;

مرتزقة صعدة واليمانيون بين الاختراق والارتزاق المدمر 1176

2007-03-17 18:04:37

كتب/حسن الأشموري

ما يقوم به الإرهابيون الحوثيون في صعدة هو النتائج المتقدمة لمرحلة طويلة من الارتزاق الذي تبعه اختراق من نوع ما، ترى أين اخترقت نفسية بعضنا لترتزق، وأين ارتزقت لتصبح مخترقة؟ وفي حالة الحوثيين يصبح الأمر أكثر وضوحا لا غبار عليه، فقد بدأ الأب بفتح باب نية الارتزاق قبل تباشير قدوم هذه التي يطلقون عليها الألفية الثالثة بعد انقضاء قرنين على ميلاد السيد المسيح، بدأه تأصيلا شرعيا حسب مذهبهم الأب وتبعه الابن حسين ولحق به الابن الثالث يحيى وعبد الملك ولا أعرف إن كان سيلحق آخرون من الأحفاد أو الأتباع ، يضاف إليهم في هذا المسير آخرون وأخريات ربما لن نعرفهم ولن نعرفهن فقد تشابه المرتزقة على نقاء اليمانيين ، لقد ارتزق الحوثيون من خارجنا لداخلنا ، وفينا مرتزقة من داخلنا لخارجهم. والحوثيون ليسوا سوى مرتزقة جدد مهما تشبثوا بألقاب ونياشين الكرامة فهم عندما تشرق الشمس أو عندما تغيب في نهاية كل نهار يماني ليسوا سوى أيدي تقبض لتقتل يمانياً يتصادف وجوده في طريقهم أو يمانية لا تقدم لهم الحطب أو ربما يقتلونها لجرة لبن، وسلسلة ارتزاقهم هذه تأتي في جادة من سبقوهم هناك في زمن مازال يجر ذيوله في المحافظات الشمالية والجنوبية عند سنوات ثورة 26 سبتمبر المجيدة و قبل ثورة أكتوبر المجيدة أو في المحميات التسع كما كان يسميها الإنجليز ، كان هناك في اليمن دوما مخترقون ومرتزقة كالحوثيين اليوم وكغالبية مؤسسات المجتمع المدني التي يديرها فحول أو تلك التي تديرها شقائق الفحول وإن سمى هؤلاء الارتزاق هنا دعما ، بالتأكيد لن يقف هذا الورم في جغرافيا المجتمع المدني ، طالما هناك من يطمح بأحقية سلالية أو بأحقية حزبية لكرسي ما ومكان تحت الشمس يجني منهما مالا أو نرجسية ، وكما لم تتمكن ثورتي سبتمبر وأكتوبر من إيقاف خيول المرتزقة الجامحة والجانحة عند ذلك الزمنين، لقدوم طلائع ورثة آخرين للارتزاق إذا انتقلت المحافظات الشمالية والجنوبية إلى دور آخر كان هو ارتزاق الدولة، وبنتائج الاختراق والارتزاق في هذا الطور قتل رئيسان وأقصي رئيسان في جمهوريات الشمال، ووحده رئيس مجلس الرئاسة القاضي عبد الكريم العرشي زهد في الكرسي الذي يرفعه في الغالب طامحون يمكن أن يتحولوا إلى مخترقين و مرتزقة ليسقطوه بأيديهم فأعفاهم من هذه المهمة وغدر بهم وترك الكرسي ورحل إلى الظل ليتسلمه من بعده أخطر من حكم في اليمن دهاء ومناورة، وفي المحافظات الجنوبية تشابه حال الاختراق مع حال الشمال، فقتل رئيسان وأقصى أيضا رئيسان ،أحدهما الوحدوي والرئيس المثقف الرائع علي ناصر محمد، ولم يقف ذاك الاختراق والارتزاق عند هاتين الحالتين، فقد اخترق في شكل آخر الاشتراكيين من المحافظات الجنوبية أواسط وأطراف المحافظات الشمالية لتصلهم قوافل في الأغلب كانت تائهة تبحث عن شعب لتحكمه و تحولت حينها إلى مرتزقة للداخل الجنوبي في مواجهة الداخل الشمالي للخارج السوفييتي وللخارج السعودي ، وفي كل حالات أولئك المخترقين والمرتزقين ومنهم حوثيو اليوم ، كان سلطان الحكم وسلطان المال الدافعين للارتزاق وإن البسوها تلك الكلمة الكبيرة السعي لإحقاق «العدالة للجميع» التي لم يستطع أن يفي بها أحد سواء حكام الأئمة الزيديين على كثرة تدينهم أو حكام الاشتراكيين الأمميين في المحافظات الجنوبية على قلة تدينهم وكثرة مزاعم إنسانيتهم ، ولحق بهما فشلا في الاقتراب من تلك العدالة أشباه الرأسماليين في حكم اليمن الجمهوري المحافظات الشمالية، وكان المال والسلطان وجهتي نية وعمل الارتزاق في اليمن وفي غيره من البلدان، لكن رغم ظاهرة الارتزاق العالمية ، إلا أنه لا يشبهنا أحد فمرتزقتنا يتخطون الفضاءات؛ ويقفزون فوق الحدود، وارتزاق الحوثيين تخطى هذه الفضاءات فقد سجلوا حق أول امتياز للارتزاق من العجم الإسلامي ، وبالتمويه على الارتزاق من إيران «العجم الإسلامي» بسبب مذهبيته وطائفيته تم الانتقال سريعا إلى قطار العرب الإسلامي ليبيا التي حسب فهمي لم تعد تبحث عن مرتزقة وإن أوهم الحوثيون الناس في اليمن أنهم يقبضون منها المال، فما يقومون به من تمويه في هذه الانتقال يكون المراد منه فقط لغسل مال إيران الشيعي وتفريق مسؤولية دماء اليمنيين الذين يقتلونهم في اليمن بين العاصمتين ذات الطاءين طهران وطرابلس ، فضلا عن تركيب تهمة أن طرابلس قررت نشر الاثني عشرية بديلا عن النظرية الثالثة ومبادئ الكتاب الأخضر التي تعتبر الحزبية ومنها حزبية الشباب المؤمن «إجهاضاً للديمقراطية» ألا يقول الكتاب الأخضر ذلك ولا أعرف إذا كان الليبيون يعرفون أن الحوثيين يشوهون سمعة الزعيم الخالد معمر القذافي أم لا ، فهم من يقول إن ليبيا هي من يدعمهم ماليا ويوفر لهم السلاح رغم أن منظمة خلق الإيرانية المعارضة وهي التي كشفت برنامج إيران النووي قبل أن تعرف ال«سي آي إي» ذلك، هي من كشفت قبل أكثر من سنة أن المال والسلاح للمرتزقة الحوثيين يأتي من إيران وهو ما تنفيه طهران والحوثيون فقط ، ويبقى مع النفي ونفي النفي أن لا تشابه هنا لمرتزقتنا حتى بمرتزقة السودان المبتلى بتسع دول مجاورة، فهم قليلون وطارئون مقارنة بما نحن عليه. . . ولله الحمد والمنة أننا لم نبتلَ بتلك الحدود التسع ، تخيلوا رعب تلك الصورة، تسع دول محاددة ، ورغم أن الارتزاق وظيفة ليست فقط يمنية وسودانية فقد مارسها أفراد وزعامات في كل الدول واختفت لدى الكثيرين، إلا أنه يظهر أن قات اليمانيين أثر في اتزان عقل الارتزاق، وبودنا وقد انفض «المقيل» أن يرحل مؤقتا حتى إلى جيبوتي أو جزر القمر إذا لم يتمكن من الحصول على فيزا أو تأشيرة دخول إلى غالبية الدول العربية الأخرى التي يبدو أنها تحصنت منه لعدم استرخاء الأنظمة الأمنية هناك كما هي هنا في اليمن، وعلى ذكر جيبوتي، أيام الدراسة الجامعية في إحدى الدول العربية في بدايات الثمانينيات، كنا كالعادة طلاباً من دول عربية شتى من السودان والخليج والسعودية وما إلى ذلك، وكان من بين هؤلاء طالبة من المملكة العربية السعودية وقد أضحت اليوم دكتورة جامعية وليعذرني القارئ في أن لا أصرح باسمها لأني لم أستأذنها ، وقلب القصة أننا كنا نتناقش في أحد الأيام عن الأنظمة العربية ووطنيتها الخالصة التي لا تشوبها شائبة ، وبين كل هرج ومرج الحديث الصاخب وحفلة الكلام تلك حيث ينبري كل شخص لإظهار أفضلية رجال الحكم في بلده ووطنيتهم كمن لا وجود لهم إلا في زمن الخلفاء وأن لا أميركا الرأسمالية ولا روسيا الاشتراكية تتدخل لتعيين ذلك الشخص الحاكم، فما كان من تلك النجدية المشاغبة إلا أن قالت أما أنت يا صديقي اليماني فليس أمامك إلا أن توافقني على أن أي دولة لديها مال حتى لو كانت جيبوتي فإن بإمكانها أن تعين لكم رئيساً، إي والله قالتها هكذا «جيبوتي» وكانت جيبوتي هذه مجهولة حينها حتى للجيبوتيين، ولم يكن أمام هذه الإشارة الموجهة لي من بنت نجد إلا أن تقودني إلى اتجاه واحد هو أن حصتنا من المرتزقة أكثر من غيرنا، فقلت لها إنها يا هذه! نفوس المتنبي الأبية كلها متجمعة في اليمانيين، أفلحت في جوابي هذا الهراء في هراء بأن أنقل كل المتحدثين إلى شعر وعظمة المتنبي وهو من ارتزق بالشعر بشكل وظيفي ،ولكني تسمرت بينهم في عبارتها تلك، وها أنذا استرجعها من غبار أيام الدراسة الجامعية بفضل المرتزقة الحوثيين، ولن تبارحنا هذه الصورة إلا بالعودة للرشاد الوطني وأن نتخطى جميعا بعض مرتزقتنا الذين فارقهم الصبر حتى لانتظار من يأتي ليشتريهم على الأقل، لكنهم دوما يذهبون إلى هناك كما فعل ويفعل المقاولون الإرهابيون الحوثيون ليستعجلوا بيع اليمن وشراء أنفسهم للشيطان. <


 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد