;

الحوثي والفرق الشاذة 998

2007-04-29 23:10:15

د. محمد أحمد عبدالله الزهيري

يعد الحوثي ثمرة من ثمرات الفرق الشاذة عن الإسلام وأفكارها المخالفة لتعاليم الدين الحنيف، هذه الثمرة التي تبدأ باليهودي عبدالله بن سبأ الذي اشعل نار الفتنة ضد الخليفة الراشد ذي النورين عثمان بن عفان - رضي الله عنه -وادت إلى مقتله مظلوماً وإشعال حربين ضروسين في الجمل وصفين، وظهور فرقة الروافض السبئية، وتلتها فرقة الخوارج التي أشعلت حرباً ضروساً لمدة مائة سنة ضد المسلمين قتلوا خلالها الخليفة الراشد الرابع علي بن ابي طالب - رضي الله عنه - فضلاً عن ذلك فقد مدح قاتله اشقى الآخرين عبدالرحمن بن ملجم من الشاعر الشقي عمران بن حطان بقوله:

ياضربة من نقي ما أراد بها

                   إلا ليبلغ عند ذي العرش رضوانا

إني لأذكره حيناً فأحسبه

                          أوفى البرية عند الله ميزانا

فرد عليه شاعر السنة إسماعيل بن الطيب:

ياضربة من شقي ما أراد بها

                    إلا ليصلى عند ذي العرش نيرانا

إنى لأذكره حيناً فألعنه

                      وألعن الكلب عمران بن حطانا

وجاء الشعوبيون والزنادقة والباطنيون من إسماعيلية وقرامطة وعلويين وبهرة ومكارمه وفلاسفة وحلوليين فأدخلوا في الإسلام كل قادحة، تجاوزت حدود تفكير الصحابة، والطعن في أمهات المؤمنين، والتكذيب بالسنة والتاريخ، إلى التشكيك في الأمين جبريل - عليه السلام - بقولهم :«الأمين خان الأمانة» وإلى التشكيك والتحريف بالقرآن، وتستروا في كل ذلك وراء والتشيع لآل البيت ودعوى الوصية بالإمامة التي هي دعوى شعوبية، اما العرب الصحابة ومن بعدهم فقد اجمعوا على عدالة الصحابة وإمامة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وان أفضليتهم كترتيبهم في الخلافة.

وهذه الفرق إنما هي فرق سياسية، والإمامة اصل من اصول الدين عندهم، ولم يعرف عنهم انهم وجهوا عداوتهم او حربهم يوماً من الأيام إلى اعداء الاسلام من يهود ونصارى وغيرهم، إنما كانت حروبهم وشرهم ضد المسلمين دأب كل الفرق الضالة عن الإسلام، اذ نجدهم يحكمون العالم الإسلامي باسم الفاطميين قرنين من الزمان ووقتها كان الصليبيون في بلاد الشام والمسجد الاقصى تحت سيطرتهم ولم يتعرضوا لهم، بينما احرقوا القاهرة وهم يحكمونها حقداً على الإسلام والمسلمين وتنفيساً عن حقدهم اليهودي، واسمع إلى شاعرهم الخطاب يمدح الآمر الفاطمي فيقول:

شهدت شهادة لامين فيها

                        بأنك واحدُ فردُُ صمد

وقبله ابن هانئ تمدح المعز لدين الله الفاطمي فيقول:

ما شئت لا ما شاءت الأقدار

                           فاحكم فأنت الواحد القهار

وفي الحجاز كان القرامطة يذبحون الحجاج كل عام حتى تمكن ابو طاهر الجناني في يوم التروية من العام «317ه» من الوصول إلى الكعبة وقتل عشرة آلاف حاج، وهم يلبون ويكبرون ويتعلقون بأستار الكعبة، والقى جثثهم في بئر زمزم، واقتلع باب المسجد الحرام وجلس عليه وهو ينشد:

أنا بالله وبالله أنا

                 يخلق الخلق وأفنيهم أنا

وعرى البيت الحرام من كسوته واقتلع الحجر الأسود واخذه معه إلى هجر، وظل هناك حتى رد إلى موضعه «سنة 339ه» ونهب جميع التحف التي زينت بها الكعبة على مر التاريخ.

في اليمن قتل علي بن الفضل في ذي اشرق ثلاثمائة الف من المسلمين واستباح صنعاء سبعة ايام واجبر عقائل المسلمين على ان يسبحن في سطح الجامع الكبير بعد ان سد ميازيبة، وهو في المنارة وايهن اعجبته اصعدها إليه وقد افتض ألف بكر، وتقرأ لشاعره ابن رستم الصناديقي في جامع الجند الذي يقول في مدحه:

