الحلقة الثالثة
سراج الدين اليماني
قد تكلمنا في الحلقتين السابقتين عن بعض فرق الاثني عشرية وبعض كلام الائمة فيهم، والآن نتابع بعض الفرق التي تنتسب إلى الاثني عشرية أو الاثنا عشرية تنتسب إليها حتى يعلم القارئ الكريم ان هذه الفرقة بل كل فرق الشيعة ليست من الدين عدا الزيدية المتمسكين بمذهب زيد بن علي، اما المدعون للمذهب وهم قد اعتنقوا مذهب الرفض من اجل ان يدمروا المذهب الزيدي بنشر المذهب الصفوي في اوساط الامة ولاسيما في اوساط مجتمعنا اليمني الذي يعرف ان المذهب الزيدي اقرب إلى السنة وانه مذهب متسامح ومتلائم مع جميع اهل الحق عدا الرافضة والاثني عشرية الصفوية، فانهم قد صارت بينهم حروب كلامية وتفاقم امرها حتى صارت حروباً بالسلاح وراح ضحيتها مئات الآلاف من الزيدية الذين لا ذنب لهم إلا انهم ابوا ان يعتنقوا المذهب الصفوي الكفري، فلذلك يجب علينا اولاً معرفة جميع فرق الامامية الاثني عشرية الصفوية ثم بعض من عقائدهم الكفرية ثم كلام الائمة والعلماء من الزيدية واهل السنة الذين ارّخوا لهذه الفرق وحكموا على مناهجها بأنها ليست من الاسلام في شيء.
ومن فرق الاثني عشرية «النصيرية» وهي تنسب إلى محمد بن نصير النميري الذي عاش في القرن الثالث الهجري والمتوفى سنة «270ه »وقد عاصر ثلاثة من ائمة الشيعة الاثني عشرية وهم: علي الهادي بن محمد بن علي الرضا ابو الحسن الجواد ويعرف بالعسكري، والحسن بن علي بن محمد بن موسى الرضا، ومحمد بن الحسن العسكري المهدي الامام الثاني عشر عند الامامية الاثني عشرية والمعروف بالحجة عندهم، وهذه الشخصية موهومة لا وجود لها في الحقيقة وانما هي من نسج خيال الرافضة، وادعى ابن نصير انه الباب الثاني إلى الامام الحسن والحجة من بعده. . انظر «الموالاة والمعاداة- 565/2 للجلعود»، و«الكشاف الفريد- 195/1 لخالد محمد علي الحاج».
ويزعم النصيرية ان الله تعالى كان يحل في علي في بعض الاوقات ويرفعون عليا إلى درجة الالوهية ويدعون الالوهية للائمة من بعده، ويقولون بتناسخ الارواح، ويكفرون ابا بكر وعمر، ويحتفلون بالاعياد المسيحية، ولا يصومون رمضان، والصلوات عندهم رمز لعلي وابنيه وفاطمة، ويعتبرون الجنة رمزاً للنعيم والنار رمزاً للعذاب، ويبيحون الخمر. . انظر «الكشاف الفريد لخالد محمد علي الحاج 197/196/1».
وقد سئل شيخ الاسلام عنهم ،فقال: «الحمد لله ربه العالمين. . هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر اصناف القرامطة الباطنية، اكفر من اليهود والنصارى، بل واكفر من كثير من المشركين، وضررهم على امة محمد -عليه السلام- اعظم من ضررالكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم؛ فان هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشييع، وموالاة اهل البيت، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه، ولا بأمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار، ولا باحد من المرسلين قبل محمد -صلى الله عليه وسلم- ولا بملة من الملل السالفة. . انظر «مجموع الفتاوى لابن تيمية 149/35».
ويوجد النصيرية اليوم في شمال سوريا بالجبال المعروفة بجبال النصيرية، وفي لواء الاسكندرية في تركيا حالياً، وفي حمص وحماة، وفي حلب عدد قليل منهم، ويوجد بعضهم في فلسطين في شمال نابلس، كما توجد نسبة منهم في لبنان. . انظر «دائرة المعارف القرن العشرين لفريد وجدي «249/ 10»، و«مذاهب الاسلاميين لعبد الرحمن بدوي «498/ 497/2»، ويوجد منهم عدد غير قليل في اليمن بسبب دخول الوافدين من سوريا ولبنان وفلسطين وبعض من اعتنق مذاهبهم من السودانيين في صنعاء وصعدة وبعض المدن اليمنية، ولكنهم لم يستطيعوا على نشر فكرهم لا ممجوج، وهم يعلمون ان اليمنيين يعرفون حقائق الامور والادعاءات بعد وقت من نشرها قصير، وهذه لسلامة الفطرة اليمنية والحمد الله رب العالمين.
