صادق يحيى الروحاني
مالبثت ان هدأت حتى انفجرت من جديد ولكن هذه المرة اشد فتكاً واوسع مساحة.. ولكن مايثير الانتباه ويدعو للتأمل هو أن الأزمة وسائر الأزمات في المنطقة تأتي بعد التدشين الرسمي من وزيرة الخارجية الأميركية كوندي في اعلانها الشهير بإطلاق الفوضي الخلاقة في المنطقة برمتها، وهناك اوجة تشابه كثيرة بين الأزمتين.
فما يحدث هناك في صعدة هي تلبية لدعوة كوندي، حدث مثل هذه الدعوة عندما أطلق بوش الأب في حرب الخليج الأولى أو حرب تحرير الكويت حينما خاطب الشيعة في الجنوب بأن يثوروا على نظامهم ورئيسهم وجيشهم الذي كان في حالة انكسار وخروج من الكويت، وعدهم بالحماية ولكنه خدعهم بعد ان ثاروا على جيشهم وطعنوه في الخلف فتركهم بوش لمصيرهم الأليم.
- حركة التمرد عندنا لا تملك أي مشروع سياسي أو أي خطاب جماهيري مقنع يتبنى قضايا الأمة .. غير مظلومية الشيعة والزيدية والأحقاد الماضوية.
- في العراق نفس الشيء فبدل مقاتله المحتل الهو الشعب عن ذلك باستقدام آلام الماضي وأحزانه فجيشوا الجيوش للثأر للحسين من الأمويين.
- مفردات خطابهم هو «البعثيون الصداميون، الوهابيون،الزيدية المظلومة، والاثنا عشرية المنكوبة في اليمن» سمعنا عن مجلس مزعوم اطلق عليه المجلس الشيعي الاعلى في اليمن واعلن نفسه عصام العماد بأنه رئيسه اي رئيس المجلس الشعبي في اليمن، ولكن خطابه كان مليئاً بالمفردات السابقة وهي المستعملة في قتل المقاومة في العراق «بعثيون وصدامون» فقد وصف الرئىس بأنه بعثي وهو مظلة للبعثيين بحكم ان معهم كثيراً من قادات العراق السابقة تعيش في اليمن وعدها نقيصة وليست مكرمة وشهامة ومروءة . وقد نالت استهجان كل أبناء الشعب.. ورد على لسانه ايضاً «الوهابيون» كما وردت على لسان يحيى الحوثي بأن الدولة تدعم الوهابيين التكفيريين ....الخ.
أما الزيدية المظلومة وما هنالك من تهويمات وحراثة في الماء فحدث ولاحرج، إنه النفس الطائفي والعنصري المقيت؛ فخطاب الداخل والخارج يعيش حبيس الافعال الماضوية وكأن الطابعة واحدة والطباع واحد.. وهي نفس المظلومية التي يدعيها الاثنا عشرية في العراق من قبل النظام السابق، وأنا على ثقة بأن كل مصطلح يطلقه عملاء المتحل في العراق هي مصطلحات متفق عليها سلفاً ولا علاقة لها بأي خلاف تاريخي بين السنة والشيعة، إنما هي لإقناع العوام كون الذين يستخدمونها هم حملة العمائم السوداء والعملاء.
- لم يعرف الناس خارج العراق مصطلح سني وشيعي إلا بعد دخول المحتل العراق، وقد عملوا على صبغ تلك الأحداث بهذه الصبغة، وهي نفس الصبغة والصبغة التي يتحدث بها متمردو صعدة وهي امور يباركها الأميركان ويدعمونها في العراق فكيف لا يدعمونها في اليمن.
- هنا في اليمن ادعى هؤلاء تمثيلهم للزيدية وهو كلام خاطئ وهم في الحقيقة اثنا عشرية فهم يقاتلون الدولة الشرعية.
وفي العراق نفس الفئة هي التي تقاتل الوطن وأبناءه مع المحتل.
- في العراق الأحزاب الشيعية والعلمانية - حزب الدعوة - جيش المهدي - فيلق بدر - المؤتمر الوطني، هي من تقوم بالمذابح اليومية والتفجيرات والإبادة الجماعية للشعب العراقي .. ولم يعتر الأميركان ولا الحكومة العميلة لهم على أي دليل على ذلك .. فتقيد المجازر ضد مجهول وتغلف بغلاف الماضي المبني للمجهول : عُبِثر على كذا جثة مجهولة الهوية.
- وفي اليمن يحملون السلاح على الشعب ويقتلون ويذبحون ولم يدخلوا دائرة الإرهاب الأميركية كما لم يدخل رفاقهم في العراق دائرة الارهاب أميركياً.
إنما اذا مات حمار في صحراء دار فور سارع الأميركيون والبريطانيون إلى إلصاق التهمة بالحكومة السودانية.
وفي اليمن الارهابي في نظرهم هو الشيخ/ القابع في بيته أو في جامعته وسلاحه القلم والورقة هذا هو الارهابي عند الاميركيين.
- الشعار او الصرخة كما يسمونها نصها الموت لأميركا الموت لإسرائىل اللعنة على اليهود النصر للإسلام...
ولم يقتلوا الا المسلمين اليمنيين..أظن لهذا السبب لم يصدق الأميركيون الشعار؛ الدم المسال بلدي وهو المطلوب إيرانياً وأميركياً.
وهو في العراق كذلك لم يقتلوا إلا عراقيين.
- في العراق يقتلون الأبرياء ويدمرون الحاضر من اجل الماضي فدمروا الوطن من أجل الوثن، وحاكموا جرم السابق على اللاحق - نفسه يحدث هنا في اليمن.
فهم ينقلون من الماضي الاحجار والصخور ليعيقوا مسيرة الأمة نحو المستقبل كما يقول الامام الغزالي .
في العراق انبرى الشرفاء من اهل الجنوب من الشيعة امثال آيه الله حسين المؤىد والسيد جواد الخالصي وتبرؤوا من هؤلاء العملاء وانحازوا لتراث آل البيت الحقيقي الذي نجله ونحترمه.
«في اليمن انبرى الشرفاء والمخلصون من أبناء آل البيت ومن علماء الزيدية وقالوا كلمتهم بأن الزيدية بريئة مما يدعو إليه الحوثيون. - حاملات الطائرات الإميريكية تحمي المشروع الطائفي في العراق بل ان الفرس الذي امتطاه الإيرانيون لنشر هذا الفكر هو البغل او الفرس الأميركي، وهذا يفسر خضوع الحكومة لدعم هؤلاء سنين إنها الشراكة، فإيران وأميركا وجهان لعملة التفتيت البائرة.