محمد أحمد العديني
إب موطن الجمال الساحر والتضحية، موطن الوفاء والاباء والشموخ مدينة الثوار ابناؤها مخلصون لوطنهم الحبيب وتقديم ارواحهم وممتلكاتهم رخيصة لهذا الوطن منذ بدء الثورات ضد حكم السلطة الفردية والانعزالية الامامية التي جعلت اليمن مغلقاً حول ذاته محافظة إب ما تزال ترسم لوحة رائعة البطولة في وفاء ابنائها واخلاصهم وصمودهم في حرب الردة والانفصال إبان حرب صيف 94م لاحساسهم بأنهم نواة هذه الوحدة المجيدة التي انطلقت بمسيرة مشورة ونداء ابنائها لقائدهم علي عبدالله صالح لتحقيق حلم الشعب اليمني بوحدة وطنهم المشطر سابقاً. . إب اليوم تحتضن فعاليات العيد الوطني ال«17» لاعادة تحقيق اللحمة الوطنية المباركة ومكرمة فخامة رئيس الجمهوية لابناء هذه المحافظة السباقة دائماً إلى تقديم قوافل الشهداء، كل هذه التضحيات التي قدمها ابناء إب لم تشفع لهذه المحافظة الطيبة وابنائها المخلصين بأن ترسم الفرحة في شفاهم بالعرس الوطني الذي تحتضنه محافظتهم هذا العام، بل تحولت إلى معاناة ومأساة تعتلى جبين الشرفاء وحسرة الم تقتصر افئدتهم لما يحدث داخل المحافظة من اهدار للمال العام الذي لا يرق إلى ما كانوا يتطلعون إليه، بأن المشاريع التنموية والخدمية التي تستهدف البنية التحتية ستعم كافة مديريات المحافظة وتعود بالخير على ابنائها، ولكن وياللأسف الشديد لم يلمسوا مشاريع بقدر الهيلمات والكلام الذي يتشدق به القائمون على الاحتفال وفي مقدمتهم قيادة المحافظة فجامعة إب التي لا يزال طلابها يتلقون تعليمهم تحت «الزنك» حرمت من المكتبة المركزية واهتمت قيادة المحافظة ورئاسة الجامعة ببناء البوابات ورصف الساحات ومراكز المديريات لا تزال بدون انارة وشوارع مدينة إب لا تزال الحفر تنتشر في معظمها والخطة الاستثنائية العشرة المليار صرفت لمشاريع متعثرة مثل الخط الدائري الغربي «شارع 24» ودائري الدليل والدائري الغربي القديم ومشروع «الصنفرة» في ديوان عام المحافظة واعادة طلاء اعمدة الكهرباء في مدينة إب وهكذا بينما البسطاء من ابناء إب مثل اصحاب البسطات والعمال يتم ملاحقتهم في الشوارع وقطع ارزاقهم دون توفير اسواق بديلة ومن يتطلع إلى ابناء إب يجد ان احتضان المحافظة لهذه المناسبة قد تحول إلى فرحة وهبر عند الكبار والمسؤولين ونقمة ومعاناة عند بقية المواطنين.
