عبدالفتاح البتول
كعادتهم في الكذب والدجل والتدليس يشن الشيعة في العراق حملة شرسة وظالمة ضد قناة «الجزيرة» بحجة التطاول على المرجعية ممثلة بآية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني العراقي الجنسية والإيرانية الاصل والفصل، ليست المرة الاولى التي تتعرض قناة «الجزيرة» الغراء لمثل هذه الاساءات الكبيرة والسباب الفظيعة، وبنفس الخطاب العدائي والاسلوب التكفيري وبنفس السبب والمبرر، الاساءة للمرجعية والنيل من الشيعة، اتهامات جاهزة ولهجة كاذبة، اننا امام فتنة طائفية جديدة وحملة تكفيرية وتحريضية غاية في السوء والاثارة لمجرد طرح اسئلة في حوار مع شخصية شيعية بارزة وبأسلوب مهني وحواري طرح خلاله المذيع والاعلامي القدير احمد منصور عدة اسئلة على العلامة الشيعي آية الله جواد الخالصي تتعلق بالمرجعية الشيعية في النجف ومواقفها من الاحتلال والفتنة الطائفية، ومع ان اجابات الخالصي جاءت في سياق الدفاع عن المرجعية والتبرير لمواقفها المتخاذلة، فقد قامت قيامة المرجعية واتباعها من القوى الظلامية والتكفيرية واخذتهم العزة بالإثم واخذوا بالنيل من قناة «الجزيرة» ودولة قطر الشقيقة، وقالوا فيها ما لم يقله مالك في الخمر، قالوا بأن «الجزيرة» ناطقة باسم التكفيريين والصداميين والارهابيين، وانها تشجع على العنف والتطرف وتدعو للطائفية، عادل عبدالمهدي -نائب رئيس الجمهورية العراقية- الشيعية حمل دولة قطر مسؤولية التطاول والتجاوز على المرجعية والاعمال التخريبية التي تقوم بها قناة «الجزيرة» حسبما ذكره عبدالمهدي وعبده السيستاني وعبده الصفوي، وغيرهم من ابواق الدعاية الشيعية الذين لا يقفون عند حد الكذب والدجل والافتراء والطعن والتجريح، وانما يتجاوز ذلك إلى الدسس والتحريض وربط قناة «الجزيرة» -الحرة والمستقلة - بتنظيم القاعدة وكل العصابات الاجرامية في شرق الارض وغربها مهما تحدَّث المتابعون والمراقبون والمحايدون على المهنية العالية والحيادية الكاملة التي تسير عليها قناة «الجزيرة» فإن ذلك لا يفيد ولا ينفع ولا يقنع دعاة الفتنة الطائفية والعصابات الصفوية، الذين يرفعون شعار «من لم يكن معنا فهو ضدنا»، ان هؤلاء الناس ليس معهم إلا مجرد الكذب والبهتان الذي يعلم ويعرف بطلانه وتهافته كل من له سمع وبصر وعقل وفهم، ولكن هذا حال الشيعة الاثني عشرية في كل زمان ومكان، فلا عجب ان هم نالوا من قناة «الجزيرة» واساءوا لانفسهم واظهروا حقيقة انفسهم العدائية والالغائية والاقصائية، ولا عجب لهذه الثورة العارمة والحملة الهمجية، فإن الصراخ حسب شدة الوجع، لقد اصابت قناة «الجزيرة» وكذبت المرجعية الشيعية، ولم يكن لديهم من طريق لاخفاء الحقيقة والتغطية على خيانة المرجعية ودورها الواضح بدعم الاحتلال وتدمير العراق، انهم وعبر هذا الصراخ والعويل والكذب والتضليل يعملون على تزييف الحقائق وتبديل الوقائع، ألم يكن بمقدورهم- اذا كانوا على صواب- ان يردوا ويفندوا الاخطاء ويعلنوا في وسائل اعلامهم الكثيرة ومنابرهم العديدة- مواضع الخطأ ومواطن الزلل التي وقعت فيها قناة «الجزيرة»؟ هيهات لهم ان يفعلوا لانهم باختصار يتحملون وزر كل ما يحدث في العراق لأنهم اعوان المحتلين وحلفاء الاميركيين وشركاء الصليبيين، انهم المطففون الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، يرى احدهم القذاة في عيون الآخرين ولا يرون الجذع في عيونهم.
انني إذ اكرر تضامني اللامحدود مع قناة «الجزيرة» أدعو كل الصحفيين والاعلاميين افراداً وهيئات ومؤسسات للوقوف مع «الجزيرة» والتصدي لهذه الاساليب الرخيصة والحملات المسعورة التي تستهدف الاعلام الحر والاداء المتميز والنجاح والتطور، ولا انسى في ختام هذه السطور ان انبه على مسؤولية الشيعة وخاصة المرجعية الدينية والقيادة السياسية في حال تعرض قناة «الجزيرة» أو احد العاملين فيها لسوء أو مكروه وخاصة ان الثورة العارمة والحملة الظالمة التي يقوم بها شيعة العراق تحمل طابع التهديد والوعد والوعيد، وتصور الامر وكأنه اساءة للذات الإلهية ممثلة بالمرجعية المقدسة، انه خطاب تحريضي بطابع ديني وتكفيري بثوب اسلامي، وطائفي بنفس فارسي، وعزاء قناة «الجزيرة» وعزاؤنا جميعاً بأن هؤلاء قد نالوا من الصحابة واساءوا للخلفاء الراشدين ونالوا من عموم الامة، لم يسلم من شرهم ولعنهم وسبهم وكذبهم احد من المخالفين لهم المتقدمين أو المتأخرين فكل من خالفهم أو نقدهم فهو كافر أو على الاقل فاسق!!.