وقال شيخ الاسلام في الرد على النصيرية ايام استولى هؤلاء على جانب كبير من بلاد الشام :ان للقرامطة في معاداة الاسلام وقائع مشهورة وكتباً مصنفة، فاذا كانت لهم مكنة سفكوا دماء المسلمين، وقد قتلوا من علماء المسلمين ومشايخهم وامرائهم وجندهم ما لا يحصي عدده إلا الله، وهم دائماً مع كل عدوللمسلمين. . انظر «خطط الشام 259/6»، وفي سنة 1717ه خرجت النصيرية عن الطاعة وكان من بينهم رجل سموه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله، وادعى تارة انه علي بن ابي طالب فاطر السماوات والارض، وانه محمد بن عبدالله صاحب البلاد، وخرج يكفر المسلمين ويقول ان النصيرية على حق، واحتوى هذا الرجل على عقول كثير من كبار النصيرية الاثني عشرية، وعين لكل انسان منهم تقدمه الف وبلاد كثيرة ونيابات، وحملوا على مدينة جبلة فدخلوها والناس في صلاة الجمعة وقتلوا خلقاً من اهلها ونهبوا وسلبوا، وخرجوا منها يقولون: لا إله إلا علي ولا حجاب إلا محمد ولا باب إلا سلمان، وشتموا الشيخين ابا بكر وعمر، وكانوا يقولون لمن يأسرونه من المسلمين: قل لا إله لا علي واسجد لإلهك المهدي الذي يحيى ويميت حتى تحقن دمك. . انظر «البداية والنهاية لابن كثير 83/14».
فاقول: أيها القارئ الكريم! فهل في هذا شك ان النصيرية من اهل السنة ام انهم هم الكفار الاصليون الكفار الحقيقيون لانهم علموا الكفار كيف يكفرون بل ويستمرون في كفرهم بل هم الذين يحرضونهم على غزو بلاد المسلمين من اجل ان يتعيشوا من ذلك، فمتى يعقل الذين يدافعون عن هذه الفرق المنحرفة المنسلخة.
ومن فرقهم اي الاثنا عشريون- «الدروز»، قال عنهم شيخ الاسلام ابن تيمية: وهم اتباع هشتكين الدرزي وهو من موالي الحاكم بأمر الله ارسله إلى اهل وادي تيم الله بن ثعلبة فدعاهم إلى إلهية الحاكم، ويسمونه «الباري العلام» ويحلفون به، وهم من الاسماعيلية- الاثنا عشرية القائلون بأن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق امام عند القرامطة الاثني عشرية نسخ شريعة محمد بن عبدالله، وهم اعظم كفراً من الغالية، يقولون بقدم العالم وانكار المعاد، وانكار واجبات الاسلام ومحرماته، وقولهم مركب من قول الفلاسفة والمجوس ويظهرون التشيع نفاقاً. . انظر «مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية 162/161/6»، وقال ايضاً : «وكفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون، بل من شك في كفرهم فهو كافر مثلهم، لا هم بمنزلة اهل الكتاب ولا المشتركين، بل هم الكفرة الضالون، فلا يباح اكل طعامهم، وتسبى نساؤهم، وتؤخذ اموالهم، فانهم زنادقة مرتدون لا تقبل توبتهم، بل يقاتلون اينما تقفوا ويلعنون كما وضعوا، ولا يجوز استخدامهم للحراسة والبوابة والحفاظ، ويجب قتل علمائهم وصلحائهم لئلا يضلوا غيرهم». . انظر المصدر نفسه «162/35».
وهذه فتوى الامام الرباني محمد بن علي الشوكاني، طيب الله ثراه وقدس الله روحه وجعله في اعلى عليين؛ لانه يعتبر مجاهداً بالقلم واللسان على هؤلاء اعوان ابليس وانصار الشرك والكفر والالحاد، عباد الصليب واعوان البيت الابيض الاميركي لعنهم الله واخزاهم، ثم طالعتنا صحيفة «أخباراليوم» -جزى الله القائمين، عليها خير الجزاء بفتوى سماحة الوالد العلامة المجتهد الفقيه الاصولي محمد بن اسماعيل العمراني، وفيها وجوب قتال العناصر الارهابية وجهادهم واجب على كل المسلمين، وعلى الدولة ان تردعهم، فجزى الله خيراً سماحة الوالد العلامة العمراني، حفظه الله تعالى وبارك فيه وامده الله بطول العمر على طاعته وجعله ذخراً في العلم لاهل اليمن الحكماء.
والدروز يعيشون اليوم في سوريا ولبنان وفلسطين، ويقدر عددهم ما بين «200/150» الف نسمة، واصل جنسهم غامض ويعتقد بعض المؤرخين ان الدروز بقايا الشعوب القديمة. . انظر «الموالاة والمعاداة للجلعود 582/2»، و«الكشاف الفريد لخالد محمد علي الحاج 171/1»، وهؤلاء الدروز هم اعوان اليهود في فلسطين ويعملون مخابرات على المجاهدين ورجال المقاومة الفلسطينية من اجل حفنة من الدولارات لانهم يعبدون الدولارات ويهوون المناصب، وفي الحكومة الفلسطينية بعض الدروز منهم محمد دحلان وبعض الرموز، وسيأتي في الحلقة القادمة بعض من خياناتهم للمسلمين إن شاء الله. <