حسن الأشموري
قطار الوطنية إلى صعدة ليس كما تنعته محطات التيه الحزبية صراع من أجل المؤتمر ورئيسه ولا ضد جهله حتى الساعة لا زالوا يجهلون بعد ثلاثة أعوام من شهدائنا وقتلاهم ومن صراخ مدافعهم التي أيقظت النائمين عنهم، ما الذي يريدونه، أو لنقل هم لا يجهلون ولكنهم لخطورة ما يخفون يجهلون الكيفية التي يفترض أن يعلموا بها من لم يقرؤهم في رسائلهم الحربية الثلاث عما يريدون وما يسعون له، ليعرف من لا يعرف ما يريدون، ماذا يريدون، كما أن قطار الوطنية هنا ليس ضد عربة عقدية أوعقائدية تخص الحوثيين وليس للأمر علاقة بين قطاري علي ومعاوية رضي عنهما ورحم من لحق بقطاريهما، قطار الوطنية إلى صعدة ليس كما تنعته محطات التيه الحزبية صراع من أجل المؤتمر ورئيسه ولا ضد جهله حتى الساعة لا زالوا يجهلون بعد ثلاثة أعوام من شهدائنا وقتلاهم ومن صراخ مدافعهم التي أيقظت النائمين عنهم، ما الذي يريدونه، أو لنقل هم لا يجهلون ولكنهم لخطورة ما يخفون يجهلون الكيفية التي يفترض أن يعلموا بها من لم يقرؤهم في رسائلهم الحربية الثلاث عما يريدون وما يسعون له، ليعرف من لا يعرف ما يريدون، ماذا يريدون، كما أن قطار الوطنية هنا ليس ضد عربة عقدية أوعقائدية تخص الحوثيين وليس للأمر علاقة بين قطاري علي ومعاوية رضي عنهما ورحم من لحق بقطاريهما، فالحوثيون أحرار بالاعتقاد أيا كان أمر الاعتقاد ومسوغاته طالما لا يقتلون أو يدعون إلى القتل من أجل النقاء الأسري والتطهر المذهبي،ومن هذا الواقع فهمة قطار الوطنية تكمن في إيقاف ثأر خوارج الزيدية هؤلاء الذين باتوا يتصورون بأننا اليمانيون نحن بنو أمية ويزيد وفي أحسن الحالات ربما بنو العباس، وهي بهذا الوقع التصويري القاتل كارثة جديدة لكوارث قديمة منها وفيها وعليها تنشا ثقافات الموت. وإن كان من ميزة للموت في هذه الكارثة على عظمة مصائبها فإنها ميزة تشكلت بها مقاييس الوطنية الجديدة الأكثر تبصرا ورؤى، فها نحن اليمانيون نستدرج من حيث ندري ولا ندري لتجديد عروتنا بالوطن وبدمنا لأرض الأخيار، المتخمة اليوم بالحزبية السلالية ، والقروية القومية، والأممية الطائفية، والإسلامية الغامضة ولنقل البراغماتيه التي تعني لضعفاء الذاكرة المقدرة على إخضاع المبادئ للتكييف وإعادة تشكيل القناعات تبعا للظروف المحيطة.
ويبدو أن عروة وعروات التجديد الوطني في هذه البلاد بزمنيتها الآن وكما كانت في كافة المحطات الاختيارية والإلزامية التي مر بها قطارنا، رحلة يمانية شاقة وملتبسة وذات كلفة عالية تماما في كل المحطات كقطار الغرب الأميركي في القرن الثامن عشر الذي أتحفتنا بها ظاهرة هوليود في أفلامها السينمائية ، فقد كان قطاع الطرق واللصوص والسفاحون والقتلة ، وكلهم خارجون عن القانون كالحوثيين، يتربصون بقطارات الشرق الأميركي القادمة من نيويورك ونيوجرسي وبوسطن وشيكاغو والوسط الأميركي، مرورا بكلورادو وكنتاكي وإلى الجنوب تكساس ونيومكسيكو وحتى الغرب الأميركي صحراء نيفادا وكاليفورنيا وأريزونا ليعيثوا عندها فسادا وقتلا وترويعا وسرقة مال يكون هذا المال في الغالب للدولة الفيدرالية التي كانت قد تأسست للتو، أو تكون تلك الأموال من حساب السيد المسيح التي يودعها الأغنياء المتدينون والفقراء المتدينون واللصوص التوابون له في الكنيسة، أو تكون تلك الأموال لرجال الأعمال المشاركين في بناء أميركا التي نراها اليوم، والفرق بين قطار أميركا في القرن الثامن عشر أنه كان يحمل متطلبات الوطن من مال وأدوات بناء ودوما يمكن تعويضه، أما القطار اليماني في القرن الواحد والعشرين فهو يحمل الوطن وحسيات الضمائر اليمانية والآمال العراض في غد تأخر عنا ، وتلك الحسيات الضميرية لا يمكن التعويض عنها بالمال إذا ما سقط أفرادها في مسيرة القطار الطويلة عبر المحطات والمنعرجات .
والرحلة ملتبسة هنا لا لترتيب أولويات رحلة الوطنية والوطن وكثرة التوقف ولكن لأن صعوبة السير في أرض كاليمن تفرض هناتها على القطار وراكبيه، وملتبسة لأن الجميع وفي كل المحطات يسارع في الحديث عن الوطنية لكنك تفهم لاحقا أنهم يتحدثون عن الوطنيات وليس الوطنية، التي يتوسد بها ويتكئ عليها الوطن، فالمحطات الحزبية وهي تتحدث عن الوطنية بكثرة لا تلبث أن تفقد ونفقد الصدق فيها بموقف تحزبها مع قتلة في شِعب «بكسر الشين» بجبال صعدة، إذن فهو حديث الوطنية لكن على طرائق محطاتها المختلفة مع الوطن ، على أن هذا الأمر لم يكن ليحتاج إلى كل هذا التورط الحزبي مع الحوثيين لو أن هذه المحطات أحالت نفسها فقط لبرهة من الزمن باتجاه الشارع لا أقول الشارع السلفي ولكن شارع الأسلاف أي أسلافنا من السوقة والدهماء وشعثاء القوم لاكتشفوا عندها وحينها أن تمرد الحوثيين في صعدة استوطنته الخيانة لغياب أكملية الوطن اليماني لحسابات عنصرية ، لذلك خشي الناس منهم على وطنهم، وغدت صعدة هي اليوم مقياس اختبار الوطنية لمن وقع في الالتباس مع الوطن ومن أراد أن يكتشف وطنيته أو وطنية من يجلس إلى جانبه فعليه بتلك المحافظة الطرف صعدة إذن هي محشر الوطنية أو رايات الخيانة المرفوع عن قرب وعن بعد.
وصعدة والحالة هذه هي رحلة جديدة للركب اليماني المؤمم أرضه لاكتشاف الوطن والوطنية عبر كل المحطات وإن أنهكت المحطات الحزبية قطار الوطنية تبعا لتمدد هذه المحطات ولجسامة تفرعات سكة حديدها ولكثرة تعرجاتها ولانحداراتها المصطنعة ولغلبة مهندسي التخريب فيها على قلة المصلحين لها سواء من حكم ويحكم ومن لا يحكم وللتدمير الذاتي الذي لحق بها جراء ازدحام الأيادي الحزبية التي تتوه بمسار القطار ليتوه بنا خارجا عن إرادتنا أو تلك الأيادي التي تستعجل الانفراد بسرقة هذا القطار، لتقوده هي ، ولايهم بعد ذلك أن تكون رحلتنا للمجهول أو للمعلوم.
وتكشفت لهذا القطار المتعب المتهالك لكثرة غزاة الداخل وحاصبيه من الخارج منذ 2004م في رحلته إلى صعدة أن المحطات الحزبية لم تعد صالحة أو لنقل تمكن منها الخراب بعد أن نشأ بين من يستهدف القطار وذاتية من فيه في شعاب صعدة وبين آخرين يترصدون سيره في هذه المحطات تفاهما من نوع ما، فهذه المحطات تماهت مع تلك الهرطقيات الدينية الخرافية التي اتكأت على مزحة حكم تاريخية في عودة الحكم لأهله، بل تعدتها لتدعم بوضوح من يفرط بالحفاظ على استقلال وسيادة الوطن ووحدة أراضيه وأمن يمانييه وتهنئ من يقتل جنديا أو يغدر به في كمين ليلي ، وكل ذلك لخيالات وهمية فحواها إذا ما سقطت المحافظات الشمالية في يد الأماميين الجدد فستحيا المحافظات في الوسط والأطراف الأخرى على يد الاشتراكيين الجدد والقريين القوميين الجدد والإسلاميين البرغماتيين ، وهو أمر لا نفهم منه إلا صورة مصغرة لهذه المحطات التي سمحت عن حسن مقصد أو أثم مقصد لأي أي أجنبي التدخل في عنا صر وطننا الإنسان والأرض والشرعية الدستورية وهذا السماح في هذا الوضع وبهذا الشكل موقف خياني وإلا بربكم ما هي الخيانة إذن؟!.
وبموقف هذه المحطات والاستراحات في هذا الاصطفاف مع القتلة إذا لم يكن ما سبق ما يطمحون له من حكم المحافظات فإنهم من حيث لا يفقهون يؤسسون اليوم لنشوء كانتونات للإرهابيين الحوثيين ، وغدا للإسماعيلية وبعد غد للصوفية على تفرعاتها وبعد بعد لمولود، ولمواليد لم يأتوا بعد ، فهذا اليمن بهؤلاء دوما ولّاد وإن بما يشدنا للصراع لنصفن بعد ذلك بالدماء ونصفن بالدماء لمن لا يعرف تعني أن نسكر بالدماء لا بخمور البوربون ولا بالفاين فودكا ولا بالمالت سكوتش ولا بالأندرينا التي كانت دوما قريبة إلى جدنا الملك العظيم والأمير النبيل أمرىء القيس. نلتقي السبت المقبل.