي» على الارض اليمنية، وله من الحقوق ما تجاوز المساوة إلى «ادعاء» السيادة على اسياده التاريخيين وولاة نعمته.

أو غير ذلك من الامور التي لا يمكن مناقشة العلامة في غاياتها واتجاهاتها دون كسر حاجز قانون «العداء للسلمية» هذا القانون الذي صار كسرة ضرورة اوصلتنا إليها طريقة طرح العلامة الوزير وصحيفته والمخاطر التي تهدد مستقبل الجميع جراء الاستسلام لهذ القانون، خاصة اذا ما تجاوزنا التأثير السلبي لهذا القانون علينا إلى التأثير الايجابي له على الاتجاه الآخر، ممثلا بالعلامة والصحيفة، وهو تأثير نسنشف ملامحه من نظرة بسيطة على رسالة العلامة المتضمنة للدعوة إلى التعايش ومدى ضررها علينا من حيث انها:

اولاً: قدمت الوضع على نحو توشك فيه القوى المشكلة للمجتمع اليمني ان تدخل دوامة صراع مرعبة لن تقف عند حد ولن يكون بمقدور احد ايقافها وحسمها في ظل تكافؤ القوى «كما تصوره الرسالة» التي تصل تدريجياً في تصويرها لهذا الصراع باعتباره نتيجة طبيعة لنوع من الظلم والتسلط الذي طال تركيبة المجتمع في بعض شرائحه الكبيرة إلى درجة الانفجار وبهدوء شديد حملت السلطة كقوة اجتماعية «لاكنظام شرعي» مسؤولية معاناة قوى اجتماعية اخرى ومسؤولية تمردها.

ثانياً: استطاعت ان تخاطب الخارج أو قوى بعينها في هذا الخارج بخطاب مفهوم لديه لكونه جزءاً من «الحقوق الديمقراطية» التي يتم تداولها عالمياً على نطاق واسع هذه الايام، وتمكنت بهذا الخطاب الموجه من ربطه مجالات شبيهة من الصراعات الطائفية كتلك القائمة في لبنان أو في العراق أو في غيرها، لتصل في المحصلة إلى اخفاء حقيقة الصراع «السلالية» لتلافي حصره في «الهاشميين» ولحساسية ذلك داخلياً وخارجياً، وبهذا نجحت أو قد تنجح ومن خلال الاستمرار المصحوب بصمت الآخر في ترسيخ اكذوبتها كحقيقة صرقة انعكس على هيئة تأييد ودعم خارجي اخل في التوازنات وتسبب في المزيد من التنازلات القائمة على تقديرات خاطئة ما كانت لتحدث لولا «استهانتنا بخطاب العلامة وصحيفته» وكيف يعد ولمن يوجه ومن يهدف؟! كما انها ما كانت لتحدث. وما يكون لها ان تحدث اليوم أو مستقبلاً لو اننا كسرنا قانون «العداء للسامية» عند مناقشة اطروحاتهم في وسائل اعلامنا بعيداً عن الكواليس وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وبكل مصداقية والتزام وامان. . . !! والله الموفق.



 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد