دعوة للفلاح
كتب/عبد الفتاح البتول
اثار البيان الختامي للمؤتمر العام الرابع للتجمع اليمني للاصلاح الكثير من الشجون والهموم، فقد جاء البيان على الكثير من القضايا والامور، وكان لافتاً للنظر المقدمة الاستهلالية التي غلب عليها السجع والجناس والطباق والاشتقاق اعادة إلى الاذهان كتابات العصر العباسي ورسائل العصر المملوكي وعصر الطوائف والملوك، وبعد المقدمة والتوطئة فصل البيان واجمل المقال ما دار في حفل الافتتاح ثم ما حدث من بقية الجلسات من قراءات ومناقشات واقتراع وانتخابات، بعد ذلك تم استعراض ما توصل اليه المؤتمر الرابع من قرارات وتوصيات في كافة المحاور والمجالات، ونظراً لطول البيان وتوسعه وضيق حيز هذا المقال ومساحته، فسوف اقف اليوم عند المحور السياسي الذي تضمن اربع مسائل: «الانتخابات الرئاسية والمحلية، واحداث صعدة، وتجربة اللقاء المشترك، والحوار مع المؤتمر» ومع اهمية وحيوية هذه القضايا والمواقف إلا ان البيان لم يأت بجديد بل اعاد ما سبق ذكره وتقدم نشره في الصحف والندوات، حيث حمل البيان السلطة وحزبها الحاكم مسؤولية الاخفاق والاحباط من العملية الانتخابية والتجربة الديمقراطية، وبينما غاب اي تقييم أو نقد أو مراجعة للانتخابات والمشترك، لم ينس بيان المؤتمر العام الرابع ان يحيي المهندس فيصل بن شملان ونشطاء واعضاء وانصار الاصلاح والمشترك وكل من وقف في صف المعارضة، شاكراً لهم صمودهم وتضحياتهم، وبعد الحديث عن الانتخابات تناول البيان- احداث صعدة- وهنا تكمن المأساة، حيث اعاد البيان ما ورد في بيان احزاب اللقاء المشترك- بدون نقص أو زيادة ولا حذف ولا اضافة، وهنا يبرز سؤال واستفهام: اذا كان بيان المشترك يعبر عن «5» احزاب متباينة مما يدعو إلى اصدار بيان بتلك اللغة المطاطة والصياغة الفضفاضة فما بال بيان حزب الاصلاح قد جاء بنفس اللهجة وعلى ذات المنوال؟! الم يكن للاصلاح ان يتميز بعبارة وينفرد باشارة يوحي بأن القضية تستحق الجدية والاثارة؟ ان الناس ينظرون للاصلاح نظرة عالية ويعطونه مكانة غالية، وينتظرون منه المواقف الوطنية المعروفة عنه، وخاصة في المراحل التاريخية والقضايا العقائدية، وان يكون حازماً في رأيه، حاسماً في موقفه، وانا على ثقة تامة بأن الاصلاح وغالبية الاصلاحيين يسعون لتحقيق غايات سامية ومبادئ عادلة، بعيداً عن المصالح الذاتية والنظرة الانية والرؤى الضيقة، فلابد ان يكون للاصلاح موقف متميز من تمرد الحوثيين وفتنتهم، هذا الموقف المطلوب ليس غريباً على الاصلاح ولن يكون، انه الموقف المبدئ لهذا الحزب الاسلامي الذي يرفع رأية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير والتصدي للدعوات الهدامة والفرق المنحرفة والثقافات الوافدة والباطلة، يقيناً ان الاصلاح لا يقبل الافكار العنصرية والسلالية والطائفية التي تستهدف النيل من تماسك المجتمع وترابط اليمنيين، وان حزباً مثل الاصلاح لا يقبل العودة إلى الظلم والظلام والصراع والانقسام كما هو حال الفكرة الحوثية والنزعة الابليسية، ومهما طال الزمن أو قصر وتأخر البيان أو تقدم، فلابد للاصلاح ان يكون اصلاحاً وصلاحاً وفلاحاً.