عبدالفتاح البتول
في إطار نقد ومحاربة ظاهرة العنف والإرهاب يقع العديد من الكتاب والمثقفين والصحفيين في تناقضات واضحة واخطاء فاضحة حيث تظهر شجاعتهم وتبرز مواهبهم عندما يكتبون ويتناولون الاعمال الارهابية التي تحدث هنا وهناك، ولا يترددون في ادانة تفجيرات الدار البيضاء- ومعهم حق في هذا ولكنهم في الوقت الذي يقوم هؤلاء بالتهويل من الإرهاب الذي ينتشر في شرق العالم الاسلامي وغربه- حسب تعبير احدهم- فانهم يتجاهلون الارهاب الحوثي والاعمال التخريبية التي تقوم بها الشرذمة الإجرامية والفئة الضالة التي تمارس العنف والإرهاب وتقوم بالهدم والتخريب في بعض مناطق صعدة، ومع توسع عمليات الارهاب الحوثي وتنوع وسائله واساليبه وما يؤدي إليه من سفك الدماء وزعزعة الامن والاستقرار وكل ما يحدث في صعدة من قبل الفئة الضالة لا يحرك لهؤلاء الكتاب والصحفيين جفناً ولا يهز لهم رمشاً، يحاربون الغلو والتشدد في مصر والجزائر والمغرب ومصر ويحذرون من الخلايا النائمة والمستيقظة، وينكرون التفجيرات التي حدثت والتي ستحدث، مؤكدين على ان ما حدث في تفجيرات الجزائر والدار البيضاء الاخيرة جسدت صورة بشعة لثقافة الارهاب والتعصب وان هذه الاعمال تشويه لصورة الاسلام وتحريف لرسالته السامية، وكل هذا حق وصدق لأن استباحة الدماء وانتهاك الاعراض والتفجير والتخريب اعمال محرمة شرعاً، ومرفوضة عقلاً وقد أكدت الشريعة الاسلامية على حفظ الانفس والاموال والاعراض، وحرمت انتهاكها، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه ودمه» وبكل وضوح وصراحة وشفافية فإن ما يجري في بعض البلدان العربية والاسلامية من سفك للدماء البريئة وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة يعتبر عملاً إجرامياً وفعلاً ارهابياً، الاسلام منه بريء فهل يملك كتاب الاثارة والشجاعة حتى يقولوا كلمة حق ويكتبوا سطر أو عدة سطور في محاربة الاعمال الاجرامية والارهابية التي يقوم بها- الحوثيون- ضد الدولة والمجتمع، اليس ما يحدث ارهاباً واجراماً لا يجوز بعد الآن السكوت عنه أو الحياد في المعركة الدائرة معه.. الم يأن لهؤلاء الكتاب والصحفيين والمثقفين والسياسيين ان يحددوا موقفهم بدون اي لبس أو تمويه.. وان يقولوا رأيهم بوضوح حول ارهاب ما يسمى بالحوثيين؟!
كم نتمنى على كاتب وصحفي مثل احمد الحبيشي ان يقوم في لحظة صدق بالكتابة عن فتنة الحوثي وتمرد الحوثيين باعتبار ما يحدث إرهاباً أو على الاقل عنفاً واجراماً، اليس الحديث عن احداث صعدة اولى واهم من الحديث عن طالبان- وحكمتيار وتماثيل بوذا واغاني هيفاء وهبي !! ان ما يقوم به بعض الكتاب والصحفيين يمثل خيانة لشرف الكلمة وامانة المسؤولية وخاصة عندما يتجاوز الامر مسألة الحياد والتجاهل ويصل إلى الوقوف مع التمرد والمتمردين والتبرير لهم وتشكيل غطاء سياسي واعلامي لاعمالهم الارهابية وافعالهم الاجرامية «والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر» ولله الامر من قبل ومن بعد.