حسن الأشموري لم تدخل جمعية الحكمة اليمانية كأحزاب الثكنة أوالثكنات المشتركة لتسجل حضورها في المجتمع اليمني بأماني التميز والأفضلية عن يمانيين آخرين كما يطمح له الحزبيون وإنما دخلته الجمعية بعكس الثكنات من باب خدمة الإنسان الفرد والعمل النافع الذي يمكث للفرد وللأرض، فالجمعية نصبت عينها وقواها لملاحقة الفقر ومطاردته مع شقيقيه الجهل والمرض من أحياء بيوت الصفيح والطين المترنح والمتهالك في الأحياء المهشمة والمنسية في عدن والحديدة وإب وفي الشعاب من ضواحي الحجرية وشرعب قبل أن تمد خيرها إلى بلاد القبائل المهمشة بالكامل في صعدة وعمران والجوف وما إلى هنا لك، وقد قدمت جمعية الحكمة حتى الآن عشرات الملايين من الريالات إذا لم تكن المئات، في بناء وترميم الكثير من المدارس إلى معالجة الكثيرين من المرضى فضلاً عن كسوة وإطعام وإلباس مجاميع أخرى ممن امتحنهم الله واختارهم لضيق الحال، وبقرار الجمعية أن تغيث من تقدر عليه في صعدة من الذين يألمون في مواجهتهم للإرهابيين الحوثيين لكي يعبد الله اليمانيون في صعدة وفي غير صعدة بسكينة وبدون حساسيات التمذهب المقيت تكون الجمعية قد حسمت أمرا وموقفا لم يقم به حسب علمي أياً من أحزاب الثكنات حتى الآن لتكسب هذه الجمعية مربع آخر من أفئدة اليمانيين لا يمكن لأحزاب الثكنة بلوغه وإن تجاوزا على أنفسهم بشق الأنفس، لأن الثكنات الحزبية أشغلت نفسها في مطاردة نفسها ومن في مستواها ومطاردة يمانيين آخرين مهمشين وغير مهمشين ولا يهم إن كانوا عراة أو جياع لتحصل بهم على مقاعد السلطة ولازالت متفاعلة ومنهمكة في هذه الورطة منذ 17 عاما دون تقديم أي خدمة مجتمعية سوى الصخب والحديث عن نذر الحرب تاركة تقديم الخدمات حتى يؤول إليها الحكم. من هذه المقاربات كان الداعي لهذا الحديث عن جمعية الحكمة وأحزاب الثكنة قد تأتى من الهرج مؤخرا حول دعاوى متهافتة لحزبيين يسوَّقون «من التسويق» لأن تمسخ الجمعية نفسها إلى حزب سياسي وهو أمر أرجوا أن لا تتورط لحاء قادة الجمعية المهيبة به ، وإن حدث هذا المسخ فإن الجمعية تكون قد وضعت أقدامها وأعمالها في الخسران الأبين وسقطت في القطيعة مع اليمانيين لأنها حتما وصيرورة ستلج دوائر الخصام والنفاق ، فالحزبية لا تنتج في اليمن إلا كل أوجه التخاصم والتنازع في كل الأمور مع ذواتها ومع الوطن وحينا مع معتقداته الأصلية، ثم أنه إذا ما تورطت في التحزب فإنها لن تكون إلا ثكنة حزبية جديدة ، تلحق بسيئات الأحزاب التي أظن والله أعلم أن سيئاتهم تتناسخ لقلة فعل الخير ولإكثارهم من التشنج وتأزيم المرجفين في اليمن، كما يحدث اليوم ، ولا يفعلون شيئا فقط يسرقون أوجاع اليمنيين الكثيرة ويعيدوها لنا في منشور أومقال أو بيان مشترك أو يبيعون هذه المصائب كمصيبتنا مع الحوثية وبالحوثية ، ففي حين وقف ضد الإرهابيين الحوثيين مثلا كل علمائنا بدءا من محمد ابن إسماعيل العمراني الإمام المجتهد شيخ الإسلام كما أطلق عليه الكاتب الكبير عبد الفتاح البتول وقد كانت تسمية موفقة لأنه لا يوجد اليوم في العالم الإسلامي من يبلغ درجة اجتهاده وفقهه فضلا عن علماء آخرين في زبيد وتعز وتريم وإب وصنعاء وحيث يوجد علماء أمهات الشرع التي عليها نقيم إسلامنا ، وقفت أحزاب الثكنات المجاورة والمشتركة في موقف يشوبه التدليس والتنافق، وأتمنى أن لايتنافخوا غضبا من تسمية سلوكهم بالنفاق فتلك هي السياسة ،إذ لا سياسة بدون التنافق من أجل قوام وعيون المصلحة الحزبية و التنافق هو من يحدد