عبدالجبار محمد الشجني
مقياس الرجولة الحقة ليس علامات التذكير أو التأنيث في الإنسان، لكن تقاس الرجولة وتتجلى في اعمال حياة الانسان، ويذكرنا التاريخ الاسلامي بحياة الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم ايمان لا تزعزعه الشدائد وصبر على المكارة وعمل دائب في نصرة الحق وهيام بمعالي الامور والترفع عن سفاسفها، خلف مبادئ خالدة على الدهر ورجالاً ينشرونها، كذلك نرى كيف كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمرن الولاة على الرجولة فيكتب اليهم :«اجعلوا الناس في الحق سواء، قريبهم كبعيدهم، وبعيدهم كقريبهم، إياكم والرشا والحكم بالهوى وان تأخذوا الناس عند الغضب» كذلك لم يوجد لديهم طوق من مدراء المكاتب والحراسات المتعددة كقوله رضي الله عنه: «اذا كنت في منزلة تسعنى وتعجز الناس فوالله ما تلك لي بمنزلة حتى اكون اسوة للناس» وعند تعرض الامة لخطر كانوا ينهضون للدفاع عنها بانفسهم واموالهم، والآن نرى كيف تتعرض الامة العربية والاسلامية لثالوث خطير تشكله اميركا- اسرائيل- ايران باعمالهم الاجرامية ضد الامة؛ ففي افغانستان استعانت بناقصي الرجولة من عملاء ضد بلادهم، فدخلت اميركا افغانستان وسهلت ايران لها ذلك بعملائها ناقصي الرجولة والولاء لبلادهم، كذلك العراق الجريح قام ناقصو الجرولة والولاء لبلادهم بالمساهمة في احتلاله من قبل اميركا وايران واسرائيل، واباحوا دماء ابنائه واموال شعبه، وداسو الاعراض والقيم، وتحول العراق من دولة قوية إلى دولة تحكمها ميليشيا متعددة الولاء والانتماء، كذلك أقاموا الفتنة والشقاق بين ابناء المقاومة في فلسطين بعملاء السوء والخيانة، وبحثوا عن ناقصي الرجولة في اليمن فوجدوا ضالتهم في شرذمة التمرد المدحور وانبتوا عملاء في صحافتها وعملاء في مؤسساتها المختلفة وحتى في علمائها الذين اتخذوا موقف التقية من الفتنة وكأنها بين اشخاص وليس حثالة وشعب، ولكن ظهر الرجال الشرفاء بمواقفهم سواء من حارب بالسلاح أو بالقلم أو بالكلمة من على المنابر العلمية، وكم كنت اتمنى ان يكون العلماء كالقاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني من قالها صريحة وخالدة، وكبعض مشايخ العلم الاحرار، الآخرين من لنا ببرنامج للرجولة كالبرنامج الذي يوضع للتعليم والقضاء والاقتصاد، برنامج مأخوذ من تاريخنا الاسلامي الزاخر، برنامج يبعث على القوة في مواجهة الثالوث الخطير فلا يسمح بما يضعف النفس ويدفن الشرف، ولا يسمح بما يحيي الشهوة ويميت العزيمة، من يبادلنا فيأخذ برامج البناء الهش وميزانياتها ويعطينا برنامجاً للرجولة اعتزازاً بالنفس واحترامها والولاء لله وللوطن وشعوراً عميقاً باداء الواجب نحوهما وبذل الجهد في ترقيتها والدفاع عنها والاعتزاز بها.. وللحديث بقية