سراج الدين اليماني
- الحلقة الثامنة -
فمما قد ذكرناه في الحلقة الماضية من تعرض القرامطة من الاثني عشرية للحجيج وكيف فعلوا بهم الافاعيل وهو غيض من فيض وقليل من كثير وقطرة من بحر، وإليك بعضاً من افعالهم التي تبقى عاراً في جبينهم إلى يوم القيامة وان هذا ليس من القوة والشجاعة وانما هو من الجبن والذل والمهانة، ومن المكر والخداع والخيانة، انهم يقتلون العزل من السلاح والاطفال والنساء والشيوخ، ففي سنة «312ه» سار ابو طاهر الشيعي القرمطي في عسكر عظيم ليلقى من اليهود والنصارى ام المجوس ام الرومان ام البرتغاليين ام من ليلقى دولة صلاح الدين ام نور الدين ام ركن الدين الذين ساموهم سوء العذاب وخربوا عليهم ديارهم واطاحوا بدولتهم، لكنهم ليلقوا الحجيج، ما اخزاه من لقاء!! حجيج ليس معهم إلا الطعام والماء لقيهم في رجوعهم من مكة فاوقع بقافلة تقدمت معظم الحجاج وكان فيها خلق كثير من اهل بغداد، فمساكين اهل السنة في بغداد فانهم من زمن قديم والمؤامرات تحاك ضدهم ويتحالف الرافضة اعوان الصليب خدام البيت الابيض الاميركي عليهم، فنهبهم، ووصل الخبر إلى باقي الحجيج ولكن دونما فائدة فقد باغتهم القرامطة ايضاً فاوقعوا بهم واخذوا دوابهم وما ارادوا من الامتعة والاموال والنساء والصبيان، وقتلوا من قتلوا، وتركوا الباقين في اماكنهم منهكين فمات اكثرهم جوعاً وعطشاً من حر الشمس، وانقلبت بغداد مآتم واجتمع حرم المنكوبين إلى حرم المأخوذين وجعلن ينادين :«القرمطي الصغير ابو طاهر قتل المسلمين في طريق مكة والقرمطي الكبير ابن الفرات قتل المسلمين ببغداد» وكانت صورة فضيعة شنيعة، وكسر العامة منابر المساجد والجوامع وسودوا المحاريب يوم الجمعة، وجاء ابن الفرات الوزير الرافضي القرمطي إلى المقتدر الخليفة العباسي ليأخذ رأيه فيما يفعله، فانبسط لسان المقتدر على ابن الفرات وقال له: الساعة تقول اي شيء نصنع وما هو الرأي؟ بعد ان زعزعت اركان الدولة وعرضتها للزوال بالميل مع كل عدو يظهر ومكاتبته ومهادنته وابعادك رجالي إلى الرقة وهم سيوف الدولة فمن يدفع الآن؟ ومن الذي سلم الناس إلى القرمطي غيرك لما يجمع بينكما من التشيع والرفض، ولما توجه الخليفة المقتدر إلى الكوفة ليلقى القرامطة قام المحسن بن الوزير بن الفرات الشيعي بقتل كل من كان مجوسياً عنده من المصادرين لانه كان قد اخذ منهم اموالاً ولما يوصلها إلى المقتدر فخاف ان يقروا عليه. . «المرجع السابق 321/7 بتصرف» فانظر ايها القارئ الكريم! إلى خيانة الرافضة الاثني عشرية الخبيثة مع ضيوف الله وحجاج بيته الحرام، قتل وسلب ونهب واغتصاب وتجويع وتعطيش، ومثل هذه الخيانة قام بها الايرانيون في احداث بعض التفجيرات في الحرم المكي اثناء اداء المناسك قبل بضعة اعوام.
وما هذا إلا لأن القوم لا يرون لمكة حرمة ولا لكعبتها، وانما عندهم ارض كربلاء افضل من ارض مكة، والمشهد الحسيني افضل من الكعبة، وهذه بعض اقوالهم من كتبهم في هذا :« سئل آيتهم العظمى محمد الحسيني الشيرازي في كتابه المأفون الموسوم ب«الفقه والعقائد ص 370 توزيع مكتبة جنان القدير- الكويت، يقال ان ارض كربلاء افضل من ارض مكة والسجدة على التربة الحسينية افضل من السجدة على ارض الحرم هل هذا صحيح؟ فأجاب :نعم.
وهذا ايضاً آيتهم وعلامتهم السيد العباسي الحسيني الكاشاني يعنون في كتابه «مصابيح الجنان ص 360» ط رقم «59» دار الفقه ايران عنواناً باسم «افضلية كربلاء على سائر البقاع» فقال: واما افضلية كربلاء على سائر البقاع حتى الكعبة بلاشك في ان أرض كربلاء اقدس بقعة في الاسلام وقد اعطيت حسب النصوص الواردة اكثر مما اعطيت اي أرض أو بقعة اخرى من المزية والشرف، فكانت أرض الله المقدسة المباركة وأرض الله الخاضعة المتواضعة وأرض الله التي في تربتها الشفاء، فإن هذه المزايا وامثالها التي اجتمعت لكربلاء لم تجتمع لأي بقعة من بقاع الأرض حتى الكعبة. . انظر «حقيقة الشيعة ص 143-144» للموصلي.
فهل اهل السنة يذبحون الحجاج؟ هل أهل السنة يقولون ان كربلاء افضل من اي بقعة وانت تعلم ان اهل كربلاء والنجف يندر فيهم الزواج الشرعي والغالب عليهم انهم ابناء زنا ابناء متعة والذي يتزوج حسب الشرع يشار إليه باصابع الاتهام، ومعلوم ان كل امرأة من اهل كربلاء تعيش في اليوم الواحد في احضان «5» على اقل تقدير وهذا مالم نجده في بغايا الاميركيين انفسهم، ومعلوم ان الاميركيين يتلذذون بالكربليات وما يريدون الخروج من العراق لما وجدوها أرضاً خصبة في المتعة بالنساء، فهل عندكم المتعة دين تتدينون به لماذا اذاً تتمتعون مع الاميركيين ام انها الاموال؟!.
وهذه خيانات الوزير ابن العلقمي، قال الحافظ الكبير ابو الفداء اسماعيل بن كثير إمام اهل التاريخ والتفسير في كتابه «البداية والنهاية» «164/13» قال في احد احداث سنة «642ه» وفيها استوزر الخليفة المستعصم بالله مؤيد الدين ابا طالب محمد بن علي بن محمد العلقمي المشؤوم على نفسه وعلى اهل بغداد الذي لم يعصم المستعصم في وزارته فإنه لم يكن وزير صدق ولا مرض الطريقة، فإنه هو الذي اعان على المسلمين في قضية هولاكو قبحه الله وإياهم»
فلهذا نقول: على الأخ الرئيس علي عبدالله صالح- حفظه الله تعالى- ان لا يأمن على وزرائه خصوصاً من ظهر مساندتهم للحوثي الصريع الهالك ولا حتى رؤساء الأحزاب المتورطين مع الحوثي بالدعم بالمال والكلمة والدفاع والتمويه، وعليه ان يعاقب كل من ظهر منه مثل هذا الصنع المشين المهين ويحاسب الذين يذهبون إلى طهران ويحاضرون في اوساط الطلاب اليمنيين ان الحوثي مظلوم، وكذلك اصحاب لجنه الوساطه الذين هم من عتاة الروافض وبعض افراد القوات المسلحة المتمالئين مع الحوثي والمعاونين له ايما تعاون، فيعتبر بهؤلاء الوزراء الخونة الدجاجلة الموتورين فإنهم شؤم على الدولة والوطن وعلى كل وطني غيور على وطنه ودينه، فالحذر ثم الحذر!!.
وقال ابن كثير ايضاً في احداث «656ه » التي جاء فيها الطوفان التتاري إلى بغداد دار الخلافة العباسية:- استهلت هذه السنة وجنود التتار قد نازلت بغداد بصحبة الأميرين اللذين على مقدمة عساكر سلطان التتار هولاكو خان، وجاءت إليهم امراد صاحب الموصل يساعدونهم على البغاددة وميرته وهداياه وتحفه، وكل ذلك خوفاً على نفسه من التتار ومصانعة لم قبحهم الله تعالى. . واحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب. . وكان قدوم هولاكو خان بجنوده كلها وكانوا نحو مائتي الف مقاتل. . وهو شديد الحنق على الخليفة بسبب ان هولاكو خان لما كان اول بروزه من همدان متوجها الى العراق اشار الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي على الخليفة بأن يبعث إليه بهدايا سنية ليكون ذلك مداراة له عما يريده من قصر بلادهم، فخذل الخليفة عن ذلك دويداره الصغير ايبك، وقالوا ان الوزير انما يريد بهذا مصانعة ملك التتار بما يبعثه إليه من الأموال، واشاروا بأن يبعث بشيء فأرسل شيئاً من الهدايا فاحتقرها هولاكو خان وارسل الى الخليفة يطلب منه دويدراه المذكور وسليمان شاه فلم يبعثهما إليه ولا بالى به حتى ازف قدومه ووصل بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة ممن لايؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية وجيوش بغداد في غاية الضعف ونهاية الذلة - كما هو حاصل اليوم من ابناء المتعة والعلوج ابناء العلوج - لا يبلغون «10» آلاف فارس وهم بقية الجيش ، وذلك كله من آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي، وذلك انه كما كان في السنة الماضية كان بين اهل السنة والرافضة حرب عظيمة نهبت فيها الكرخ ومحلة الرافضة حتى نهبت دور قرابات الوزير، فاشتد حنقه على ذلك، فكان هذا مما أهاجه ودبر علي الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفضيع الذي لم يؤرخ منه منذ بنيت بغداد وإلى هذه الاوقات، ولهذا كان اول من برز إلى التتار - اي ابن العلقمي - فخرج بأهله واصحابه وخدمه وحشمه، وفي الحلقة القادمة سوف تعرف كامل
