;

وجاء دور المجوس «أبعاد الثورة الإيرانية » 1504

2007-04-10 21:58:33

عبدالله محمد الغريب
البعد التاريخي

> حوار يزدجر مع النعمان بن مقرن:

لقد دانت الجزيزة العربية بالاسلام وامتطى جند الله صهوات خيولهم يطوقون ابواب المدائن ودمشق والقدس بأيد مضرجة بالدماء، ونفوس متعطشة إلى وعد الله لهم في جنان الخلد وملك لا يفنى.

وعندما صمم المسلمون على فتح بلاد فارس انتدبوا سعد بن ابي وقاص لهذه المهمة، كانت هناك مفاوضات ورسل بين الجيشين ونسوق فيما يلي بعض ما حدث:
ارسل سعد بن ابي وقاص طائفة من اصحابه إلى كسرى يدعونه إلى الاسلام قبل ان تنشب الحرب بينهما فاستأذنوا عليه فأذن لهم، وخرج اهل البلد ينظرون إلى اشكال الرسل وارديتهم على عواتقهم وسياطهم بأيديهم والنعال بأرجلهم .. كما نظر اهل البلد إلى خيول رسل سعد الضعيفة وجعلوا يتعجبون منها ومنهم غاية العجب ويتساءلون: كيف يتحدى هؤلاء كسرى مع كثرة عدد جيشه وشدة بأسه؟!
ولما استأذن الرسل على الملك «يزدجرد» اذن لهم واجلسهم بين يديه وكان متكبراً قليل الأدب، ثم جعل يسألهم عن ملابسهم هذه ما اسمها اي عن النعال والسياط والثياب و.. الخ.
وكلما قالوا له شيئاً من ذلك تفاءل، فرد الله فأله على رأسه ثم قال لهم: ما الذي اقدمكم هذه البلاد؟ اظننتم أنَّا لما تشاغلنا بأنفسنا اجترأتم علينا ؟!
فقال النعمان بن مقرن:
ان الله رحمنا فأرسل إلينا رسولاً يدلنا على الخير ويأمرنا به، ويعرفنا الشر وينهانا عنه، ووعدنا على إجابته خيري الدنيا والآخرة، فلم يدع إلى ذلك قبيلة إلا صاروا فرقتين فرقة تقاربه وفرقة تباعده، ولا يدخل معه في دينه إلا الخواص، فمكث كذلك ما شاء ان يمكث، ثم امر ان ينهد إلى من خالفه من العرب ويبدأ بهم ففعل فدخلوا معه جميعا على وجهين مكره عليه فاغتبط وطائع إياه فازاداد، فعرفنا جميعا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق، وامرنا ان نبدأ بمن يلينا من الامم فندعوهم إلى الانصاف، فنحن ندعوكم إلى ديننا وهو دين الاسلام حسّن الحسن وقبّح القيبح كله، فإن ابيتم فأمر من الشر هو اهون من آخر شر منه الجزية، فإن ابيتم فالمناجزة.
وان اجبتم إلى ديننا خلفنا فيكم كتاب الله واقمناكم عليه على ان تحكموا بأحكامه ونرجع عنكم، وشأنكم وبلادكم، وان اتيتمونا بالجزية قبلنا ومنعناكم وإلا قاتلناكم.
قال: فتكلم يزدجرد فقال:
إني لا اعلم في الارض امة كانت اشقى ولا اقل عدداً ولا اسوأ ذات بين منكم قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي ليكفوناكم ولا تغزوكم فارس ولا تطمعون ان تقوموا لهم، فإن كان عددكم كثر فلا يغرنكم منا، وان كان الجهد دعاكم فرضنا لكم قوتاً إلى خصبكم واكرمنا وجوهكم وكسوناكم وملكنا عليكم ملكاً يرفق بكم. فأسكت القوم فقام المغيرة بن شعبة فقال:
أيها الملك! ان هؤلاء رءوس العرب ووجوههم، وهم اشراف يستحيون من الاشراف، وانما يكرم الاشراف ويعظم حقوق الاشراف الاشراف، وليس كل ما ارسلوا له جمعوه لك، و لا كل ما تكلمت به اجابوا عليه، ولا يحسن بمثلهم ذلك، فجاوبني فأكون انا الذي ابلغك ويشهدون على ذلك.
انك قد وصفتنا صفة لم تكن بها عالما، فأنت ما ذكرت من سوء الحال فما كان أسوأ حالاً منا، واما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع، كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات، ونرى ذلك طعامنا، واما المغازل فانما هي ظهر الارض، ولا نلبس إلا ما غزلنا من اوبار الإبل واشعار الغنم.
