كمال بن محمد الريامي
تناولت بعض وسائل الإعلام مؤخراً قضية استشهاد طالبين من طلاب مركز دماج العلمي، وكان تناول بعض هذه الوسائل للحادثة سلبياً، حيث أبدت تشفياً بهؤلاء الطلاب وقارنتهم بأتباع الحوثي.
فانزعجت لهذا التوصيف الغريب لأن الحقيقه خلاف ذلك؛ فطلاب مركز دماج العلمي الذي اسسه العلامة الراحل مقبل بن هادي الوادعي- رحمه الله- منشغلون بالعلم والحديث، ولايختلفون في شيء عن سائر اتباع المذاهب السنية الأربعة، وإن كانت لهم بعض السلبيات والأخطاء فإنهم لا يمثلون خطراً على الامن والاستقرار في اليمن، ولايجرون وراء مصالح سياسية وحزبية، ولا يخضعون لنفوذ خارجي، ولا يستحلّون دماء المسلمين.
وقد كان لي شرف التتلمذ على يدي العلامة مقبل الوادعي، فرأيته بحراً في العلوم وقدوة في الزهد والتواضع، اذكر ان بعض الشيعة الاثني عشرية وشوا بكلام مدسوس عن الشيخ مقبل للرئىس علي عبدالله صالح بغية خلق صدام بين الرئىس والوادعي، فأرسل الرئيس محافظ محافظة صعدة آنذاك الأخ عبدالعزيز الذهب ليستطلع حقيقة الوادعي، فلما وصل إليه واخبره بما يقال عنه عند الرئيس وقال له: إن الغرض من مجيئي هو الاستطلاع ومعرفة ما يدور هنا.
فرد الوادعى على الذهب بقوله: إذا اراد الرئيس ان ارحل من اليمن فسأرحل الله لو جاءت الدولة ودكت مركزي دكاً مارفعت في وجهها رصاصة واحدة.
فلما وصل هذا الكلام للرئيس قال: ما دام هذا كلام مقبل فاتركوه يفعل ما يشاء.
فلم يتجه الوادعي -رحمه الله -إلى لغة السلاح، ولم يتخذ من الجبال خنادق لمواجهة الدولة وزعرعة الامن والاستقرار كما صنع الحوثي الفاجر واتباعه الفجرة القتلة.
ومن هنا فلا يصح ان نساوي بين طلاب هذا الإمام الورع مقبل الوادعي وبين طلاب ومريدي المجرم الحوثي المتلطخة أياديهم بدماء المسلمين.
< «اشارة مهمة»
كان الشيخ مقبل -رحمه الله - شديد النقد للجماعات التكفيرية المدعية زوراً انتسابها للمذهب السني، وكان يصف «إسامة بن لادن» بأنه رأس الفتنة.