سراج الدين اليماني
أخي القارئ الكريم! في هذه الحلقة وكما وعدت بذلك في الحلقة الماضية بأنني سأبين للقارئ المنصف شيئاً من خيانات الاثني عشرية بجميع طوائفها التي يسيطر البعض منها على دول وتجعل هذه الدول والحكومات تعادي وتوالي جيرانها بحسب المذهب المعتنق من دول الجوار، وسأبين لك بعضاً من خياناتهم قديماً وحديثاً مع المسلمين، فاقول: اخي القارئ! ان الامانة من اكرام الخصال التي حث عليها الاسلام، والخيانة من أرذل الخصال التي حذر منها ونهى عنها، قال الله تعالى في الامناء: «والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون»، وقال في الخائنين: «إن الله لا يحب الخائنين»، «وان الله لا يهدي كيد الخائنين» وأفحش الخيانة الخيانة العامة، وهي التي تحدث عنها الفقهاء بتعبير «الخيانة العظمى» وهي الخيانة المتعلقة بأمر الدين المتعلقة بأمر الامة وتكون بالممالأة والمعاونة تارة وبالجاسوسية وافشاء الاسرار العامة للأمة تارة اخرى، وبالتخاذل عن نصرة الامة مع القدرة على نصرتها، اذاً فإن الامانة عندنا هي الدين ف«لا ايمان لمن لا امانة له» فإن الخيانة والغدر والمخادعة والكذب والنفاق والدجل عند الشيعة الاثني عشرية هي الدين، فالتقية التي يعتقدها الروافض توصلهم إلى مراكز القيادة واماكن التأثير في كثير من الاماكن فيتمكنون من خيانتهم وتنفيذ مؤامراتهم ومخططاتهم العدوانية على المسلمين.
{ أيها اليمانيون! إن الأمر جد خطير يا أيها اليمنيون! فلا يغرنكم شعار المليار مسلم، فان هذا المليار لا وزن له ولا ثقل ذبابة، فلو قلبت في سر تفككه وعدم توحده على هذا النحو لاتضح لك شيء من الحقيقة ولعلك تصحو وتفيق من سباتك العميق وتصحو من الحلم الذي انت فيه ورود الغفلة وازهارها الخادعة ببهرجها وبمجرد اول نظرة اليها، هذا المليار مزقته النحل والمذاهب الباطنية التي لا تعتمد الكتاب والسنة وفهم سلف المؤمنين كأساس لفهمها، فكفى من الوهم والمخادعة حول ما يسمى بمحاولات التقريب بين هذه المذاهب وجمع شملها، اي «بين السنة والشيعة»، ذلك وان كان توحيد المسلمين هو الامنية والمرتكز الذي نعلق عليه آمالنا في رفع المذلة والمهانة عن واقعنا إلا ان هذه اللملمة واللفلفة والتجميع ثبت فشلها في كل محاولة، فالتقريب يكون بين المسلمين انفسهم من الفرق والطوائف المتناحرة، اما ان نقول بتقارب المسلمين مع من يخالفهم في الثوابت فهذا يستحيل لأننا نعتقد ان الرافضة من نصيرية واباضية وكرامية واثني عشرية هم اخطر من اليهود والنصارى، فكيف بكم يا دعاة التقريب بين السنة والشيعة! لا تقولون نتقارب مع اليهود وهم اقل ضرراً من الصفويين في حربهم المخطئة لابادة المسلمين عامة، ليس فقط اهل السنة ولكن على المسلمين عامة، وانتم تنظرون ما يعمل في العراق فانهم يذبحون البعثيين وهم يقولون رضيت بالبعث ربًا، ويقول قائلهم :ان لم يكن لي خالق لقلت البعث خالقي؛ وكذلكم ترون ما يصنعونه في الزيدية من حروب ابادة، حرب ضروس على الزيدية على مر التاريخ، فكيف نتقارب مع اخطر الفرق؟! لكن لا اقول ان كل شيعي رافضي كافر لا. . حاشا ان تنطق شفتاي بذلك لكن نقول غلاتهم ومن اعتنق هذا المذهب واقيمت عليه الحجة الرسالية فهو المعني بالكلام، وانا اقول: ان الشيعة فيهم رجال افاضل لكنهم متأولون والتأويل اكبر مانع من انزال الحكم على مرتكب المعصية.
{ بعض من خياناتهم كما رواها التاريخ فإليك أخي القارئ الكريم بعضاً من خياناتهم كما روى رواة الشيعة انفسهم. . روى العالم الشيعي الملقب بصدر الحكماء ورئىس العلماء نعمة الله الجزائري في كتابه المعروف «الانوار النعمانية» «308/2» طبع تبريز ايران، خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهد هارون الرشيد، وكذلك ذكرها محسن المعلم في كتابه «النصب والنواصب» «ص622» ط/دارالهادي- بيروت ونصها: «وفي الروايات ان علي بن يقطين وهو وزير هارورن الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، وكان من خواص الشيعة، فأمر غلمانه وهدموا سقف الحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريباً، فأرادوا الخلاص من تبعات دمائهم فارسل إلى الامام مولانا الكاظم فكتب عليه السلام اليه جواب كتابه بأنك لو كنت تقدمت إليّ قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم وحيث انك لم تتقدم إليّ فكفر عن كل رجل قتلته منهم بتيس والتيس خير منه»!.
انظروا يا من تدافعون عن هؤلاء! يعتبرونكم اقل من التيوس، يقول هذا الرافضي: التيس خير منه، بل يرونكم اكفر واشرك وانجس من الجيفة، قبحهم الله واخزاهم ومسخهم قردة وخنازير، وهذه حكاية اخرى عن الشيعة الفاطميين، فبرغم ما فعلته الخلافة الفاطمية من محاولات للقضاء على اهل السنة ومذهبهم لان المذهب السني ظل محتفظاً بقوته رغم تحول بعض المصريين إلى المذهب الفاطمي ولم يؤثر ان الخلافة الفاطمية قامت بغزو أو عمليات عسكرية ضد الفرنجة لتوطيد اركان الاسلام، بل الثابت تاريخياً انهم شنوا حربا ضروساً على اهل الاسلام سلماً وذلاً على اعدائه، فكانوا يضيقون الخناق على اهل السنة ويجيشون الجيوش لإرغامهم على التشيع، بينما هم مع الفرنجة سلم لهم، بل يستنجدون بهم ويستعينون على أهل السنة، بل ان الفاطميين مالؤوا الفرنجة وكتبوا اليهم، ومن خيانات الفاطميين وتواطئهم مع الفرنجة ما ذكره المقريزي في الخطط والآثار، حيث ذكر ان صلاح الدين الايوبي لما تولى وزارة العاضد الفاطمي- وكان قد ولاه لصغر سنه وضعفه كما ظن به- فقوى نفوذه في مصر واخذت سلطة العاضد في الضعف، حتى ثقلت وطأة صلاح الدين على اهل القصر الفاطمي وتجلى ظهوره بأمر الدولة واضعاف الخلافة الفاطمية، حنق عليه رجال القصر ودبروا له المكائد واتفقوا في رأيهم على مكاتبة الفرنجة ودعوتهم إلى مصر، فاذا ما خرج صلاح الدين إلى لقائهم قبضوا على من بقي من اصحابه بالقاهرة وانضموا إلى الفرنجة في محاربتهم والقضاء عليه انظر «الخطط والآثار للمقريزي 3/2».
وفعلاً جاء الفرنجة إلى مصر وحاصروا دمياط سنة «565ه» وضيقوا على اهلها وقتلوا امما كثيرة، جاؤوا اليها من البر والبحر، وجاء ان يملكوا الديار المصرية وخوفاً من استيلاء المسلمين على القدس، وارسل إلى عمه نور الدين محمود بدمشق يستنجده فامده، وبعث صلاح الدين جيشاً بقيادة ابن اخيه وخاله شهاب الدين وامدهما بالسلاح والعتاد واضطروهم للبقاء في القاهرة خشية ان يقوم رجال القصر الفاطمي وجند السودان الناقمون بتدبير المؤامرات ضده. . انظر «البداية والنهاية للحافظ الكبير إسماعيل بن كثير امام اصحاب التاريخ والتفسير 260/ 12».
وهكذا دائماً في كل خيانة يحدثونها يجعلون الامة الاسلامية بين شقي الرحى، بين عدو خارجي وعدو داخلي، فاللهم انتقم من الخونة من الرافضة الاثني عشرية!!.
وهذه خيانة من خياناتهم تتمثل في خيانة القرامطة الذين يدعون نسبتهم إلى اسماعيل بن جعفر الصادق، وكانت بداية ظهورهم في عام «278ه » في عهد الخليفة العباسي المعتضد احمد بن الموفق طلحة. . انظر «الكامل في التاريخ لابن الاثير 363/6».
وقد ملك القرامطة الاحساء والبحرين وعمان وبلاد الشام وحاولوا ملك مصر ففشلوا، واستمرت دولتهم حتى سنة 466ه حيث قضى عليها عبيد الله بن علي بن محمد بن علي القيسي بمساعدة ملك شاه السلجوقي. . انظر «وجاء دور المجوسي 1/70-71» واخذت دولة القرامطة تناوئ الدولة العباسية وتحاول الفتك بها وخاضت ضدها حروباً كثيرة تارة وسعت بالخيانة تارة اخرى واحاطوا بالخلفاء العباسيين الذين كانوا قد بلغوا من الضعف مبلغاً حتى لم تكن لهم سلطة فعلية، وتجرأ القرامطة على اشرف البقاع الحرم المكي فسرقوا الحجر الاسود من الكعبة واخذوه إلى بلادهم، واضعفوا الخلفاء حتى انه في خلافة الراضي بالله محمد بن المقتدر العباسي استولى الروم على عامة التغور، وقدمت عساكر المعز لدين الله ابي تميم الفاطمي إلى مصر وانقطعت الدعوة العباسية عن مصر والشام. . انظر «السلوك 1/17-19»، ومن خياناتهم ايضاً ما فعلوه في سنة «294ه» من تعرضهم للحجاج اثناء رجوعهم من مكة بعد اداء المناسك فلقوا القافلة الاولى فقاتلوهم قتالاً شديداً، فلما رأى القرامطة شدة القافلة في القتال قالوا :هل فيكم نائب للسلطان؟ فقالوا :ما معنا احد، فقالوا فلسنا نريدكم فاطمأنوا وساروا فلما ساروا أوقعوا بهم عن آخرهم، وتعقبوا قوافل الحجيج قافلة قافلة يعملون فيهم السيف فقتلوهم عن آخرهم وجمعوا القتلى كالتل، وارسلوا خلف الفارين من الحجيج من يبذل لهم الامان، فعندما رجعوا قتلوهم عن آخرهم، وكانت نساء القرامطة يطفن بين القتلى يعرضن عليهم الماء فمن كلمهن قتلنه، فقيل ان عدد القتلى بلغ في هذه الحادثة عشرين الفاً، وهم في كل ذلك يغورون الآبار ويفسدون ماءها بالجيف والتراب والحجارة، وبلغ ما نهبوه من الحجيج الفي دينار. . انظر «الكامل في التاريخ لابن الاتير 6/432-433».
وهكذا اهم لم يسلم منهم حتى العزل من الحجيج الذين رجعوا كيوم ولدتهم امهاتهم، واما هؤلاء فقد تأبطوا بآثامهم وذنوبهم والموعد يوم ان يلقى الناس باريهم الحكم العدل الذي اول ما يقضي يقضي في الدماء، وماذا عساهم يجيبون؟ وبماذا يعتذرون عن هذه الانفس التي ازهقوقها وفضلوا التيوس عليها- لانهم اقل قيمة من التيوس والتيوس اغلى قيمة من الرافضة ابناء اللكع والهمج ابناء المتعة؟ ان دم المسلم أعظم حرمة عند الله من اعظم بيت من بيوته في الارض، وهؤلاء جعلوا التيوس خيراً من المسلمين ودمائهم، فضحهم الله وأخزاهم، ونكمل في الحلقة القامدة بعضاً من مخازيهم وخياناتهم بإذنه تعالى.