د. كمال بن محمد البعداني
ان ما يجري في صعدة لشيء عجاب شعار يردد ودماء تسفك ودول تدعم، والمستهدف من الشعار تفصلنا عنه قارات وبحار وانهار، وانا هنا اخاطب كل من له قلب أو القى السمع وهو شهيد فاقول: والله ثم والله! لا ينخدع بهؤلاء المتمردين إلا واحد من اثنين اعمى القلب اعمى البصيرة أو متبع لهواه ويبحث عن مجد غابر.
وإلا فمن المعروف ان الحلال بين والحرام بين وفي صعدة ليس بينهما امور متشابهات ابدا إلا لمن اراد ذلك، فالموت لأميركا كلمة ازهقت بسببها أنفس وهدمت منازل وشردت اسر مع ان الامر بمنتهى السهولة بالنسبة لهؤلاء الذين يزعمون محاربة أميركا، فهاهم الأميركان في العراق ولن يعدم هؤلاء الوسيلة للذهاب إلى هناك لو كانوا صادقين فنحن نسمع باستمرار من القنوات الفضائية عن استشهاد الكثير من ابناء الدول العربية اللذين ذهبوا إلى هناك لمواجهة الأميركان بما فيهم شهداء من ابناء اليمن، وكل هؤلاء ذهبوا بدون موافقة حكوماتهم أو رضاها ولكنهم ذهبوا بطرقهم الخاصة.
اما اصحابنا «لا الحقهم الله خير» فقد اقنعهم اسيادهم بأنهم سيختصرون لهم المسافة ويقربون لهم الأميركان إلى صعدة ومن ثم اقنعوهم ان رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي السابق هو من بيت «مجلي» في صعدة، وديكتشيني نائب الرئىس الأميركي هو من بيت «العوجري» وكذلك الجنرال جون أبي زيد فهو من بيت «شويط» واسمه الحقيقي «ناجي زيد».
ثم صوروا لهم ان قبيلة همدان بن زيد تمثل الحزب الجمهوري الأميركي، وقبيلة خولان بن عامر في صعدة تمثل الحزب الديمقراطي، واكدوا لهم ان عائلة كندي الأميركية الشهيرة هي من بيت «مناع» في صعدة وطلبوا منهم ان يتخيلوا ان جميع مشائخ صعدة أهم اعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي لذلك لا بد من قتالهم والقضاءعليهم، اما افراد الجيش هناك فهم في نظر هؤلاء من المارنز الأميركي حتى ولو لم يملكون عيون زرقاء أو يلبسون النظارات السوداء وحتى لو كانت اسماؤهم يمنية فإن ذلك فقط تمويه من جانب الحكومة وإلا فالذي اسمه «ناجي» من افراد الجيش هو في الحقيقة «جون» والذي اسمه «قايد» هو في الاصل «ديفد» ..وهكذا.
هل تتصورون انهم يعتقدون أنهم كل ما اكثروا القتلى من ابناء صعدة فإن أميركا تقوم ولا تقعد وان الرئيس الأميركي بوش لا ينام الليل بسبب ما يجري للسكان الأميركان في صعدة، وقد وصل بهم خيالهم المريض إلى أنَّ السيدة كوندليزا رايس وزير الخارجية الأميركية قد توشحت بالسواد وازدادت سواداً فوق سوادها وقعدت في بيتها تبكي «وتولول» بل وقد وصل بها الامر بأن اخذت تشج رأسها بالسكين وتضرب ظهرها بالسياط والسلاسل- كما يعمل الروافض- حزناً على النساء الأميركيات من سكان صعدة اللاتي يقتلن، لذلك فقد اكثر هؤلاء المتمردون من قتل النساء لقناعتهم بأنهن أميركيات وان الحكومة الأميركية تستخدم التمويه بالنسبة لاسماء النساء هناك، وإلا فالتي اسمها «كاتبة» هي في الحقيقة «كاترين» والتي اسمها «دولة» هي «داليا».
وطبعاً ما دام ان هذا هو تصورهم فان الواحد منا يتخيل ان الهمبرجر منتشر في مطاعم صعدة اكثر من الملوج وان محلات البيتزا اكثر من محلات السلتة.
أرأيتم ايها السادة اي مأساة نعيشها مع هؤلاء انه الضلال بعينه وما اخطر الضلال وما اسوأ آثار ونتائج وعواقب الضلال وما افضع خسارة المضلين عند الله يوم يلقون الله تعالى وقد اضلوا عباده.
نعم. كيف سيلقى الله مسيلمة الكذاب وقد اضل الكثير من عباده؟!.
وكيف ستلقاه سجاح التي ادعت النبوة واضلت الكثير من خلقه؟!.
وكيف سيلقاه حسين الحوثي وابوه من قبله واخوانه من بعده؟!.
نعم. كيف سيلقون الله وقد اضلوا المئات وقد سفكت الدماء وهدمت البيوت وخربت المزارع بسبب شعارهم الكاذب الذي يخدعون به البسطاء بينما نعلم جميعا ان لهم اهدافاً محددة هي نشر الاثنى عشرية في اليمن وعودة الامامة، ولهذا فقد تنبهت لهم القبائل اليمنية العريقة هناك عراقة همدان بن زيد وخولان بن عامر تنبهت لهؤلاء ووقفت سدا منيعا امام افكارهم واطماعهم لذلك فإن ابناء اليمن لن ينسوا ابدا المواقف الشجاعة للقبائل اليمنية هناك ابتداء من الشيخ الوطني عثمان مجلي مرورا ببيت مناع وبيت شويط وغيرهم من ابناء القبائل هناك.
نعم يا اهلنا في صعدة! فانتم جمرة العرب وحماة الثغور.
ان ابناء اليمن لن ينسوا انكم وقفتم امام الزحف الصفوي الامامي وقفتم لكي تظل اليمن صحيحة العقيدة وعربية الهوية ورايتها جمهورية، فنقول لكم: بيض الله وجوهكم ورفع قدركم وخلد ذكركم فانتم الاحرار وابناء الاحرار.
لقد رفضتم العودة إلى العبودية بعد الحرية وإلى الظلام بعد النور فإن الفكر الذي يحمله هؤلاء يقسم الناس إلى احرار وعبيد ويا ليت القبائل العربية في جنوب العراق فعلت مثلكم قبل حوالي «180» سنة.
نعم. ليتها فعلت ووقفت ودافعت امام الفكر الصفوي الاثنى عشري الفارسي الذي تسلل إليها من بلاد فارس تحت عباءة محبة آل البيت عليهم السلام.
نعم. ليت شيوخها ورجالها وقفوا ورفضوا فلو فعلوا ذلك لما كان حالهم كما اصبحوا عليه الآن من الذلة والخضوع وتقبيل الايادي القادمة من فارس وهم يعتقدون انهم يتقربون إلى الله بفعلهم هذا!.
اين هم الآن؟! اين ذهب صيتهم؟!.
لقد ذابوا وسط العمامات السوداء القادمة من بلاد فارس باسم آل البيت.
نعم. اين هذه القبائل الآن؟!.
فهل تحس منهم من احد أو تسمع لهم ركزا؟!.
اعلموا يا قبائلنا في صعدة ان الابناء والاحفاد سيتذكرونكم بكل فخر واعتزاز لانكم لم تصلوا بهم إلى هذه الحالة التي عليها القبائل العربية في جنوب العراق.
اعلموا يا وجوه الخير! ان البعض هناك في صعدة من ضعفاء النفوس من يحاول ان يمسك العصا من النصف وينتظر كيف تسير الامور ومثل هؤلاء سوف يخسرون وسوف يسقطون في مزبلة التاريخ وسوف يعيشون ملطخين بالعار وموصوفين بالخيانة من قبل ابناء الشعب مهما حققوا من مكاسب، فإن التاريخ لن ينسى من باع دينه وخان وطنه.
فتأملوا معي كيف ينظر ابناء الامة إلى اصحاب العمامات السوداء عندما خانوا دينهم ووطنهم فالجميع ينظر لهم نظرة احتقار وازدراء.
ان المتابع لنشاط المتمردين في هذه الايام يلاحظ التصعيد العسكري والاعلامي في محاولة لافهام الجميع بأن لهم اليد الطولى وهذه الادعاءات الكاذبة هي فقط من باب الإبتزاز للدولة لحيث وهم يعرفون ان رئىس الجمهورية سيقوم بزيارة إلى أميركا بداية شهر مايو القادم ولذلك فانهم يعتقدون ان القيادة اليمنية سوف تتعرض للابتزاز من قبل الادارة الأميركية اذا ما ظل الوضع ساخنا في صعدة، وهذا التصرف منهم يمثل قمة الانحطاط والعمالة فهم يرفعون الشعار ضد أميركا وفي نفس الوقت يستقوون بها بطريقة غير مباشرة ضد بلادهم كما فعل اسيادهم عندما وصفوا الأميركان بالشيطان الأكبر واستفادوا من هذا الشيطان في الوصول إلى كراسي الحكم في العراق.
ولكننا نذكر الجميع بما قاله رئىس الجمهورية ذات يوم في جامعة صنعاء اثناء حرب الانفصال والضغوط تتوالى على اليمن من كل جانب فقال كلمته الشهيرة: ان هامات وجباه اليمنيين لن تنحني إلا لله.
