عبدالفتاح البتول
في الحوار الذي اجرته معه صحيفة «الصحوة» يوم امس الاول ظهر المدير الاقليمي للمعهد الديمقراطي الأميركي مرتبكاً ومتناقضاً ومداهناً فهو عندما يدق الحزب الحاكم يتجه بسرعة لدق احزاب المعارضة، واذا مدح احزاب اللقاء المشترك استدرك سريعاً ومدح المؤتمر الشعبي العام، والحاصل ان- بيتر ديمتروف- مسؤول المعهد الديمقراطي في اليمن يقدم نفسه وتقدمه الصحيفة بأنه مدير اقليمي ثم يقول في ثنايا الحوار «نحن في طريقنا إلى التحول إلى مكتب اقليمي في المنطقة !! ثم يضيف في تناقض واضح وهو «المكتب الوحيد في الخليج والجزيرة !!».
وهذا كلام ينقض آخره اوله !! فما الفرق بين مكتب اقليمي في المنطقة ومكتب اقليمي في الخليج والجزيرة؟ أليست المنطقة هي الجزيرة والخليج، ام يريد ان يقول لنا انه يقصد بالمنطقة، المنطقة العربية كاملة الجزيرة والخليج وبلاد الشام وبلاد الرافدين ووادي النيل وبلاد المغرب العربي؟! انها فعلاً حذلقة وفهلوة خالية من الحقيقة والمصداقية، ف«بيتر ديمتروف» يعرف اكثر من غيره انه والمعهد الديمقراطي غير مرغوبين في البلاد العربية والاسلامية وان مكتب المعهد في البحرين تم اغلاقه رسمياً بعد ثبوت تورطه باعمال استخبارية وتدخل في الشؤون الداخلية بصورة استفزازية وهذا ما يحدث في كل دولة يتواجد فيها المعهد بما فيها جمهورية مصر العربية التي رفضت فتح فرع للمعهد وهذا ما دفع المدير الاقليمي لأن يؤكد في نهاية حواره مع الصحيفة عدم وجود رغبة حقيقية للتحول الديمقراطي في مصر !! في المقابل فإن هذا الرجل يقول «ونحن نعمل في اليمن في ضيافة هذا البلد الجميل» لماذا كل هذا الغزل والتغزل بهذا البلد الجميل؟ ولماذا تريدون تشويه هذا الجمال؟ ولماذا لا تحترمون هذه الضيافة يا سعادة المدير الاقليمي فانت تقول انكم لا تفرضون اي حلول وتقدمون الدعم الفني مثل اي منظمة اخرى تعمل في اليمن!، بينما الاجابات السابقة ومجمل ما دار في الحوار الذي اجراه الزميل راجح بادي يحمل اثبات وتأكيد على انكم تتجاوزون الدعم الفني الخالص لوجهه الكريم والمجرد من الاهواء الأميركية والرغبات الغربية في التدخل في الشأن السياسي، فقد ورد في احدى الاجابات على لسان المدير الاقليمي لننتقل منها إلى النهاية المنشودة لتحسين ظروف العمل وحياة المواطنين وتعزيز قدرات البلد لجذب الاستثمارات من اجل حياة افضل؟! لا تظنوا ان هذا تصريح لوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ولا وزير الصناعة والتجارة !! بل انه من كلام «بيتر ديمتروف» الذي يزعم ان عمله يقتصر على الجانب الفني، بينما نراه في العبارة السابقة وكأنه يقدم برنامجه الانتخابي!!.
بقي ان نعرف ماذا يقصد المدير الاقليمي من قوله: وعملنا يتطلب احياناً نوعاً من الهندسة الاجتماعية ولا بد من معرفة المجتمع الذي نعمل فيه حتى نستطيع ان نرفده بالعمل الفني اللازم. . !!.
ما علاقة معرفة المجتمع بالدعم الفني، ثم ما هو تعريف مصطلح «الهندسة الاجتماعية» وعلاقة ذلك بالهندسة الوراثية!! وتصحيح علامات الدوائر الانتخابية !! وكم عدد المكاتب الاقليمية للمعاهد الأميركية الديمقراطية في البلاد العربية والإسلامية.
