محمد رشاد العليمي
الحوثية وهم تميز الدخلاء على آل البيت «من الصفويين والحوثيين» عن بقية خلق الله الآخرين جعل البعض يبحث عن غطاء شرعي بأي وضع ولو خرافياً- من هذا المنطلق نسج هؤلاء البشر من قريحة خيالهم الجامح اسانيد وحججاً واحاديث مروية بالآلاف منها ما اختص بآل البيت أو ما يميزهم عن سائر البشر إلى درجة تصل الاوهام بالبعض من مثل هذه المضامين إلى اليأس والاحباط والقنوط والشك في نقاء الدين الاسلامي الحنيف، ومن هذه الشطحات الجنونية يقول بدر الدين الحوثي في جملة من محاضراته على ضحاياه من الاطفال الابرياء الذين اعدهم لمحرقة الحرب: ان الامة لن تستوي امورها ولن يستقيم لها المسار مالم يقدها احد من آل البيت مالم ستبقى تتنقل من نكسة كبرى إلى نكسة اكبر من سابقاتها.
ويضرب على ذلك مثلا من امثلته في بؤس الامم والشعوب الاسلامية وما تعانيه من حكامها لانها لم تتمكن -حسب زعمه- من الهداية إلى قيادات من آل البيت، ويطرح امثلة على ذلك بقادة الامة الاسلامية ولم يستثن من زعمائها احداً سوى ايران ومحمد خاتمي الزعيم الشيعي الوحيد بين زعامات الامة الاسلامية، مع ان للحوثي وضحاياه، لو علموا ان عشرات الملايين من ابناء الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر لما تحدث عن اولئك البائسين وما يعانونه من اوضاع، وقد حدثني عدد من الذين عادوا من زيارات عدة سافروا فيها إلى ايران أنهمشش شاهدوا وسمعوا عروضات من بعض قوادي الرذيلة يعرضون فيها على ضيوفهم صنوفاً من البغايا والغلمان بحيث قال احدهم :قد نقبل على مضض عروضاً لخدمات المؤسسات وبائعات الهوى مالم يتقبله عقل أو منطق العاقل ان يعرض القوادون عليك صنوفاً من الاطفال الابرياء والعوزى.
مثل هذا الكلام المقزز الذي اضطرت لطرحه للاستشهاد بمثل هذا السلوك المشين كمثل حي للكيفية التي تحتكم فيها بلد لنخب ممن يدعون الانتماء لآل البيت بحسب بدر الدين الحوثي في محاضرته الآنف ذكرها مع اننا هنا نبرئ معتقدات الناس سواء من السنة أو الشيعة من مثل هذا السلوك المشين في الاساس لا معتقد له ولا مرجع له، ولكن اردنا فقط ان نقول لامثال الحوثي ان الحرمان والعوز والاملاق والجوع لا يعرف ابداً انساب الحاكم أو نسبته أو مرجعيته، مع ان البعض من علماء الاجتماع يرى في مثل هذه السلوكيات مردها إلى اسلوب الحكم واثقال الطغيان وصنوف الحرمان التي تنعكس وبالاً على سلوكيات الناس وتصرفاتهم بحثاً عن القوت الضروري الذي يقيهم من العوز ومن اوهام التميز السلالي للدخلاء على آل البيت كتب محمد المنصور في صحيفة «الثوري» اثناء الحرب الاولى في صعدة رسالة موجهة للاخ علي عبدالله صالح -رئىس الجمهورية حفظه الله- مذيلاً رسالته تلك باسم مستعار ومما قاله في تلك الرسالة:ان عدد الهاشميين في اليمن يتجاوز ال«7» ملايين شخص، حينها وجه احدهم سؤالاً ذا مغزى لاحد الادعياء بالانتماء لآل البيت قائلا له: اذا كان الحسن والحسين احفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتلهم الامويون، ونكلوا بهم وباحفادهم في ابشع جرائم قتل عرفها التاريخ الانساني، فكيف تناسلوا كل هذا العدد الذي تجاوز ال«7» ملايين نسمة في اليمن فقط بحسبما تقولون.
فيما بنوا امية الذين تعاقبوا على الحكم قرنين ونيفاً من الزمن لا يتجاوز احفادهم في اليمن بضعة آلاف، فردد ذلك الدعي الهاشمي بالقول: «ان الكلاب برغم كثرة توالدها وعدم التعرض لها بالذبح إلا انها نادرة الوجود على عكس المواشي التي يذبح منها يومياً ما يقارب المليون رأس في مختلف مسالخ اليمن إلا انها رغم ذلك متوفرة بكثرة» مشبها الكلاب في حديثه بأبناء اليمن والمواشي بالهاشميين حسب قوله انها شجرة طيبة مباركة.
ولعمري ان الوهم تميز والدخلاء على آل البيت من الفرس الايرانيين والدخلاء على ديينا الاسلامي الحنيف وعلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقيقيين الذين نكن لهم كل الحب والتقدير.
واخيراً اتذكر كلمة قالها حسن بدر الدين الحوثي في احدى محاضراته للشاب المؤمن يقول فيها :«يجب ان نقنع الناس اننا من آل البيت». <
#عضو مجلس النواب