;

مقال جاد عن الشيخ العطية وخائب عن غوايات الاستثمار 1309

2007-04-28 14:05:35

حسن الأشموري

ليس في هذا المقال الذي ستكتشفون أنه خائب وخالي من الرصانة ومن الحديث الجاد إلا الإشارة للرجل النبيل الفارس شيخ مجلس التعاون عبد الرحمن العطية الأمين العام للمجلس الذي يذكرني كلما رأيته يتحدث عن اليمن بالراحل العظيم صاحب الرأي العام والقلم الأحمر الكويتي عبد العزيز المساعيد طيب الله ثراه فكليهما أحبا اليمانيين واليمن وشيخ مجلس التعاون الفارس النبيل كما يتحدث عنه سفير طويل العمر السابق في بلاد آل ثاني يحي حسين العرشي، تميز بالسعي لمساعدة اليمن من بين كل من تقلدوا أمانة مجلس التعاون سواء أكان الفلسطيني المقدسي من القدس أصلا والكويتي لا حقا الزلمة عبد الله بشارة أو السعودي ابن الحجيلان أو غيرهما فلم يكن أيا ممن سبقوا النبيل الفارس العطية يهتم في شأن اليمن بل إن المقدسي الكويتي بشارة وشخوص آخرون في دول الخليج ممن يقودون استبعاد اليمن ليس من الخليج وإنما من الجزيرة ويبعد ون من؟ نحن، ونحن فقط من يشكل قاعدة هذه الجزيرة الجغرافية والبشرية حتى وإن ظن الآخرون أنها فقط قاعدة ارتكاز على الخرائط الجغرافية التي يعلقها الطلاب للحفظ، ولا ينشرح صدر هذا البشارة لمن تتبع تجلياته في تأطير اليمن أين يكون وأين لا يكون إلا عندما يجزم أن هناك من هو أقرب للخليج من اليمن وهو معذور لكونه لا يعرف أنساب العرب وعقول هذا الشخص وأشباهه تعمل تجاه اليمن بأمنيات إيرانية فالمتحفظين على اليمن بالتأكيد من أصول إيرانية أو أنهم محاطون بتأثيرات نفسية مذهبية إيرانية ، والفرق بين الشيخ العطية ومن سبقوه أنه منذ أن تسلم أمانة المجلس وهو يسعى لإلحاق اليمانيين ووطنهم بالمدنية الاقتصادية الحديثة فكانت جهوده العملاقة مدعومة بجهود إضافية للأخيار من مسؤولي الخليج من لزوميات مؤتمر المانحين اللندني، وأظهر مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار الذي أسدل الستار عل نفسه الأسبوع الفارط كما يقول المغاربة الذين يعرفون كيفية جذب الأموال وسحبها بوسائل إغرائية حكومية ونعومة شعبية حركة لا تكل للشيخ العطية من أول جلسة إلى الختام ، تحدث عن الاستثمار في اليمن ببراعة ولم يمنعه بشته الأنيق ووجهه البدوي في المروؤة والمتمدن في الكشخة من التبسط في الشرح والتحليل والمداخلة والتشجيع للاستثمار في قاعدة ارتكاز الخليج ، وانتهى العطية والمؤتمر على وعود سحائب الخير بتحمس أصحاب ومندوبي شركات يفترض أنها شركات أعالي البحار في الخليج والجزيرة العربية للاستثمار في اليمن ، بمعنى أن اليمانيين رحلوا إلى الحلم، فهذه الشركات العملاقة إن صدقت قادرة على وضع اليمن في القفزة الكبرى في بناء حواضن اقتصادية للجزيرة وكل أفريقيا هذا السوق المهول القريب من اليمن، شخصيا أجدني على مسافة بعيدة من الحلم ، لكن لا بأس من الحلم في حدوده المنخفضة ، لقد ذهب بنا وبدوننا طويل العمر رئيسنا المفدى علي عبد الله صالح من أجل هذا الحلم إلى كل ركن في الخليج و إلى كل زوايا الأرض نبحث عن مغامرين يملكون المال لنقنعهم بالقدوم إلي أرض «شيبا» كما تقول التوراة وسباء كما يقول القرآن الكريم المطهر وهي بلاد تعشق وتتعشق المغامرون ، الكثيرون منهم أتوا ولكنهم رحلوا دون أن يجدوا «بتشديد الدال» في المغامرة ، أعاقتهم البيروقراطية التي أطاح بها طويل العمر في خطابة أمام مؤتمر استكشاف الاستثمار وأعاقهم قطاع طرق المستثمرين الذين يصرون على مشاركة المغامر مقابل حماية مغامرته وماله في اليمن لا أدري من أين اكتسب هؤلاء هذه العادة السيئة في حرصهم الدائم على ملاحقة المغامرين لحمايتهم من اليمنيين الآخرين على قاعدة أن المال جبان ورجاله أيضا ، فكان أن فر المغامرون وسبقهم المال تأسيا بالمثل الأفريقي الرائع " المال وصاحبه كالخادم إن أسأت معاملته فر منك "، لن أضيع وقتكم في الحديث عن الاستثمار فقد صار موضوعا مترهلا لكثرة جرجرة ألسننا له ، ولن أتحدث عن المستثمرين فكلهم وعدونا بالاستثمار دولا وأفرادا ولم يستثمر، الكثيرون من هؤلاء الواعدين استثمروا ويستثمرون يوميا مئات الملايين والمليارات في كل مكان يكتشفونه صدفة أو بتخطيط آخرين من الوسطاء ، فجاذبة الاستثمار إما خيرات الأرض التي يسمونها اقتصاديا الموارد الطبيعية أو جمال وروعة البيئة السكانية للبلد المنوي الاستثمار فيه وهذه البيئية هي أعلى مراتب غوايات المستثمرين ، فالأثرياء مولعون بالجمال البشري للإنسانيات كلوحات فنية تذكرهم بإبداعات مايكل أنجلو صاحب الأجساد النسائية الجميلة المعلقة في قصور ومتاحف وكنائس روما، والعبقري أنجلو هذا أو المعتوه أفنى عمره في نحت الأجساد الجميلة الشبة عارية والعارية واستثمر كل حياته في هذا الحقل ، ولأن الكنيسة تعيش بالاستثمار لم تفلت من يديها فكرة استثمار آنجلو لا لزيادة العباد والنساك، ولكنها توصلت إلى حقيقة مالية مصرفية دنيوية أن استثمار الزوار أجدى نفعا من استثمار المتعبدين للرب فغالبية العباد فقراء في كل الأديان فشطحت الكنيسة من تعبد الفقراء إلى التأملات الروحية للمستثمرين السياح الذين زحفوا إلى الفاتيكان وقصور وشوارع روما ليمتعوا أبصارهم بما أبدعته عبقرية أنجلو وكرفاجو ودافنشي وينسحب على محبي الجمال الإيطالي المنحوت والمتحرك جمال أوروبا الموزع في لندن وباريس وبرلين وأمستردام وشارعها الأحمر وهنا تتفجر التأملات الروحية التي تبزغ منها أفكار الاستثمار فالاستثمار غالبا ما يبدأ من باب السياحة والتسييح والتسكع وكل المستثمرين دخلوا لضخ الدم في أموالهم من هذا الباب ، أما في اليمن حيث لا شبهاء لأبن أنجلو فكل المتسكعين بنوايا الاستثمار وهي نوايا معلقة لا يجدون في مشاهد اتهم أشياء من هذا القبيل ، ولا تكفي ثقافة الآثار لصنعاء القديمة ولناطحات شبام حضرموت في سلب مخيلة الأثرياء قد تسلب هذه العجائب المفكرون وعلماء الأثار ودارسوا الموزييك الانساني المعماري للعبقريات اليمنية وكل الغربيين الباحثين عن القدم المكاني والزماني ، لكنه لا يذهب بلب خيال الأثرياء ، كما أن المولعين بالجمال البشري والمستثمرين دائما يصطدمون في بلاد شيبا بنفس تلك الملامح التائهة واللاتي يتزاحمن إلى المؤتمرات والندوات واللقاءات واحتفالات السفارات بحثا عن "الدعم أو منحة وهن يطلبن ذلك أيضا من المستثمرين، وهن لا يشجعن بالمطلق على جلب الاستثمار للتواضع المخيف في مسحتهن الجمالية بعكس بائعات الخبز وجميلات البلدية التي يمشطن شوارع المدن الرئيسية كل مساء وقبل أن تذهب هذه المدن إلى النوم، أحد أصدقائي الرسامين وانتم تعرفون جنون وخبل هؤلاء الرسامين للجماليات دخل في معركة دفاعا عن جمال اليمنيات في أحد اللقاءات مع متسكع من الهلال الشيعي قضى وقتاً لا بأس به في اليمن وقال إن اليمنيات التي شاهدهن كن قبيحات وانتفخ صديقي غضبا كما لو أن العرب ستلعنه أبد الآبدين وتوالي الدهور إذا لم ينتفض وينتصر للجمال والعسل اليماني ، فكاد أن يحطم رأس هذا المتسكع بكأس عصير مع أن الرجل قال «اللاتي شاهدتهن» وبهذه الغضبة العمرية لرسامنا اضطر الرجل أن يدلل بالناشطات اجتماعيا بل ويسميهن ، وهن الرهط الذي أشرت إليه وينشطن في كل شيء من السياسية إلى الصحافة وحقوق أطياف المكون المجتمعي الإنسان والمرأة والسجينات ولا أدري إذا كان في هذه الجمعية فرع لحقوق المساجين الذكور، كما وينشطن أيضا في دوائر سيدات الأعمال إلى التحزب إلى الشعر والقصة والكتابة والديكور وفن الاتيكيت و الديكور وثقافة الألوان وتناسق اللبس والحديث عن السيمفونيات والموناليزا وبرج بيزا وما إلى ذلك ومن هذا القبيل، بالنسبة لي لم أكن مكترثا لما قاله الرجل لكنه بالتأكيد يشكل داعية لا نفع فيها لأن الذي جرنا إلى هذا الحديث كان تأثير البنوية الإنسانية على الجذب ، وقفزت إلى هذا النقاش السخيف قضية المطرب راغب علامة وقوله قبل سنوات أن لا جمال في السودانيات والتي أحدثت موقفا مجتمعيا في السودان واعتذر لاحقا علامة فكانت هبة السودانيين خوفا من التشوية واعتذار علامة رغبة في بيع أشرطته ولكنها لم تباع فقد خسر استثماره في السودان ، المهم أن رسامنا وجد نفسه أخيرا متفقا حول مشاهدات الرجل واتفقا على أن هذه الشخصيات لا يمكن أن يقاس عليها جمال البلقيسيات واعتبر رسام الهلال الشيعي ورسامنا أن جاذبية الشكل البنائي لعنصر الجندر مهمة جاذبة، والمستثمرون في الحالة هذه يمزجون بين جذبي رنة المال وجذب الجماليات الأخرى ، ذلك هو الاستثمار السياحي مثلا في بلاد الشام والمغرب ومصر وتايلاند ودبي أخيرا والبحرين وعواصم أوروبا وفنلندا واسكندنافيا، والاستثمار في السياحة كان هو الفتح للاستثمار في المجالات الأخرى لأن كل الاستثمارات في الدنيا لم تكن سابقة لسياحة رجال المال والأعمال بل قاد التسييح إلى الاستثمار. . ألم أقل لكم إنه مقال أرعن إلا في الاستثناء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد