الحلقة الثانية
سراج الدين اليماني
قرأت في صحيفة الوسط الرافضية الاثنى عشرية في عددها «137» الاربعاء 28 فبراير مقالاً يحمل في طياته الكذب والافتراء والزور والبهتان واتهام النبي الكريم وتقويله ما لم يقل بنسبة أحاديث اليه لم تنطق بها شفاه وانما هي نسج خيالات الاثني عشرية زباله المجتمعات على مر العصور، والتاريخ شاهد على ذلك وسترى ايها القارئ الكريم ما سأنقله لك من كتبهم وممن عرفهم وممن توسط فيهم انهم ليسوا من أهل الاسلام فضلاً عن الذي ادعاه المتوكل في مقاله المأفون انهم هم اهل السنة، وانا اقول وبحق انهم اهل سنة سنوا للناس الانسلاخ من الإسلام إلى الكفر؛ فكفروا بالله العظيم وبرسوله النبي الكريم وبصحابته الغر الميامين والاطهار المحجلين وبالتابعين الذين هم للنبي متبعون وبالصحابة مقتدون وعلى طريقتهم سائرون ولهم معظمون ومبجلون ولا يحملون عليهم في صدورهم ما يحمله الاثنا عشرية من الحقد الدفين، فالمقال المذكور بعنوان «الأثنا عشريون هم اهل السنة» وغيرهم مدعٍ للاثني عشرية علي الأكوع، فاليك اخي القارى الكريم تعريفاً بهم، قال الحفاظ عبدالقاهر البغدادي في كتابه « الفرق بين الفرق»: هؤلاء- أي الأثنا عشرية -ساقوا الإمامة من جعفر الصادق إلى ابنه موسى، وقطعوا بموت موسى، وعموا ان الامام بعده سبط محمد من الحسن الذي هو سبط علي بن موسى الرضا ويقال لهم الاثنا عشرية، ايضا يقال لهم القطعية لدعواهم ان الامام المنتظر هو الثاني عشر من نسبه إلى علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- واختلفوا في سن هذا الثاني عشر عند موته، فمنهم من قال: كان ابن اربع سنين، ومنهم من قال: كان ابن ثماني سنين، واختلفوا في حكمه في ذلك الوقت، فمنهم من زعم انه في ذلك الوقت كان اماماً عالماً بجميع ما يجب ان يعلمه الامام، وكان مفروض الطاعة على الناس، ومنهم من قال: كان في ذلك الوقت اماماً على معنى ان الامام لايكون غيره، وكانت الاحكام يومئذ إلى العلماء من اهل مذهبه إلى أوان بلوغه، فلما بلغ تحققت إمامته ووجبت طاعته وهو الآن الامام الواجب طاعته وان كان غائباً ..انتهى. وذكر الشهرستاني فى «الملل والنحل» «169/1» انهم سموا الممطورة لأن علي بن إسماعيل قال لهم: ما انتم الا كلاب ممطورة.
في الحلقة الماضية تكلمنا على هذه الطائفة المارقة من الدين مروق السهم من الرمية، وبينا فيما لا يدع مجالاً للشك ان هذه الطائفة قد مرقت من الدين وانسلخت منه كما انسلخت اليهود والنصارى والذين اشركوا، وفي هذه الحلقة وعطفا على ما تقدم في الحلقة الماضية اقول قال الشهرستاني ايضاً مبينا طريقتهم كما في كتابه «الملل والنحل» «55/2»: وهم الذين غلوا في حق ائمتهم حتى اخرجوهم من حدود الخليقة وحكموا فيهم باحكام الإلهية، فربما شبهوا واحداً من الائمة بالإله، وربما شبهوا الإله بالخلق، وهم على طرفي الغلو والتقصير، وانما نشأت شبهاتهم من مذهب الحلولية ومذهب التناسخية ومذهب اليهود والنصارى انتهى.
التناسخية هم من زعموا ان الاكوار والادوار تتكرر إلى مالا نهاية، ويحدث في كل دور مثل ما حدث في الاول والثواب والعقاب في هذه الدار لا في دار اخرى ..انظر «الملل والنحل» للشهرستاني «56/ 2» والحلولية هم من زعموا ان الله يحل في الاشخاص الحسنة، قالوا ربما يكون ذلك بحلول ذاته وربما يكون بحلول جزء من ذاته على قدر استعداد مزاج الشخص، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.. انظر «الفرق بين الفرق» للبغدادي «245» و«الملل والنحل» «56/2» وقد افترقوا إلى فرق كثيرة يكفر بعضهم بعضا.
فمن فرقهم السبئية اتباع عبدالله بن سبأ اليهودي ابن السوداء اليمني الاصل همداني النسب الذي غلا في علي رضي الله عنه وزعم انه كان نبيا، ثم غلا فيه حتى زعم انه إله ودعا إلى ذلك قوماً من غواة الكوفة ورفع خبرهم إلى علي رضي الله عنه فامر باحراق قوم منهم في النار «الفرق بين الفرق 233»، ويزعم السبئية ان عليا حي لم يمت وان فيه الجزء الإلهي وهو الذي يجيء في السحاب، والرعد صوته، والبرق تبسمه، وانه سينزل إلى الارض بعد ذلك فيملأ الارض عدلاً كما مُلئت جوراً ..«مقالات الاسلاميين» للاشعري «86/1» و«الملل والنحل 174/1».
