كتب/عبد الفتاح البتول
المقال الذي كتبه الاخ محمد يحيى سالم عزان في صحيفة «26 سبتمبر» الخميس الماضي، والمقابلة التي اجرتها معه صحيفة «الناس» الاثنين، وما طرحه من افكار وآراء تثير الدهشة والاستغراب، حيث اراد - عزان- في المقال والمقابلة ان يخارج نفسه من المشكلة بأي طريقة كانت، وان يظهر بأنه- الزيدي- الوحيد في اليمن، والحريص على الزيدية والزيديين وحامي حمى الوسطية والاعتدال، والاكثر دهشة واثارة ان الاخ محمد عزان يقدم نفسه- اليوم- بانه واحد من اربعة في تنظيم الشباب المؤمن- الذين يمثلون خط الانفتاح على الآخر والحوار والتجديد في مواجهة خط التقليدية- والتقليديين الذين كان يمثلهم- حسين بدر الدين الحوثي- الذي كانت افكاره وثقافته خليطاً من كل شيء، بعضها فيها طابع الفكر الجعفري وبعضها سلفي- حسبما ذكره- عزان- في صحيفة «الناس» وقد ذهب -عزان- إلى ابعد من ذلك حيث انه علل وفسر اسباب المواجهة الاولى والتمرد الذي قاده حسين الحوثي- بانها تعود إلى الافكار التقليدية التي كان يحملها، لقد كانت افكار- الحوثي- حسب رأي -عزان- تحمل جموداً قاتلاً يؤدي إلى هذه المواجهات!! وهذا اكتشاف علمي وخطير، فقد اكتشف ان الافكار التقليدية عند الحوثي هي التي ادت إلى اندلاع الحرب والمواجهات، ليس هذا فحسب بل ان الباحث محمد عزان ادان التمرد قبل وقوعه، وهذه ليست- طرفة- ولكنها حقيقة اوردها في الحوار الذي اجراه معه الزميل عبدالباسط القاعدي- الذي استغرب موقف- عزان- وسأله: لماذا ادنت التمرد في هذا الوقت بالذات؟ فجاء رد عزان على النحو التالي : انا ادنت التمرد قبل الحرب الاولى، قبل ان تفكر الدولة بمواجهة هذه الجماعة؟؟ هكذا يكون النبوغ- ادانة اي تمرد قبل وقوعه، ولانه نبوغ فريد من نوعه فقد رفض عزان ادانة التمرد القائم، ولا حتى ادانة الدولة، ووصل إلى منطقة وسط وحل يرضي الجميع بقوله: كل فريق- الدولة والحوثيون- يتحمل جزءاً من المسؤولية-!! عظم الله لنا الاجر بالباحث محمد يحيى سالم عزان، الذي كنا نختلف معه كباحث ومحقق- ولكننا نحترمه لانه صاحب رأي ويحمل قضية بغض النظر عن صوابها من الخطأ، واليوم يظهر وكأنه يدافع عن -الزيدية- ولكنه في الواقع يبحث عن هوية، والخشية ان يتاجر بالقضية، وخاصة انه ومن بعد خروجه من السجن بدا وهو متردد في طرح افكاره متناقض في آرائه، وحتى يثبت غير ذلك فعليه ان يحدد بالضبط ماهي ملامح ومعالم المدرسة التقليدية في إطار الزيدية، مقارنة بالمدرسة الوسطية التي يدعي انه يمثلها، واين يضع «العلامة المجدد» المرتضى المحطوري، و«العلامة المجاهد» ابراهيم بن محمد الوزير، و«المفكر المستنير» حسن بن محمد زيد؟!.<