ديننا ان يقتل بعضنا بعضا، وان يبغي بعضنا على بعض، وان كان احدنا ليدفن ابنته وهي حية كراهية ان تأكل من طعامه، وكانت حالنا قبل اليوم على ما ذكرت لك، فبعث الله إلينا رجلاً معروفاً نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده، فأرضه خير ارضنا، وحسبه خير احسابنا، وبيته خير بيوتنا، وقبيلته خير قبائلنا، وهو نفسه كان خيرنا في الحال التي كان فيها اصدقنا واحلمنا، فدعا إلى امر فلم يجبه احد.
اول ترب كان له الخليفة من بعده، فقال وقلنا، وصدق وكذبنا وزاد ونقصنا فلم يقل شيئاً إلا كان، فقذف الله في قلوبنا التصديق له واتباعه، فصار فيما بيننا وبين رب العالمين، فما قال لنا فهو قول الله وما امرنا فهو امر الله، فقال لنا: ان بركم يقول: انا الله وحدي لا شريك لي، كنت اذا لم يكن شيء، وكل شيء هالك إلا وجهي، انا خلقت كل شيء وإليَّ يصير كل شيء، وان رحمتي ادركتكم فبعثت اليكم هذا الرجل لادلكم على السبيل التي انجيكم بها بعد الموت من غذابي ولأحلكم داري دار السلام.
فنشهد عليه انه جاء بالحق من عنده الحق، وقال: من تابعكم على هذا فله ما لكم وعليه ما عليكم، ومن ابى فاعرضوا عليه الجزية ثم امنعوه مما تمنعون منه انفسكم، ومن ابى فقاتلوه فانا الحكم بينكم، فمن قتل منكم ادخلته جنتي، ومن بقي منكم اعقبته النصر على من ناوأه.
فاختر ان شئت الجزية وانت صاغر، وإن شئت فالسيف، أو تسلم فتنجي نفسك.
فقال يزدجرد: اتستقبلني بمثل هذا؟.
فقال المغيرة: ما استقبلت إلا من كلمني ولو كلمني غيرك لم استقبلك به.
فقال:لولا ان الرسل لا تقتل لقتلتك، لا شيء لكم عندي، وقال ائتوني بوقر من تراب فاحملوه على اشرف هؤلاء ثم سوقوه حتى يخرج من ابيات المدائن.
ارجعوا إلى صاحبكم فأعلموه اني مرسل إليه رستم حتى يدفنه وجنده في خندق القادسية، وينكل به وبكم من بعد، ثم اورده بلادكم حتى اشغلكم في انفسكم بأشد مما نالكم من سابور.
ثم قال: من اشرفكم؟ فقال عاصم بن عمرو- وافتات ليأخذ التراب-: انا اشرفهم، انا سيد هؤلاء فحملنيه، فقال: اكذلك؟ قالوا: نعم. فحمله على عنقه فخرج به من الديوان والدار حتى أتى راحلته فحمله عليها ثم انجذب في السير ليأتوا به سعدا وسبقهم عاصم فمر قديس فطواه، وقال: بشروا الامير بالظفر، ظفرنا إن شاء الله تعالى، ثم مضى حتى جعل التراب في الحجر ثم رجع فدخل على سعد فأخبره الخبر.
فقال: ابشروا فقد والله اعطانا الله اقاليد ملكهم، وتفاءلوا بذلك اخذ بلادهم. ثم لم يزل امر الصحابة يزداد في كل يوم علوا وشرفا ورفعة، وينحط امر الفرس ذلا وسفلا ووهنا.
ومن خلال حوار النعمان بن مقرن والمغيرة بن شعبة من جهة، ويزدجرد من جهة ثانية تتكشف لنا العقلية التي يفكر بها الفرس:
انهم قساة بغاة يستخفون بغيرهم من الامم، فالعرب ليسوا اكثر من شعب خلق لخدمة الفرس، ويتحدث يزدجرد باسم قومه فيقول: «قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي، ولا تغزوكم فارس»، من العار على اهل فارس ان يفكروا أو يجهزوا انفسهم لغزو العرب، فأهل الضواحي ند للعرب، ولا يستحقون اكثر من هذا الاعداد.
ويقول ايضاً:
«ولا تطمعون ان تقوموا لهم» ان مجرد وقوف العربي امام الفارسي تعظيما وتبجيلا.. هذا الوقوف بحد ذاته تكريم للعربي- هكذا يرى يزدجرد-، اما الرسالة والرسول والوحي فهي امور لا تستحق من يزدجرد مجرد التفكير، وكل ما يراه ان العرب جياع عراة ومن الممكن ان يجوع عليهم بقليل من الطعام واللباس، بل ان يزدجرد مستعد ان يكرمهم اكثر؛ وينتدب ملكا فارسيا يرعى شؤون العرب.
غريبة هذه العقلية التي يفكر بها يزدجرد!! ان العرب عنده لا يستحقون ان يختار لهم ملكا ليستعمرهم ويتحكم برقابهم واموالهم وارضهم، وعندما رفض رسل سعد بن وقاص عروض يزدجرد اوكل لقائده رستم مهمة دفن المسلمين في خندق القادسية، وهذه هي العقلية التي يفكر بها الفرس !!.

> دحض فريه:

يقف اعداء الاسلام من المستشرقين والمستغربين امام الانتصار الذي حققه المسلمون على الفرس وقفة استغراب ودهشة، ويجهدون انفسهم في البحث عن تعليل بفقد هذا الانتصار روعته، وبعد طول تفكير قالوا:

كانت بلاد فارس قد دب فيها الهرم، وتفشت فيها امراض الشيخوخة عند ظهور الاسلام، ومن سنن التاريخ ان تتغلب الدولة الفتية القوية الناشئة على الدولة الهرمة الضعيفة المنهارة، وهذا القول مرفوض جملة وتفصيلاً للاسباب التالية:
كان كسرى انوشروان قبل عقود قليلة قد جدد فتوة الدولة الفارسية، وبعث فيها روح القوة والشباب، وقضى على المزدكية، واجرى الاصلاحات مالية وادارية وعسكرية، ثم جاء كسرى بن هرمز فتبوأت دولة فارس في عهده قمة المجد، ودانت لها معظم بلدان العالم، وفي الثالثة عشر من الهجرة اجتمع «رستم والفيرزان» واتفقا على تنصيب يزدجرد- وهو من اولاد كسرى- وهو ابن احدى وعشرين سنة، واستوثقت المماليك له، واجتمعوا عليه، وفرحوا به، واستفحل امره فيهم، وقويت شوكتهم به، اما قائد جيش الفرس رستم فلقد كانت تضرب الامثال بقوته ودهائه، وهو من اندر قوات الفرس، وكان يتولى قيادة جيش هو في عدده وعدته اضعاف الجيش الإسلامي.
وكانت حروب المسلمين مع الفرس شاقة جداً، لقد دامت اكثر من سبع سنين، كان المسلمون خلالها يفتحون الامصار ويعقدون معهم المعاهدات ثم ينقضونها، فأهل الحيرة العرب نقضوا عهدهم ثلاث مرات، ونقض عرب الانبار عهودهم مرات ووقفوا إلى جانب الفرس، فالمسلمون اذن كانوا يقاتلون الفرس والعرب معا، واستشهد من المسلمين في معاركهم مع الفرس اكثر من عشرين الف قتيل، وشهد خالد بن الوليد بخبرة وشجاعة الجندي الفارسي فقال: لقد قاتلت يوم مؤتة فانقطع في يدي تسعة اسياف، وما لقيت قوما كقوم لقيتهم من اهل فارس، وما لقيت من اهل فارس قوما كأهل أليس»، لقد كان المسلمون يخشون قتال اهل فارس، ويختارون قتال العرب أو الرومان عن الفرس الذين امتازوا بقوة السيطرة وشدة القتال:
لما مات الصديق ودفن ليلة الثلاثاء اصبح عمر فندب الناس وحثهم على قتال اهل العراق، وحرضهم ورغبهم في الثواب على ذلك، فلم يقم احد لأن الناس كانوا يكرهون الفرس لقوة سطوتهم، وشدة قتالهم، ثم ندبهم في اليوم الثاني والثالث فلم يقم احد، وتكلم المثنى بن حارثة فأحسن، واخبرهم بما فتح الله تعالى على يد خالد من معظم ارض العراق، وما لهم من الاموال والاملاك والامتعة والزاد، فلم يقم احد في اليوم الثالث، فلما كان اليوم الرابع كان اول من انتدب من المسلمين ابو عبيدة بن مسعود الثقفي ثم تتابع الناس في الاجابة.
افبعد حرب دامت سبع سنين، واستشهد فيها عشرون الفا من المسلمين وبعد شهادة خالد بن الوليد رضي الله عنه بقوة الفرس وشجاعتهم، ورواية ابن كثير التي تدل على كراهية المسلمين لقتال الفرس، افبعد هذا كله هل يبقى مجال ليقول قائل: ان فارس كانت في حالة احتضار!.
ليس هناك من هرم ولا شيخوخة بل ان المسلمين قاتلوا وهم يتمنون احدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، ولقد صبروا وصابروا رغم طول الطريق وغدر عرب العراق واستبسال الفرس، وسألوا الله النصر صادقين متجردين فاستجاب الله سبحانه وتعالى لهم ونصرهم على اعدائهم الذين هزموا في القادسية ثم في نهاوند والمدائن، ودخل قائد جيش المسلمين سعد بن ابي وقاص قصر كسرى وهو يتلو قوله تعالى «كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين».
وأرسل سعد كل ما في قصر كسرى من نفائس إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وأخذ عمر رضي الله عنه يقلب هذه النفائس في المسجد النبوي وهو يردد:
ان قوما ادوا هذا لأمناء !!
فقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه : لقد عففت فعفت رعيتك، ولو رتعت لرتعت. ثم قسم عمر ذلك في المسلمين، فاصاب عليا قطعة من البساط فباعها بعشرين الفا، وذكر البيهقي والشافعي رضي الله عنهما ان عمر بن الخطاب القى بسواري كسرى إلى سراقة بن مالك بن جعشم، وقال له: قل :الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز والبسهما سراقة بن مالك أعرابي من بني مدلج ثم قسم عمر الغنائم على المسلمين بعد ان خطبهم وبين لهم ان ملك كسرى ضاع بظلمه وجوره وان العدل اساس الملك وسر بقائه وديمومته.
وبهذه الاخلاق فتح المسلمون بلاد فارس وورثوا ايوان كسرى وصارت الشمس لا تغيب عن الولايات الإسلامية.
> الفصل الثالث/ مؤامرات الفرس بعد الفتح الإسلامي

> المبحث الأول: اغتيال الفاروق

لقد اندحر الباطل ممثلا بالجيش الفارسي الجرار امام الجيش الاسلامي الذي يرفع ألوية الحق خفاقة لا تقهر، وتهاوت حصون الجبابرة امام الذين رفعهم الاسلام، فصاروا سادة الدنيا بعد ان كانوا للاوثان عبيداً لا يطمعون ان يكونوا خدما لخيول كسرى، وادبر رستم والهرمزان يسعيان افسادا وكيدا، اما رستم فقد لاقى حتفه، واما الهرمزان فكان وامثاله يتمنون ان تبتلعهم الارض لينجو من ايدي المسلمين، وليس من سبيل امام معظم الفرس المغلوبين إلا ان يتظاهروا بالدخول في الإسلام، لكنه استسلام وليس ايمانا بالسلام، استسلام من يعتقد انها عاصفة لا بد ان تمرد، ولا بد ان يحني لها رأسه، ثم يعود ليرفعه من جديد، وقلة قليلة منهم هم الذين حسن اسلامهم واستقاموا على منهج الله.