وهؤلاء السبئية لاشك في كفرهم وخروجهم من الاسلام، وقد عدهم العلماء من الفرق الخارجة عن الاسلام وان انسبوا إليه ظاهراً، وانا اربأ بعلي الاكوع وكل جاهل غبي أو معاند ومكابر ان يقول ان الاثني عشرية من اهل السنة، ولكن كما قيل في الاثر النبوي «اذا لم تستح فاصنع ما شئت» ومن فرق الاثنى عشرية الباطنية الملحدة، ولهذه الطائفة القاب فيقال لهم :«القراطمة والخرُّمية والخرمدينية والاسماعيلية والسبعية والبابكية والمحمرة والتعليمية» انظر «فضائح الباطنية» لاي حامد الغزالي «11» و«بيان مذهب الباطنية وبطلانه» لمحمد بن حسين الديلمي «ص5» وقال الغزالي: مما تطابق عليه نقلة المقالات قاطبة ان هذه الدعوة لم يفتتحها منتسب إلى ملة ولا معتقد لنحلة معتضد بنبوة، فان ساقها ينقاد إلى الانسلال من الدين كانسلال الشعرة من العجين، ولكن تشاور جماعة من المجوس والمزدكية وشرذمة من التنويه الملحدين، وطائفة كبيرة من ملاحدة الفلاسفة المتقدمين، وضربوا سهام الرأي في استنباط تدبير يخفف عنهم ما نابهم من استيلاء اهل الدين تم انه ذكر انهم بقصد صرف الناس عن الدين : تحصنوا بالانتساب إلى آل البيت والتباكي على ما حل بهم من بلاء والتوصل بذلك إلى الطعن في ائمة الدين بقصد التشكيك فيما نقلوا من النصوص، فاذا ما بقي شيء من القرآن ومتواتر الاخبار اوهموا الناس بأن تلك الظواهر اسرار وبواطن، وان الحمقى هم الذين ينخدعون بظواهرها وعلامة الفطنة هو اعتقاد بواطنها المتلقاه عن الامام العصوم.. انظر «فضائح الباطنية ص19/ 18» فهل كلام علي الاكوع عن علم بهذه الطائفة وخرافاتها الذي تبين لنا شيء مما نقلناه ومما سيأتي وكذلك في الحلقات القادمة ان شاء الله، ام ان الامر كان مجرد عاطفة ولا عن معرفة سابقة بهذه الطائفة، وسيكون هذا هو آخر ما تكتبه يا أكوع! اعانك الله على ذلك والا تمثلنا لك بقول الشاعر:
فان عادت العقرب عدنا لها وكانت النعل لها جاهزة
اي انني انبزك بأنك رافضي اثنا عشري من الطراز الاول، وإلا فالكلام على الاثني عشرية قائم حتى يرجع الاثنا عشريون الصفويون المنحلون والمنسلخون عن الدين إلى هذا الدين القويم المتسامح مع العدو قبل المسلم نفسه، فما بالك يا أكوع.
وذكر الامام الغزالي ان جملة مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض، وان تفصيل مذهبهم يقولون بإلهين قديمين لا اول لوجودهما من حيث الزمان وانهم لا يؤمنون بمبعث الرسل، وان قولهم في النبوات قريب من مذهب الفلاسفة، وانهم يتفقون عن آخرهم على انكار القيامة، وان ما يحدث في الدنيا من تعاقب الليل والنهار وحصول الانسان من نطفة والنطفة من انسان وتولد النبات انما هي رمز إلى خروج الامام وقيام قائم الزمان «فضائح الباطنية 44/37»، وقد صرح العلماء بكفر هؤلاء الباطنية من الاثني عشرية وانهم زنادقة ملاحدة نص على ذلك البغدادي والغزالي وشيخ الاسلام ابن تيمية.. انظر «الفرق بين الفرق» لعبد القاهر البغدادي «ص294» و«فضائح الباطنية» لابي حامد الغزالي «15» و«مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية «149/143/141/ 35»، وذكر الديلمي في «بيان مذهب الباطنية 90/7» ان كفرهم يعرف من وجوه كثيرة وذكر منها عشرين وجهاً، فقد اظهر ابن سبأ -احد احبار اليهود- الاسلام وهو ينوي ان يهدم الاسلام من داخله، وما امام الاثني عشرية الصفوية وعلى اعتبار انه من اهل الكتاب وعلى اعتبار ان المسلمين مأمورون بالتصديق بالظاهر والله يتولى السرائر، فقد لقيت اقوال ابن سبأ اليهودي المولد قبولاً وحظوة عند بعض الناس الذين دخلوا حديثاً في الاسلام وهم مازالوا يحملون في صدورهم بقايا من عقائدهم الوثنية ولاسيما الاعاجم، فكانوا يتأثرون بقول ابن سبأ اليهودي، فابتدع لهم قصة الوَصايا وقال ان لكل نبي وصيا وان علياً وصي محمد-عليه السلام-، كما كان يسوع وحي موسى، لا بل زاد وقال ان الله بعث الف نبي لكل نبي وحي فلا يصح ان يكون محمد بلا وحي.. وسيأتي مزيد بيان في الحلقة القادمة ان شاء الله.