;

المال والجبال والآل في فتنة الحوثي 1048

2007-02-28 17:40:18

صالح المقبلي

الارجح ان الايام القادمة، لن تمر على خير، مادامت الدولة تعتمد في سياستها للقضاء على الحوثيين نفس الطريقة التي تعاملت بها خلال الايام الاولى من فتنة حسين بدر الدين الحوثي الاولى، وهي طريقة تمكنت من خلالها القوات المسلحة من ضرب العدو والانتصار عليه بتضحيات منتسبيها البواسل، إلا انها لم تكن هي الطريقة التي حسمت الفتنة الاولى وامتداداتها التي طالت عملياتها حد استهداف الجيش وقوات الامن داخل العاصمة صنعاء.

ان نظرة عامة على تطورات الفتنة القائمة تكشف تغيراً في استراتيجية عناصر الفتنة أو بالاصح تكتيكاتهم بحيث اعتمدوا هذه المرة على نقل المعركة في إطار متشابه في طبيعته الجغرافية والطبوغرافية، تماماً كما هو حال نقل المعركة من جبال صعدة إلى جبال حجة التي تشير التقارير إلى استيلاء بعض مجاميع الحوثي على بعض اهمها.

المهم في الامر انهم تلافوا أخطاءهم السابقة عندما نقولوا المعركة إلى شوارع صنعاء، وهو خطأ تسبب في جر الدولة إلى حسم المعركة لصالحها- لانه بشكل مباشر أو غير مباشر قد فرض على الدولة ان تجاري ذلك النقل بنقل اصاب «قيادات الفتنة بمقتل» وفي اللحظة التي صار معها «احمد الشامي» و«ابراهيم الوزير» و«المحطوري» وميليشياتهم المسلحة في المعركة بشكل مباشر وبدون تقية، تحولت المواجهة من حرب مع «رباح» الحوثي في جبال مران إلى حرب مع القيادات الرئيسية لمجاميع تلك «الرباح» ومع مسؤولي «السيرك» من كبار المدرسين والفنيين الذين تأهلت تلك «الرباح» على ايديهم وبفعل جهودهم.

إلا ان الاهم في الامر وربما المصيبة الاعظم اننا نشهد وشهدنا نوعاً من سلوكيات وتصرفات الدولة التي لا يمكن فهمها أوتبريرها إلا في إطار ان الدولة «لا تعرف حتى اليوم كيف ولماذا حسمت الموجهة السابقة لصالحها» وهو ما لمسناه في تعيينات الوظائف العليا والوسطية والتعويضات والامتيازات التي لم تكن على حساب الوطنيين فحسب، بل وصلت إلى حد تمكينهم العدو من وظائف حال بعدهم عنها دون حسم المعركة لصالحهم فيما كانت صمام الامان للوطن الذي منع احلامهم وحطم مخططاتهم، ولعل ابرز صورة «لجهل الدولة» لاسباب حسم المعركة الاولى يتضح من خلال طرح رموز الفتنة الذي حول بكل ثقة وبكل جراءة «هزيمتهم» من انتصار حاسم للدولة والوطن إلى اتفاق وشروط وتنازلات سببوا بها قيام فتنتهم الحالية التي بدأت تجرنا معها من جبل إلى جبل ومن محافظة إلى محافظة في وقت بعكس ما كان في الفتنة الاولى صارت بيدهم مسألة التحكم في موارد المعركة المالية، وصارت جزء من موارد البلاد مسخرة لشركات المقاولات والتوريدات الداعمة لجهود «العدو» الحربية والتابعة للعناصر والشخصيات القيادة المعروفة بولائها الطائفي.

وفوق ذلك ترسخت سيطرتهم على الاعلام وصارت جميع حقوق التحدث عن الفتنة محصورة في شخصيات معينة، يقال «ولله العلم» انهم يعبرون باحاديثهم عن الدولة والحزب الحاكم تحديداً.

كما صار وبشكل عام الخطاب- الذي عرفناه متعاطفا مع الحوثي في فتنته الاولى- خطاباً قاسياً عليه في هذه المرة على نحو لا يمكن معه إلا ان ندرك بأنهم لم يفهموا بجهل الدولة بحقيقة كيف حسمت المعركة لصالحها اولاً، بل وفهموا كيف يستغلون ذلك الجهل إلى حين نتعظ وندرك بأن المعركة لم تكن في جبال مران ولن تكون اليوم في جبال حجة،، والله الموفق.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد