;

إمبراطورية الكذب الفارسية 1442

2007-04-15 21:32:08

محمد طاهر أنعم

خسر الشيعة خسارة شعبية كبيرة جداً في المجتمعات الاسلامية بعد قضية اعدام صدام حسين، وقد جاءت تلك الحادثة لتضع حدا للتعاطف المتنامي مع البطولات الشيعية الزائفة التي قام بها حزب الله اللبناني اثناء المواجهة المفتعلة مع دولة الكيان الصهيوني، والتي دمرت لبنان البلد والاقتصاد من أجل مصالح طائفية.
ونسجل هنا ملاحظتنا للاهتمام الشديد عند الشيعة لاستخدام الوسائل الإعلامية، ومحاولة اكتساب المتعاطفين في الشعوب المسلمة ولو بأساليب ملتوية وتمثيليات متعددة، ولهذا الامر سبب مهم وهو عقيدة تصدير الثورة التي اعلنها الخميني زعيم الثورة الايرانية والذي اعتبر فيها ان المذهب الاثني عشري الجعفري هو عقيدة الدولة وانها ملتزمة بتصديره لكل الدول الاسلامية بشتى الوسائل، ولذلك يحرص اولئك القوم على انتزاع الاعجاب من الشعوب المسلمة لتصرفاتها حتى يسهل تقبل فكرة التشيع ونشره في اوساط تلك المجتمعات.
ومن تلك الامور الدعائية الكاذبة لجمهورية ايران الاسلامية مسألة الشيطان الأكبر، والتصريحات النارية ضد الولايات المتحدة الاميركية، وانها عدو الامة المسلمة، ويجب التصدي لها والوقوف في وجهها، وانها دولة محاربة للاسلام لا مكان للتعاون معها أو الهدنة، وقد ملأ الايرانيون الدنيا ضجيجاً بهذه الشعارات، وكانت تخرج الاخبار مرة بعد أخرى، بتعاون إيراني سري مع الولايات المتحدة في بعض المجالات بل مع اسرائيل في مجالات اخرى، وما فضيحة ايران كونترا الدولية إلا احدى تلك الاخبار الموثقة، والتي كان المسؤولون الايرانيون يستميتون في نفيها وتكذيبها رغم وجود الدلائل المفحمة حولها، ولكن قمة التناقضات الايرانية حصلت في العقد الاخير لما جاءت الولايات المتحدة الاميركية «الشيطان الأكبر» بجيوشها واساطيلها إلى بلاد المسلمين وإلى المنطقة التي تقع فيها جمهورية ايران الفارسية، وكان الكثير يتوقعون مقاومة ايرانية قوية للشيطان الاكبر، واعاقة لجهوده في المنطقة، لكن الذي حصل خلاف ذلك، ويكشف الوجه القبيح لامبراطورية الكذب الفارسية، فقد تعاون الايرانيون مع الجيوش الاميركية الغازية لاحتلال افغانستان والعراق، وتفاخر نائب وزير الخارجية الايراني بعد سقوط العراق انه لولا مساعدة ايران للولايات المتحدة الاميركية لما استطاعت احتلال تلك الدولتين- يقصد العراق وافغانستان-.
تلك كانت التمثيلية الكبرى، وقامت ايران بتمثيليات اخرى متعددة منها حركات حزب الله اللبناني المراهقة في الجنوب اللبناني، والتي كان يرهن فيها البلد اللبناني للاعتداءات مقابل تحقيق مكاسب للامبراطورية الفارسية ولتخفيف الضغط على ملفها النووي في مجلس الامن، وكأن ايران وعملاءها في المنطقة يريدون ان يقولوا: لا تضغطوا علينا في موضوع الملف النووي فنحن قادرون على ان نشغلكم في اماكن متعددة منها هذه المنطقة، وقد استغرب كثير من المراقبين من تصريحات زعيم حزب الله اللبناني نصر الله بعد الحرب انه لو كان يعلم ما ستؤول إليه عملية خطف الجنديين لما اقدم عليها، ومدار الاستغراب اعتراف زعيم الحزب بهذه النتيجة المأساوية لتلك العملية وما اسفرت عنه من حرب مدمرة، مقابل عدم اعتراف بقية الشيعة والمفتونين بهم في البلاد العربية بهذه الهزيمة النكراء، واعتبار ان ما حصل انتصار عظيم للميليشيات الشيعية اللبنانية التي يسمونها المقاومة ضد جيش الكيان الصهيوني، وفي ذلك مغالطة تاريخية وواقعية وسياسية بينة، تحركها الرغبة في تصدير الثورة الشيعية، واعطاء مثل للبطولات الشيعية الزائفة لاكتساب مزيد من الاتباع.
وربما يكون الشيعة قد نجحوا في تلك البطولات واستطاعوا اكتساب بعض الناس من جهلة المسلمين ومتحمسيهم بغير ضوابط، كما خرجت الاخبار عن تشيع مجموعة من العائلات في الاردن وفلسطين وسوريا ومصر، تلك البلاد التي لا يوجد فيها الشيعة اصلاً، ولم يلمس الناس شرهم ولا ضلالهم وانحرافهم، كما ان بعض اساطين العلمانية في البلاد العربية اخذوا ينفخون في رماد البطولات الشيعية في محاولة تسجيل موقف ضد خصمهم اللدود، وهو الصحوة الاسلامية السنية بطوائفها المتعددة وخاصة مجموعات المقاومة الاسلامية في العراق وفلسطين وافغانستان والصومال وغيرها.
وبعد قضية اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين خسر الشيعة كثيرا مما بنوه من التعاطف الشعبي في الشارع العربي والاسلامي، ورأى الناس كيف ان هؤلاء القوم دمويون وحاقدون واصحاب قلوب سوداء وعقائد فاسدة، فانتشر السخط ضدهم في كل مكان مما جعل اساطين السياسة الايرانية يسعون بقوة لتسجيل مواقف زائفة سريعة لاعادة اكتساب التعاطف الشعبي مع تلك الدولة وذلك المذهب.
وكل تلك المحاولات الواهمة انما تقوم على اساس اخفاء الوجه القبيح للشيعة واعمالهم في العراق وافغانستان، بل وفي الداخل الايراني والتعامل الوحشي مع الاقليات العرقية والاقلية السنية الكبيرة في البلاد والتي تتواجد في المناطق العربية الجنوبية والجنوبية الغربية، وفي المناطق البلوشية الجنوبية الشرقية، وفي المناطق الكردية الغربية.
والعملية الاخيرة لاحتجاز البحارة البريطانيين والافراج السريع والغريب عنهم هي تمثيلية جديدة لامبراطورية الكذب الفارسية، فالشكوك تحوم حول كيفية القبض عليهم ومكان القبض، وطريقة نشر الاعترافات، كما ان التأكيدات الايرانية كانت تجزم انهم سيحاكمون وفق القضاء الايراني، ولا يمكن اطلاق سراحهم إلا باعتذار الحكومة البريطانية، ثم اطلقوا فجأة دون محاكمة ودون اعتذار معلن، وكانت تلك الامور لاكتساب مزيد من الرأي العام الشعبي فقط، ولكن ما يجري في الخفاء مختلف، وهي صفقات لصالح تلك الامبراطورية، وقد آتت بعض ثمارها في التواصل مع البريطانيين «اعوان الشيطان الأكبر» وفي اشادة الاميركيين والاوروبيين بالتعقل الايراني وبحسن التصرف، وكلها تصب في المسألة الايرانية الاهم بالنسبة لهم وهي مشروع السلاح النووي الفارسي الشيعي، والذي لن يكون خطره متوجها سوى ضد الدول السنية العربية والإسلامية، والتاريخ شاهد، فلم تطلق ايران رصاصة واحدة ضد الشيطان الاكبر الاميركي، ولا ضد معاونيه البريطانيين، ولكنها اطلقت مئات آلاف الطلقات ضد الحكومة العراقية، ولصالح الميليشيات العراقية الشيعية التي تسفك الدماء السنية الطاهرة في العراق، وتعاونت مع المحتل الاميركي في افغانستان والعراق، وتدعم حركات التخريب بالمال والسلاح في البلاد العربية والاسلامية مثل «باكستان، اليمن، السعودية، البحرين، الكويت، ولبنان» وغيرها من ضلالات امبراطورية الكذب الفارسية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد