عبدالفتاح البتول
لم يكن غريباً ان يطلب يحيى بدر الدين الحوثي الصلح والهدنة والمفاوضات فهذه هي عادة الشرذمة الحوثية عندما تجد نفسها في هزائم متلاحقة وتضييق للخناق كما حدث في المواجهات السابقة، تطلب الوساطة لاجل الاستعداد لمواجهة قادمة ومعركة اخرى ويقيناً فإن هذه الحركة الخادعة والوساطة الكاذبة لا تسمن ولا تغني من جوع، والذي دفعني لكتابة هذه السطور عن هذه الدعوة التي اطلقها يحيى الحوثي هو تأثر البعض بها وانخداع البسطاء والسذج واستغلال الخبثاء لمثل هذه الاعمال بهدف تحميل السلطة والقوات المسلح مسؤولية ما يحدث، وهذا من الكذب الواضح والتناقض الفاضح وخاصة ان الحوثي الهارب في الخارج اصدر بياناً رئاسياً ولم يقدم حلاً عملياً فهو ومن خلال الاستعلاء السلالي والتميز الطبقي يدعو الرئيس علي عبدالله صالح إلى ايقاف الحرب والجلوس على طاولة الحوار عبر وساطة مقبولة من الطرفين!! حقاً ان الجنون فنون وشر البلية ما يضحك فالامام النعوذ بالله- يحي بدر الدين الحوثي- يوجه رسالة لنظيره اليمني الرئىس علي عبدالله صالح يدعوه فيها إلى سحب قوات الجمهورية اليمنية من مواقعها الحالية والعودة إلى ما قبل مواجهات 2004م، والانسحاب من اراضي الامام الحوثي، عند ذلك يمكن الجلوس على طاولة الحوار والتفاوض مع الجانب الجمهوري عبر طرف ثالث يقوم بالوساطة ويكون مقبولاً من الطرفين وخاصة الطرف الحوثي الذي سوف يستمع لمطالب الطرف الجمهوري فإن كانت منطقية وشرعية فبها ونعمت وان كانت غير ذلك فقد اعذر من انذر والوجه من الوجه ابيض والله المستعان ومهما يكن فلا غرابة فالقول الذين يحملون ابا بكر الصديق وعمر بن الخطاب مسؤولية ما يحدث في العالم فاذا كان ابو بكر وعمر سبب مسخ هذا العالم فمن السهل على الحوثيين ان يحملوا علي عبدالله صالح مسؤولية ما يحدث ليس في صعدة فحسب وانما ما يحدث في دارفور!!.
ان المشكلة ببساطة ووضوح تكمن في ان يتمكن مواطن يمني ورجل يعربي وانسان مأربي يحكم اليمن وقيادة الوطن كيف يجروء شخص غير فاطمي على حكم الناس وادارة امورهم وتسيير شؤونهم كيف يتجاهل الدستور اليمني- دستور الجمهورية اليمنية- الشرط العلوي الفاطمي، هذا ليس افتراء على الحوثيين وانما تقرير وتأكيد على ثقافتهم وعقيدتهم فهذا حسين بدر الدين الحوثي في ملزمة- الولاية- يسخر من الدستور الذي يتعارض مع الاسلام الحوثي لان هذا الدستور لا يجعل هناك اي اعتبار لمعايير أو مقاييس مستمدة من دين هذه الامة فالدستور انما يشترط لمن يلي امر هذا الاقليم مواطن يمني وألا يكون قد صدر بحقه حكم وألا يقل عمره عن اربعين سنة، هذه الشروط أو حسب تعبير حسين الحوثي- المعايير يهودية وليست اسلامية لأنها لم تذكر ان يكون علوياً فاطمياً- دستور يساوي بين الناس بالمواطنة- هذه هي العلة وهذا جوهر القضية من يزعم ان الحوثيين يقاتلون بدون قضية مخطئ انهم اصحاب قضية ولكنها باطلة واصحاب ثقافة ولكنها مغشوشة وكاذبة، انهم ايها الاعزاء يعتبرون الثورة ردة والجمهورية كفر بنعمة الامامة والمصالحة الوطنية سنة 1970م هدنة مؤقتة بين الطرفين والحرب سجال والمعركة مستمرة والحق الذي يدعونه - لا يسقط بالتقادم هذا يفسر لنا سر الوساطات المتعددة والجلوس على طاولة الحوار أليس كذلك!؟.