كتب/عبد الفتاح البتول
من خلال المتابعة والنظر في وقائع جلسة الافتتاح للمؤتمر العام الرابع للتجمع اليمني للاصلاح، يدرك المراقب المحايد والمحلل المنصف اهمية وحجم الدور الذي يقوم به الاصلاح في العملية الديمقراطية والتعددية السياسية، وان المحافظة على اعتدال الاصلاح ومرونته وخبرته، عامل من عوامل الاستقرار الوطني والازدهار السياسي، واذا نظرنا إلى تجمع الاصلاح على اساس انه حركة اسلامية وحزب سياسي نجد ضخامة التجربة التي يقدمها الاصلاح على المستوى العربي والاسلامي، والتاريخ يسجل ان هذا الحزب الكبير والتجمع الواسع ربما يكون الحزب الاسلامي- الوحيد- الذي وصل إلى السلطة عبر صندوق الانتخابات وتركها بنفس الطريقة، وهو الحزب والحركة التي استطاعت الحفاظ على المعادلة الدقيقة والعلاقة الاستراتيجية مع السلطة ممثلة بالرئىس علي عبدالله صالح، هذه العلاقة والتجربة عادت بالنفع والخير والفائدة للدولة والدعوة معاً، لقد كان الاصلاح في علاقته هذه وهو في المعارضة والسلطة انما ينطلق من الحقائق والوقائع التي يعيشها المجتمع، ومستوعباً لشبكة العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على مجريات الامور، لقد كان التجمع اليمني للاصلاح ربما الحزب الوحيد الذي يأخذ بسنة التدرج ويراعي عامل الزمن في خطة الاصلاح والتغيير المنشود، وهذه المنهجية هي التي جعلت من الاصلاح رقماً صعباً في الحياة السياسية- وهو يعارض بحكمه وفهم ودراية، معارضة هادفة وهادئة ومؤثرة عاد اثرها على تطور ومسيرة التجمع وعلى امن واستقرار البلاد، وهذا ما دفع بالقوى المعادية للوطن والناقمة من الاصلاح ان تعمل على تفكيك العلاقة الاستراتيجية بين الاصلاح والرئىس، حيث استطاع التيار العلماني والليبرالي بالتعاون مع التيار الامامي والظلامي ان يشعلوا الفتنة ويحدثوا الفجوة، وتم توزيع الادوار جناح في المؤتمر يحرضون الرئىس على الاصلاح وجناح في المشترك يبعدون الاصلاح عن الرئىس ويزينون للاصلاح، الانتقال إلى المعارضة القوية والمواجهة والمفاصلة، وللاسف الشديد فقد وقعت بعض قيادات الاصلاح في فخ المعارضة الخشنة والاساليب العنيفة مما عمق الخلاف مع الرئىس والمؤتمر والسلطة، وهاهي الايام تثبت امكانية العلاقة الطيبة بين مختلف الاحزاب والتنظيمات، وان على الاحزاب الوطنية والجمهورية الحذر من وساوس الاماميين وتلبيسات العلمانيين، وان الاوضاع تتطلب وحدة الصف الوطني، وتعاون كل القوى الخيرة والمخلصة في المؤتمر والاصلاح والاشتراكي والناصري والبعث وغيرها من الجماعات الاسلامية والتيارات الفكرية لمواجهة المخططات التي تستهدف اليمن وثورته ووحدته ومنجزاته وامنه واستقراره، ولاشك ان تجمع الاصلاح يمتلك القدرات والآليات والعلاقات والخبرات التي يستطيع من خلالها ان يكون جسراً للتواصل وداعية للحوار وحصناً للاعتدال، فلقد اشتاق الناس لرؤية مواقف الاصلاح الحقيقية والوطنية والقيام بدوره باعتباره اطاراً يفهم كل من ينشدون الاصلاح وتغييره إلى الافضل على هدي من عقيدة الاسلام وشريعته، وان يقوم بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وفق اطرها الشرعية ومقاصدها الاسلامية.<