ويقضي في التوسط الكاذب بين المواقف على عللها رغم أنه لا وسطية في المواقف والأمور الجادة ، فالوسطية تحكم فقط سلوكيات الأقوال والأطروحات العقلية الفكرية وليس في قتل الحوثيين لليمانيين مجالات فكر وإنما مجالات دم حتى يتم التوسط في الأمر، ودعم الثكنات للحوثيين النازيين أصحاب إحياء فكرة سيادة العرق وترويجهم للأفكار الإرهابية القادمة من شعاب صعدة أبلج دليل على تورطهم بالحوثية وذلك ما لايتفق مع نفسية وطبيعة الجمعية اليمانية ، بل إن في أحزاب الثكنة من يصف القتلة الحوثيين بالأبطال والشهداء والمظلومين، ولا أعرف ماذا يسمون شهداء حراس الدستور والوحدة والمقاتلين المتطوعين من أبناء صعده وغيرها من النجود اليمانية بل إن منشقا عن هذه الثكنات عد نفسه فيما مضى من أجل سكرة فودكا ماركسيا لينينيا فر إلى موائد الرأسمالية يأمل أن تحرير عدن يبدأ من تحرير الحوثيين لصعدة كل ذلك لأنه تذوق فقط سكرة من قارورة سكوتش أو مارتيني. والجمعية منذ تأسيسها في 1990م وهي نفس الفترة الزمنية التي أعلنت فيها أحزاب الثكنة عن ولادتها الثانية العلنية فوق الأرض في فترة الوحدة ما قبل فشل الانفصال ، لا يمكن أن تجد نفسها أو ترغب أن يراها محبوها في مربعات داعمي الفتن أيا كانت ، بعد أن كسبت استحسان الشارع اليماني ، في حين تواصل أحزاب الثكنة بما فيها الإصلاح والاشتراكي والقوميون القرويون خسارة الشارع ، ولو أن الانتخابات النيابية تجري اليوم لما فاز أحد من الثكنويين دعاة إحياء علوم الفتن لا علوم الدنيا والدين ، فقط لأنهم دعموا الحوثيين ولا أحد يستوعب حتى اللحظة لماذا تصر الثكنات في مناصرة الحوثية رغم الاتجاه الشعبي العارم ضدهم. لكنها نفس العقلية لحالات الحرب المتقطعة للحزبيين مع اليمانيين إن كان بأسلحة الإرهابيين الحواثية أو بغيرها أو بأسلحة الدعاية لفريدريك غوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر الذي انتحر مع زوجته وأطفاله الستة في مثل هذا الشهر من 1945 وهي دعاية تمييع وتذويب وتحوير الحقائق كما تستوظفه الثكنات، ولن يكون هذا أيضا منازل الجمعية ولكن إذا ما نوت التحزب فإن عليها أن تعي أنها ستلحق بغالبية هذه العقلية وعندها لن تعادي الفقر ولن تعادي شيئا من الموبقات لأنها بصدد تبني أعداء جدد يتمثلون في عداوة ديمومة الاستقرار فتلك كانت سير «بكسر السين وفتح الياء» الثكنات كما كانت في كل التحولات السياسية، الاستقرار هو العدو الأول لها بمناسبة أو بلامناسبات، وكلنا يعي عندما يتحدث من في هذه الأحزاب في صحفهم أو لنقل منشوراتهم الحزبية أن الحرب المجتمعية اليمانية على وشك أن ترخي سدولها على دماغنا ونكتشف أن الدنيا سلامات. إنه نفس العك والطحين والعجين منذ سنوات طويلة، ما أن تقرأ هذا المنشورات حتى تشعر أن عليك الذهاب سريعاً للبحث عن جرف أو كهف أو عن بندقية لتنجو من الدمار القادم ،كما أن الجمعية إذا ما قررت الانتساب إلى الثكنات فإن عليها أن لا تتوقع أحزاب يمانية عقلانية كأحزاب إسبانيا المتدينة والشيوعية والوسطية في المعارضة والحكم والتي تقف مجتمعة منذ عقود طويلة ضد متمردي الباسك في شمال إسبانيا أو كالأحزاب الفرنسية في وقوفهم الموحد بوطنية عالية ضد الكورسكيين الانفصاليين، بل سيجدون أقواما يريدون إعادة صياغة وطنهم بشرور أي متمردين موجودين أو متمردين قادمين وكل ذلك ينطلق من موقف مقاومة الاستقرار والذي يعني شيئا واحداً فقط وهو أن موقف مقاومة الاستقرار يعني موقف مقاومة الوحدة.