عبدالفتاح البتول
صعدت صحيفة «الثوري» وموقع «الاشتراكي نت» من حدة الخطاب في تناولهما لما يحدث في صعدة ومع اهمية الحديث عن هذا الموضوع الخطير والازمة القائمة والفتنة المستيقظة إلا ان المرء يعجب ويتعجب من الانحياز الكبير والتأييد العظيم الذي يظهره اعلام الاشتراكي مع تمرد الحوثي فالمتابع لموقع «الاشتراكي نت» لا يصدق ان هذا موقع لحزب يساري وتيار وطني وفكر اممي علماني.
بل يتبادر لذهن القارئ والمطالع للموقع مع كثافة المواد التي تتناول حرب صعدة ونوعية هذه الكتابات، انه موقع ناطق باسم الحوزة العلمية والفتنة الحوثية والثقافة المذهبية كل الدعوات والمطالب تتوجه نحو الجيش والقوات المسلحة والامن عليهم وحدهم- حسب الاشتراكي نت- وقف الحرب والعدوان على الحوثيين الابرياء والمتمردين الطيبين الطاهرين لا احد من الرفاق يطلب من الحوثيين تسليم انفسهم واسلحتهم والعودة إلى جادة الصواب وعدم الخروج على الدستور والقانون الحوثيون يفجرون المساكن يزرعون الالغام يغتالون المخالفين لا تثريب عليهم ولا نقد يوجه إليهم، احدهم كتب في صحيفة «الثوري» امس الاول - الخميس- مقالاً بعنوان «اوقفوا الحرب..السلم خير» ومع ثقافته ويساريته وكبر سنه إلا ان الكاتب يكرر السيمفونية القديمة والإسطوانة المشروخة «الزيدية في صعدة هي المستهدفة تحت مسمى الراقصة» الفيلسوف الكبير وهو يدافع عن الحوثيين ويكيل التهم للسلطة والسلفيين لم ينس ان يذكر ان ما حدث في 26 سبتمبر 1962م لم يكن سوى انقلاباً وليس ثورة كما انه لم يفوت على نفسه الفرصة في الاساءة للشيخ عبدالمجيد الزنداني حسب الموضة التي ينشرها الليبراليون والمحافظون الجدد، فقد وصف فيلسوف الدكاترة ودكتور الفلاسفة الشيخ الزنداني بأنه احد شيوخ التكفير!! الزنداني- العالم والداعية والتربوي الذي ينشط في إطار العمل العلني والسلمي والفكر الاسلامي يصبح ارهابي وتكفيري اما التكفيريون في صعدة والارهابيون والمتمردون فانهم ابرياء وضحايا.. لست ادري كيف يرى هؤلاء القشة في عيون الآخرين ولا يرون العود في عيونهم وعيون حلفائهم الا ترون ان الحوثيين يتحملون النتائج الكارثية والآثار السلبية للحرب والدمار والخراب وقبل ذلك يتحمل الحوثيون واعوانهم مسؤولية إيقاظ الفتنة- التي كانت نائمة- والترويج للمذهبية وبعث السلالية والطبقية ونشر ثقافة العداء والكراهية انهم يشعلون حرباً باسم اسرة يستغلون الرسالة ويستثمرون النسب والسلالة أسوأ استغلال وابشع استثمار يرفعون شعار الموت لأميركا الموت لإسرائيل وهم في قرارة أنفسهم يقولون الموت لأبي بكر الموت لعمر، اذا كانوا لم يخرجوا من مشاكل الماضي وقضايا التاريخ يعادون الصحابة ويحملون ابا بكر الصديق وعمر بن الخطاب مسؤولية كل ما يحدث من شرور في العالم، كيف تستطيع نفوس مثل هذه وقلوب عليها اقفالها، التصالح مع الحاضر والعصر والمخالف لهم سياسياً ومذهبياً، اذا كانوا سينتظرون المهدي المنتظر- حسب عقيدتهم- ليقوم بعد خروجه ببعث أبي بكر وعمر وخالد وعائشة وحفصة وإقامة الحد عليهم!!.
انني اذكر المحافظين الجدد وانصار المقزلة ان واصل بن عطاء وابا عبيدة والجاحظ والبلخي وغيرهم من رؤوس المعتزلة انفقوا مع الشيعة في اصول العقيدة ولكنهم اختلفوا معهم في مسألة الامامة والائمة والوهم والعصمة، اننا ضد الحرب ونحب السلم وندعو للامن والإستقرار ولكن «فأي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون».