خذي الدف ياهذه واضربي

                   وبثي فضائل هذا النبي

تولى نبي بني هاشم

                      وهذا نبي بني يحصب

لكل نبي مضى شرعة

                    وهذي شرعة هذا النبي

أحل النبات مع الأمهات

                   ومن فضله زاد حل الصبي

إذا الناس صلوا فلا تنهضي

                   وإن صُوّموا فكلي واشربي

ولا تحرمي نفسك المعرسين

                        من أقربين ومن أجنبي

فكيف حللت لذاك الغريب

                           وصرت محرمة للأب

أليس الغراس لمن ربه

                       ورواه في عامه المجدب

ولا تبتغي السعي عند الصفا

                       ولا زورة القبر في يثرب

وما الخمر إلا كماء السماء

                         حلالاً فقدست من مذهب

وهم الذين فتحوا بغداد للتتر في المرة الأولى وتسببوا في قتل مليونيين من المسلمين حتى تحول نهر دجلة إلى لون الدم، والقوا تراث المسلمين فيه لتعبر عليه خيولهم حتى تحول إلى لون الحبر، وتسببوا في سقوطها في يد مغول العصر «الأميركان» في العصر الحديث تم سارعوا إلى إحراق مكاتب ومخطوطات بغداد التي تحوي «80%» من مخطوطات المسلمين، وتدمير المناطق، كل ذلك لانها تمثل تاريخاً مزوراً - زعم الروافض - ليفسحوا المجال للتاريخ المجوسي الشعوبي الفارسي الذي يباهي عبدالعزيز الحكيم رئىس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في أحد معارضهم في جامعة بغداد بأن المعرض يضم عشرة آلاف عنوان كانت ممنوعة من دخول العراق في عهد النظام البائد، وهل هذه الكتب إلا كتب طعن المجوس والشعوبيين بالاسلام والمسلمين والعرب وتاريخهم، هل بعد هذا يشك في كفر هؤلاء ويدافع عنهم، ونشك في إخواننا المسلمين العرب لاسيما العلماء الدعاة، ونحن في اليمن بحمد الله قد سلمنا من افكار الطوائف الشاذة الحاقدة ومن القوميات المتعددة فنحن مسلمون عرب وهذه نعمة لا يدركها إلا من عاش في بلاد الطوائف والقوميات حيث يتحول انباء هذه الطوائف والقوميات إلى سلاح بيد الأعداء وسهام متقدمة في صدور ابناء الإسلام والمسلمين، وإلى طابور خامس يبثون الإشاعات والأراجيف وعملاء جواسيس ينقلون الأخبار ويكشفون العوارت، والعجيب ان نجد من ابناء المسلمين ومن بعض المتنفذين في بلادنا من يتعاون معهم مع إنهم لو تمكنوا لأكلوا الأخضر واليابس ولما رقبوا في مؤمن إلا ولا ذمة ولبدؤوا بالحاكم قبل المحكوم، ولذلك فالحوثي ما هو إلا تفريخ لهذه الأفكار وثمرة من ثمراتها المسمومة التي لم ترض خلافة ابي بكر وعمرفضلا عن سواهما، فهل ترضى عن حكامنا المعاصرين من الرؤساء والملوك والسلاطين والأمراء كنا نسمعهم يقولون في العراق قبل غزوه : «لو يحكمنا شارون ولا صدام حسين» ومن يقرأ تاريخ اليمن يعرف كيف كان يخرج اكثر من امام في وقت واحد يتصارعون على الحكم فيأكل هذا الصراع الاخضر واليابس ويتسبب في قتل آلاف الضحايا من ابناء اليمن الطيبين الذين يذهبون ضحايا لهذا الصراع، حتى جاءت الثورة المباركة فقضت على هذا الوضع الشاذ ووحدت النسيج الوطني الذي لم يعد يعرف معنى شافعي او زيدي، حتى كنا نفاجأ حينما كنا بالعراق حينما نسأل :هل انت سني او شيعي؟ فلا ندري. . وكان ذلك سبب السياسة الحكيمة لنظام الحكم الجمهوري ولمناهج التعليم في المدارس او المعاهد او الجامعات، ويكفي للدلالة على خطورة الأفكار الشاذة على وحدة النسيج الوطني ان المعاهد العلمية كانت ألف معهد وفيها مئات من الألوف من الطلاب والغيت ظلماً وعدوانا، ولم يفكر اصحابها في إطلاق طلقة واحدة، والمراكز العلمية ومدارس التحفيظ التابعة للسلفيين فيها آلاف الطلاب التي رميت بكل فرية لم تحرك ساكناً، والجماعات الإسلامية تملك آلافاً مؤلفة من الكوادر ومع ذلك لا يفكر احدهم بحمل السلاح وهذه عقيدة اهل السنة والجماعة، بينما ملك الحوثي مجموعة من الطلاب لا يتجاوزون الألف ومع ذلك قام بما قام به من قتل وتخريب وفساد، والعجيب ان تدفعنا المكايدات السياسية باسم الديمقراطية والرأي الآخر والضغوطات الأميركية إلى إدانة الدولة وتبرئة البغاة، ونسينا احكام الإسلام في البغاة والحرابة والخروج عل ولي الأمر وسفك الدماء وإثارة الفتنة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد