كمال بن محمد الريامي
قرأت العدد الاخير من مجلة «نوافذ» وملفها الساخن عن «الزيدية والسلفية في اليمن» فرأيت ان المتحاورين في هذه الندوة التي نظمتها «مؤسسة الناس» قد تكلموا عن احداث العراق وايران ولبنان، ولم ينبسوا ببنت شفة عن الاحداث الدائرة في صعدة وموقف المتحاورين منها صراحة، خاصة المحطوري وحسن زيد ومفتاح الذين كان يجب عليهم ان يبينوا موقفهم بوضوح وجلاء من احداث فتنة التمرد في صعدة التي يقودها مجموعة من الشباب المنحرفين كانوا في السابق تلامذة عند هؤلاء؛ لأن قضية الحوثي هي القضية الابرز في الساحة اليمنية.
وكان الاولى ب«مؤسسة الناس» ان تجعل النقاش حولها حتى تستبين الحقائق وتتضح الامور بكل دقة وشفافية، فاليوم نعيش احداث فتنة شيطانية اثني عشرية تلبست بلباس الزيدية، فكان من الاجدر بالمحطوري وزيد ومفتاح ان يعلنوا آراءهم وتوجهاتهم بصراحة من هذه الفتنة وهل هم مع أو ضد.
وعودة إلى ملف مجلة «نوافذ» وملفها الساخن عن «الزيدية والسلفية في اليمن» الذي برد ساعة خروجه من المطبعة فانه لم يبتعد عن لقاءات السياسييين التي تنتهي «بالمصافحة وبوس اللحى» وكأن شيئاً لم يحدث وان الدنيا بخير والناس في عافية.
كذلك من المآخذ على هذا الملف دفاع حسن زيد المستميت عن زيدية الحوثي وانه لم يكن اثني عشرياً، والسؤال الذي نوجهه لحسن زيد هو :هل اعمال الحوثي تمثل ابناء المذهب الزيدي؟ بالطبع لا، اذن فلماذا الدفاع عن زيديته ونفي الاثني عشرية عنه وهي واضحة فيه وفي اعماله، وضوح الشمس في الظهيرة.
كذلك من المآخذ على هذا الملف تطاول المحطوري على ام المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- حين قال في معرض حديثه عنها :«حسابها على الله» وكأنه يلمح بأنها ارتكبت خطأ ما، مع ان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بشرها بالجنة وانها من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب كسائر زوجاته واصحابه- رضوان الله عليهم جميعاً-.
> دور المثقفين الغائب
يتساءل الكثير من الناس عن الدور الغائب للمثقفين في الساحة الوطنية الذي كان من الممكن ان يقوموا به بكل جدارة لتوضيح ابعاد وخلفية فتنة الحوثي، لكن الواقع للاسف يرينا ان العديد من المثقفين لا يعنيهم امن واستقرار الوطن في شيء، ويغلبون انتماءاتهم الضيقة والحزبية ومصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن وابنائه. <
