كتب/عبد الفتاح البتول
بينما تذهب كل التقارير والمؤشرات وتؤكد كل الاحداث والمتغيرات على تورط ايران ودورها الكبير فيما يجري على ارض العراق من ابادة طائفية وتصفية عرقية، ومع كل الدلائل التي تثبت الدور المحوري للمخابرات والحرس الثوري في احداث العنف والقتل، مع هذا فما زال بعض الناس من المثقفين والسياسيين العرب يحسنون الظن بالجمهورية الايرانية، وينظرون اليها كعمق استراتيجي وحليف حقيقي للعرب والمسلمين، وهذا التصور الساذج والفهم السطحي، يكذبه الواقع، وترد عليه الوقائع، فايران اليوم ترتكب جرائم ضد الانسانية في العراق، كما انها اصبحت مأوى ومستقراً للمجرمين والارهابيين من جيش المهدي الارهابي ومنظمة بدر الارهابية وغيرها من الجماعات والميليشيات التكفيرية والارهابية، ايران- الاسلامية- متورطة حتى النخاع في كل ما يجري اليوم في العراق من قتل للابرياء وهتك للاعراض وتدمير للممتلكات وسحق للشخصية العراقية والصورة الحضارية لهذا الشعب العظيم، ايران اليوم انتهت تقريباً من استراتيجيتها في العراق، وها هي تولي وجهها شطر لبنان واليمن والبحرين والسعودية والكويت، ايران وعن طريق حزب الله وعملائها في لبنان تسعى لشراء الاراضي اللبنانية وخاصة في الجنوب والبقاع وبيروت، وشراء المباني والعقارات وشراء الذمم والشخصيات، وكل هذا بهدف تغيير التركيبة السكانية في لبنان، والعمل الجاد على تحويل -الشيعة- إلى اكثرية سكانية تقدر بعدها على السيطرة على السلطة في لبنان واقامة حكومة ولاية الفقيه وحكم الآيات والعمائم السوداء، هذا السيناريو ليس فيلماً خيالياً وليس امراً مستحيلاً، انها- استراتيجية تم تنفيذها في العراق.. ويجري الاعداد لها في لبنان والبحرين واليمن، ان حزب الله اللبناني وحزب الله في البحرين وحزب الله في الكويت، والحوثيين في اليمن كل هذه الاحزاب الشيطانية تمثل النظائر والمقابل للثورة الاسلامية في العراق بقيادة آل الحكيم، لقد تشابهت قلوبهم واتفقت افكارهم وتعالت اصواتهم بالثارات للحسين، لست هنا بصدد الوعظ والارشاد ولا في مقام التنظير والتحليل، ان هذه السطور رسالة تنبيه وبرقية تحذير لكل المخدوعين والطيبين الذين يحسنون الظن، ويريدون -ابادة- كل اهل السنة في العراق ثم في لبنان والبحرين حتى يتأكد لهم ان الحوثيين في اليمن يسيرون وفق منهج الحكيم والصدر والمالكي والسيستاني، وعصابة الارهاب والاجرام التي تحكم العراق اليوم، انها نفس الثقافة والفكرة ومنهج التلقي والاستدلال، ان العصابات الحوثية والميليشيات الارهابية في صعدة تقتل ابناء القوات المسلحة والامن بسلاح ايراني ومال فارسي، ودعم وتأييد صفوي، هل تعلمون ان حزب الله اللبناني يدرب جيش المهدي العراقي، وان حزب الله اللبناني وحزب الله الكويتي والحرس الثوري الايراني يتعاونون مع حزب الله في البحرين- عبر جمعية الوفاق الشيعية بقيادة علي سلمان على ادخال الاسلحة بمختلف انواعها لمملكة البحرين بهدف قيام ثورة شيعية واسقاط الحكم- السني- في البحرين !!.
هل تعلمون ان- انظار وافئدة الشيعة في العالم تتطلع نحو جبال صعدة، بانتظار انتصار اخوانهم ودخول صنعاء، لقد ضبطت الاجهزة الامنية اعداداً من الارهابيين الذين يقومون بجمع التبرعات وشراء الاسلحة للعصابات الحوثية، ان الارهابي يحيى الحوثي يهدد بتوسيع المعركة ونقلها إلى محافظات اخرى، وفي مقدمتها امانة العاصمة.
ان الحراك السياسي والاداء الاعلامي ضعيف ومهزوز ولا يرقى لمستوى الحدث والخطر الذي يحدق بنا جميعاً.. على المؤتمر الشعبي العام باعتباره الحزب الحاكم ان يكون اكثر عملاً وتفاعلاً مع ما يجري، وعلى احزاب المشترك ان تراجع موقفها، وعلى الاعلام الرسمي ان يعرف دوره ويقوم بوظيفته ..!!.<