وبدأت محاولات المجوس في الانتقام من المسلمين، وكيف لا يكون الامر كذلك وهم الذين اشربوا حب الغدر والتآمر ومردوا على الكيد والفوضى، وكانوا يعلمون علم اليقين ان الفاروق عمر بن الخطاب وراء فتح بلادهم وزوال ملكهم، فكان اغتياله باكورة حربهم لهذا الدين وحملته.
بدأت مؤامرة اغتيال الفاروق بتسلسل ابي لؤلؤة المجوسي والهرمزان إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم واتخذها موطنا لهم، وكان عمر بن الخطاب لا يحب ان يكثر الفرس والروم في المدينة، وفي عام 23 وبينما كان آخر حصون فارس تتهاوى امام الفتح الاسلامي، اقدم ابو لؤلؤة المجوسي على طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بخنجر مسموم كان قد صنعه لهذا الغرض.
روى ابن جرير ان عبدالرحمن بن ابي بكر قد رأى- غداة طعن عمر- ابا لؤلؤة والهرمزان وجفينة يتناجون، ولما رأوا عبدالرحمن سقط منهم خنجر له رأسان، وهذه الشهادة هي التي جعلت عبيد الله بن عمر يتسرع فيشتمل على سيفه فيقتل به الهرمزان، ويهم بقتل جفينة لولا تدخل عمرو بن العاص.
وقال عمر لابنه عبدالله: اخرج فانظر من قتلني؟! فقال: يا امير المؤمنين! قتلك لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، فقال: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل سجد لله سجدة واحدة.
واذن فاغتيال عمر بن الخطاب مؤامرة اشترك في تدبيرها المجوس والنصارى، وانفرد بتنفيذها ابو لؤلؤة المجوسي، واختاروا عمر بالذات لانه غرة في جبين الدهر، فبه اعز الله الاسلام واذل المشركين والمجوس.
واستمر الرافضة المجوس في حرب امير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد وفاته، ومن منهجهم في التشيع شتم عمر وما ذلك إلا لانه طهر الارض من ظلمهم واطفأ بيوت نارهم.

> المبحث الثاني: ماذا وراء تشيع المجوس لآل البيت؟!

في عام 35 وقع الخلاف المشهور بين امير المؤمنين علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان -رضي الله عنهما -فكان هذا الخلاف فرصة العمر التي لا تعوض عند المجوس فاعلنوا انهم شيعة علي، والوقوف مع علي رضي الله عنه حق، لكن المجوس ارادوا من وراء هذا الموقف تفريق كلمة المسلمين، واضعاف شوكتهم.

والدعوة لآل البيت ورقة رابحة تجد رواجا لدى جميع الناس، وخاصة عند العامة، ومن ذا الذي لا يحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ووقف عبدالله بن سبأ اليهودي وانصاره في الصف الذي يقول باحقية علي في الخلاقة، ومنذ ذلك الحين التحمت المؤامرت اليهودية مع كيد المجوسية ضد الإسلام والمسلمين، واراد المجوس من وراء الدعوة لآل البيت تحقيق الاهداف التالية:
1- رأينا في الفصل السابق- ايران قبل الاسلام- انه لا بد من عائلة مقدسة تتولى شؤون الدين ومن هذه العائلة المقدسة الحكام وسدنة بيوت النار، ومن اهم هذه العائلات ميديا المغان.
وفي تشيعهم لآل البيت احياء لعقائد زردشت ومانو ومزدك، وكل الذي فعلوه انهم استبدلوا المغان بآل البيت، وقالوا للناس بأن آل بيت رسول الله هم ظل الله في الارض، وان ائمتهم معصومون وتتجلى فيهم الحكمة الإلهية.
2- عندما افتتح المسلمون بلاد فارس تزوج الحسين بن علي رضي الله عنهما «شهربانو» ابنة يزدجرد ملك ايران بعدما جاءت مع الاسرى، وكان هذا الزواج من الاسباب التي ساعدت على وقوف الايرانيين مع الحسين بالذات؛ لأنهم رأوا ان الدم الذي يجري في عروق علي بن الحسين وفي اولاده دم ايراني من قبل امه «شهربانو» ابنة يزدجرد ملك ايران من سلالة الساسانيين المقدسين عندهم، واذن ففي تشيعهم لآل البيت احياء لعقيدة المجوس، ووقوفهم مع الحسين بن علي بن ابي طالب نابع من عصبيتهم الفارسية لاولاد شهربانو الساسانية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد