;

رسالة من الشعب 1134

2007-04-15 21:29:18


د/ كمال بن محمد البعداني

ونا فدائي لبلادي واهب دمِّي هدية

دارس كيد الأعائي والأفكار الردَّية

هكذا ترددون هذا الشعار وغيره بمعسكراتكم في طوابير اللياقة البدنية قبل إشراقة كل صباح، وها انتم تطبقون هذا الشعار على ارض الواقع في منطقة صعدة وتسكبون دماءكم هدية من اجل اليمن.

فقبل ان نبدأ معكم الكلام لا بد ان نقف لكم وقفة اجلال واحترام، فانتم كوكبة العصر وكتائب النصر، فماذا نقول لكم؟ هل نقول ان الدماء التي تسيل من جراحكم هي عندنا اطيب من ريح المسك؟ وان العرق الذي يتصبب منكم في المعركة هو عندنا اشذى من العطر؟ وان غبار اقدامكم هو عندنا اغلى من الف قلم يحاول اصحابها النيل منكم؟ وهو نقول ان خوذة الجندي منكم لا تساويها الف عمامة سوداء وهي عندنا اغلى من تاج كسرى ؟ حتى وإن قلنا كل ذلك فلن نوفيكم حقكم نعم لن نوفيكم حقكم يا رجاءنا بعد الله ويا عزوتنا! ويا سيوفنا! إذا جاءت المنازلة ويا فخرنا! إذا اتت المفاخرة. . اعلموا -ينصركم الله -ان معركتنا هذه لها من بعدها، وان نتيجتها ينتظرها الجميع من عرب وفرس، كما قال الفاروق عمر في معركة القادسية، فالله الله لا يؤتى الإسلام من قبلكم وانتم قلعته وانصاره وعدته وعتاده، ولا يؤتى اليمن من قبلكم وانتم حماته وفلذات اكباده، فثقتنا بعد الله هي بكم وبتضحياتكم فأنتم لم تخذلونا في يوم من الأيام ولم تتركونا لمأدبة اللئام، فهل يرضيكم ان يطاردنا فيلق «غدر» وان يعبث بنا جيش المهدي ؟ وهل يرضيكم ان تسود فينا ثقافة «الدريل» وان تكون رؤوسنا هدفاً له؟ هل يرضيكم أن تظهر في شوارعنا صبيحة كل يوم جثث مجهولة الهوية أو يكون القتل على الهوية؟! فانتم تعلمون ان ثقافتهم واحدة ومدرستهم واحدة وملتهم واحدة، فهم ان يثقفوكم لن يرقبوا فيكم ولا فينا إلاً ولا ذمة. . فقاتلوهم واستعينوا عليهم بالصبر والصلاة «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم» حتى لا يحل الظلام بعد النور والتمزيق بعد الوحدة، وحتى لا تتحول ايامنا إلى مآسٍ وضرب بالسياط والسلاسل. . قاتلوهم يا احفاد الفاتحين! واخلصوا لله النية، ولن يخذلكم الله ابداً فانتم من احفاد جيل الفداء، أوليس سعد من اجدادكم الذي اهتز لموته عرش الرحمن، وكذلك جابر شهيد يوم احد والذي كلمه الله بلا ترجمان، وحنظلة الذي غسلته الملائكة يوم التقي الجمعان؟. . فها انتم من كل انحاء اليمن الواحد تسطرون ملحمة يمنية رائعة لتأكدوا ان اليمن ستبقى واحدة موحدة مابقي الليل والنهار بإذن الله.
اجدادكم قاتلوا المرتدين في القرن الاول الهجري، وها انتم تقاتلونهم في القرن الخامس عشر الهجري، نعم. . وإلا ماذا نسمي الذي منع الزكاة وعطل الجمعة وفرق الجماعة وطعن في زوجات الرسول واصحابه العدول؟ وهل بعد قول العلماء من قول ؟! فأنتم تعرفون ما قاله العلامة الحجة محمد بن اسماعيل العمراني وغيره من العلماء في شأن هذه الفئة الباغية، فهنيئاً لكم فقد شرفكم الله دون غيركم في التصدي لهذه الفئة الضالة المضلة، وثقوا جميعاً اننا معكم وندعو لكم، وكيف لا نكون كذلك وانتم درعنا الواقي وسورنا الحامي؟ نحن من غيركم كاللفظ بلا معنى، فأنتم الباب إذا كسر تخطفتنا ايادي الغدر والخيانة، ولنا فيما حصل في بعض البلدان العظة والعبرة، فتأملوا إلى ماضيكم العريق وحاضركم المجيد وتذكروا من ضحوا قبلكم من اجل عقيدة اليمن وثورة اليمن ووحدة اليمن، فإن اسماءهم لا زالت محفورة في قلوبنا وستظل كذلك ما بقي الدم ينبض في عروقنا.

اجدادكم هم الذين اطفأوا نار فارس ونشروا احاديث الرسول في المجالس فلا يأتي احد من خلف البحار ليزايد علينا في ذلك، فقولوا لمن يفعل ذلك:
هل أشرق الفجر إلا من مآذننا

وهل هما الغيث إلا من مآقينا

حتى النجوم على هاماتنا سجدت

والشمس في حسنها قامت تحيينا

اعلموا -نصركم الله- ان هناك شيئاً مهما لا بد ان تعرفوه وهو ان جبال صعدة ووديانها وحقولها ومزارعها ستسجل في ذاكرتها وتحفظ في ارشيفها اسماءكم واحداً واحداً افراداً وضباطاً وقادة، ثم تقدمها للتاريخ وللأجيال القادمة مشفوعة بشهادة تقول :« نشهد ان هؤلاء قد ضحوا وصبروا وصابروا وجاهدوا لكي تظل اليمن صحيحة العقيدة، وعربية الهوية، ونشهد ان هؤلاء تقدموا ولم يتراجعوا وشمّروا ولم يتقاعسوا»

وعند ذلك لايسع الجميع إلا ان ينحنوا اجلالاً وتبجيلاً وإعجاباً بكم وببطولاتكم، فنسأل الله ان ينصركم ويشفي جرحاكم ويرحم شهداءكم.

وفي الاخير لانجد ما نقوله لكم إلا ما قاله الاعرابي الذي كان يسير في الصحراء فداهمه الظلام فتوقف عن السير، وفجأة ظهر القمر فرفع هذا الأعرابي رأسه إلى السماء وقال: «يا قمر! إن قلت جمّلك الله فقد جملك. . وإن قلت زينك الله فقد زينك. . وإن قلت رفعك الله فقد رفعك. . فليحفظك الله لنا يا قمر! لكي تبدد الظلام إذا ظهر».

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد